رياضة

بطولة كأس الأمم الإفريقية تصل إلى نسختها الحادية والثلاثين .. بدأت بثلاثة وأبناء الكنانة أصحاب الريادة والسيادة

| خالد عرنوس

كما لكل قارة بطولاتها الخاصة التي بدأت بالمنتخبات وانتهت بالأندية فللقارة الإفريقية كأسها للأمم والتي تنفرد عن سواها بأنها تقام كل عامين مرة على عكس معظم بطولات القارات الأربع الأخرى التي تقام كل أربع سنوات وعلى الرغم من اعتراضات الأوروبيين حيث ينتشر مئات اللاعبين الأفارقة إلا أن الاتحاد الإفريقي (الكاف) مازال مصراً على إقامتها مع تغيير موعدها من السنوات الزوجية إلى الفردية.
وعلى غرار كل البطولات بدأت كأس الأمم الإفريقية قبل 60 عاماً بسيطة وبمشاركة ثلاثة منتخبات فقط وعانت كثيراً قبل أن تنتظم ليرتفع عدد المشاركين في النهائيات إلى 16 منتخباً بعد تصفيات تشارك فيها كل منتخبات الكاف تقريباً وانتقلت من بطولة لم يتابع بداياتها سوى بضعة آلاف إلى عرس كروي يتابعه مئات الملايين بين القارات الخمس، كيف كانت البداية؟… وكيف تحولت كأس القارة السمراء إلى محط أنظار كبار خبراء الكرة العالمية؟.. ومن أبطالها وهدافوها ونجومها؟.. نتابع في السطور التالية:

لشبونة محطة الانطلاق
على عكس كل البطولات القارية كانت بداية كأس الأمم الإفريقية من خارج القارة السمراء، ففي اجتماع إفريقي على هامش اجتماعات الفيفا عام 1956 اتفق ممثلو كل من مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب إفريقيا على تأسيس الاتحاد الإفريقي الخاص بكرة القدم ومن ثم إطلاق بطولة خاصة بالمنتخبات على غرار كوبا أميركا وكأس آسيا التي انطلقت للتو في القارة السمراء وجرى الاتفاق على أن تستضيف الخرطوم عاصمة السودان النسخة الأولى وما هي إلا شهور قليلة حتى شهد شهر شباط 1957 البطولة المنتظرة بمشاركة أربعة منتخبات فقط وذلك لوقوع أكثر من نصف دول القارة (السوداء) أيامها تحت الاستعمار الأوروبي.
ولم تكن هذه المشكلة الأولى التي صدمت البداية فقد رفض اتحاد جنوب إفريقيا مشاركة أي لاعب غير أبيض مع منتخب بلاده (اتباعاً لسياسة الفصل العنصري الذي اتبعته أيامها حكومة بلاده) وعليه اعتبر منتخب جنوب إفريقيا خارج البطولة فانتقل نظيره الإثيوبي إلى النهائي لمواجهة المنتخب المصري الذي فاز على المضيف السوداني وفي 16 شباط (فبراير) وعلى ملعب الخرطوم الدولي وأمام أنظار 30 ألف متفرج أصبح منتخب مصر أول بطل لإفريقيا عقب فوزه الكاسح على نظيره الإثيوبي برباعية نظيفة.
تطورات هائلة
وأقيمت الدورة الثانية عام 1959 في القاهرة بمشاركة المنتخبات الثلاثة ذاتها ولعبت بطريقة الدوري من مرحلة واحدة فاحتفظ المصريون باللقب وجاء الدور على إثيوبيا لتنظيم النسخة الثالثة التي تأخرت إلى عام 1962 وقد شهدت مشاركة تونس وأوغندا وفاز صاحب الأرض باللقب وقد أقيمت تصفيات لتحديد المشاركين للمرة الأولى ونص نظامها على إقامة مباراتي نصف نهائي ثم نهائي وهكذا وارتفع عدد المشاركين في نهائيات النسخة الرابعة 1963 ستة منتخبات قسمت إلى مجموعتين والتقى بطلاهما في النهائي وتوج المضيف الغاني باللقب.
ويمكننا إطلاق مرحلة البداية على البطولات الثلاث الأولى وقد بدأت عقبها مرحلة الانتشار والتوسع خاصة بعد استقلال معظم دول القارة تباعاً لترتفع أعداد المنتخبات الراغبة في المشاركة فاتسعت رقعة النهائيات واستمرت هذه المرحلة حتى نهاية الثمانينيات تقريباً وقد أفرزت البطولة عدداً من النجوم الذين باتوا مطلوبين بشدة للعب في الأندية الأوروبية، ومع تطور وسائل الإعلام ولاسيما النقل التلفزيوني ازداد الاهتمام بالبطولة وبالكرة الإفريقية على العموم وأضحت البطولات بمنزلة سوق للراغبين في الاطلاع على آخر المواهب التي نشأت وسط أكواخ الصفيح التي أبهرت عشاق الكرة في العالم فيما بعد، وقد تناوبت منتخبات كثيرة على اللقب ومنها الكونغو بشقيها كينشاسا وبرازافيل وكذلك السودان والمغرب لكن الرقم الأعلى بات في عهدة الغانيين الذين توجوا للمرة الرابعة وبرز إلى الساحة منتخبا نيجيريا والكاميرون ليبدأا رحلة طويلة من الزعامة على القارة وعزز المنتخب المصري أرقامه واختتم الجزائري تلك الحقبة بلقبه اليتيم الذي جاء تتويجاً لجيل الثمانينيات الذي أبهر العالم في مونديالي 1982 و1986.

