قضايا وآراء

2017 هل يكون عام الحل؟

| ميسون يوسف

تسارعت مع الأيام الأولى لتطبيق اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية وتيرة العمل لإطلاق عجلة العملية السياسية التي يتوخى منها حل للازمة في سورية مع وصولها لعامها السادس.
وفي هذا الإطار تسجل بداية السعي الروسي لإضفاء الشرعية القانونية الأممية على الاتفاق الروسي التركي الذي أنتج وقفا للعمليات القتالية، عبر طرح مشروع قرار في مجلس الأمن اعتمد بعد أن أدخلت التعديلات عليه بما يرضي دول الغرب وبشكل محدود، ومع هذا القرار يكون أمر جديد طرأ على العملية من شأنه أن يخلط الأوراق فيما يتعلق بالملف السوري ما يعيد تحديد الأحجام والمؤثرات فيه. أما الأمر الثاني فيتعلق باجتماع الأستانة الذي تعول عليه روسيا كعملية تأسيسية تمهيدية لإعادة إطلاق مباحثات جنيف التي أوقفتها أميركا بأمر وجهته إلى دي ميستورا والجماعات المسلحة. ففي الأستانة يبدو أن هناك مسارين من المباحثات سينطلقان واحد يحضن ويرعى الآخر. الأول مسار دولي رباعي مؤلف من روسيا وإيران وتركيا ويضاف إليهم الدولة المضيفة كازاخستان، ومسار سوري سوري يمكن الحكومة السورية من التباحث مع من يسمى معارضة سورية من الذين ارتضوا الهدنة وقبلوا الحل السياسي غير المشروط. واللافت في الأستانة هو غياب دول الغرب وعلى رأسها أميركا وهنا يكون السؤال هل إن مفاوضات تغيب عنها أميركا قادرة على حل أزمة كانت أميركا وما زالت الأساس في شن العدوان فيها وفي قيادته وتوجيهه؟ لا نعتبر أن هذا ممكن ولا نتصور أن المشاركين في الأستانة يتجاهلون الدور الأميركي وتأثيره لكنهم أيضاً يدركون أن الاستفادة من الفترة الانتقالية القائمة حالياً مهمة جداً، وإذا كان الأمل والثقة بإدارة أوباما باتت منعدمة فلا بأس من المراهنة على إدارة ترامب الذي أعلن أنه يريد محاربة الإرهاب وبهذا يلتقي مع الحكومة السورية