مرحلة اليقين
في التسعينيات بلغت البطولة قيمة كبيرة في سوق كرة القدم العالمية مع الصور الناصعة التي قدمها أسود الكاميرون في مونديال إيطاليا ونسور نيجيريا في مونديال أميركا ثم في دورتي أتلانتا وسيدني الأولمبيتين فأصبح الأفارقة جزءاً مهماً من خريطة الكبار، ومع ارتفاع عدد المشاركين في النهائيات إلى 12 منتخباً في نسخة 1992 ثم إلى 16 في 1996 مع عودة جنوب إفريقيا وزيمبابوي إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي عقب نهاية عهد الأبارتيد.
وقد ترسخت في عقد التسعينيات أهمية البطولة وباتت مطلوبة للمشاهدة في شتى أصقاع الكرة الأرضية وفيه نال الأفيال لقبهم الأول وعاد النيجيريون إلى المنصة وكذلك المصريون الذين عادلوا الغانيين ودخل منتخب جنوب إفريقيا على خط البطولة قبل أن يختتم الكاميروني بلقب ثالث ثم رابع في أول بطولة خلال الألفية الثالثة.

مرحلة التوهج
شيئاً فشيئاً أضحت بطولة كأس أمم إفريقية كرنفالاً قارياً إن لم نقل عالمياً فالكثيرون ينتظرون منافساته الجميلة ومبارياته المثيرة وما يقدمه النجوم السمر على مدار أكثر من أسبوعين بعدما استقرت على موعد بين شهري كانون الثاني وشباط كل عامين وأمام إلحاح شديد من الأندية الأوروبية بأن تقام البطولة كل أربع سنوات أو في الصيف نظراً لافتقادها عدداً لا بأس به من اللاعبين قبل وأثناء البطولة أجرى (الكاف) التعديل الأخير بأن تقام البطولة في الأعوام الفردية وزيادة في إصرار الكاف على عدم النزول عند رغبات الأوروبيين نظم أول نسخة في العام التالي لنسخة 2012.
وقد شهدت هذه الفترة خوض أول نهائي عربي في البطولة عام 2004 وتوج يومها التونسي للمرة الأولى على حساب شقيقه المغربي قبل أن يتسيد أبناء الكنانة النسخ الثلاث التالية منفرداً بالزعامة وبفارق كبير أمام كل من غانا والكاميرون قبل أن تشهد نسخة 2012 بطلاً جديداً هو الزامبي، وفي 2013 استعاد النيجيريون التاج ثم لحق بهم أفيال ساحل العاج كآخر بطل، واللافت أن بطولة 2012 شهدت غياب منتخبات مصر والكاميرون ونيجيريا وتواصل غياب الأول والثاني عن 2013 والأول والثالث عن 2015 وهاهو الثالث يغيب عن البطولة القادمة.

بانوراما أمم إفريقيا
• 30 بطولة أقيمت على مدار 60 عاماً فشهدت نهائياتها 606 مباريات سجل خلالها 1502 هدف أي بمعدل (2.48) في المباراة الواحدة.
• 14 منتخباً استطاعت الفوز باللقب ويتصدرها المصري برصيد 7 ألقاب يليه الغاني والكاميروني بـ4 ألقاب ثم النيجيري بـ3 ألقاب يليه منتخبا ساحل العاج والكونغو الديمقراطية بلقبين وفازت بلقب واحد كل من: إثيوبيا والسودان والكونغو والمغرب والجزائر وجنوب إفريقيا وتونس وزامبيا.
• بدأت النسخة الأولى بمباراتين وارتفع العدد إلى 32 مباراة منذ رفع المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخباً، وشارك في النسخة الأولى 3 منتخبات ووصل عدد المنتخبات التي شاركت بتصفيات 2017 إلى 52 منتخباً.
• 99 هدفاً شهدتها نسخة 2008 مقابل 7 أهداف في النسخة الأولى، أما المعدل الأعلى فشهدته بطولة 1962 (4.5) مقابل (1.44) في نسخة 1988.
• 37 منتخباً سبق لها خوض النهائيات ويعد المنتخب المصري الأكثر ظهوراً بـ22 مرة يليه ساحل العاج بـ21 مرة مقابل مرة واحدة لأربعة منتخبات في حين أخفق 15 منتخباً بالتأهل ولو لمرة واحدة.
• 14 مرة ظهر المنتخب النيجيري بين الثلاثة الأوائل وبلغ المنتخب المصري 14 مرة مربع الكبار وظهر في 8 مرات بالنهائي أما الأكثر خوضاً لمباراة التتويج فالمنتخب الغاني 9 مرات.
• يعد الكاميروني ريغوبرت سونغ الأكثر ظهوراً في البطولة بواقع 8 نسخ بين 1996 و2010 يليه المصريان أحمد حسن وحسام حسن والعاجيون سيكا تيانيه وكولو توريه وبوبكر باري والكاميروني جيريمي نيتجاب في 7 بطولات.
• يتصدر الكاميروني صامويل إيتو لائحة هدافي البطولة تاريخياً برصيد 18 هدفاً سجلها في ست بطولات و29 مباراة يليه العاجي لوران بوكو بـ14 هدفاً ثم النيجيري رشيد يكيني بـ13 هدفاً يليه المصري حسن الشاذلي بـ12 ثم المصري حسام حسن والكاميروني باتريك مبوما والعاجي ديديه دروغبا بـ11 هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن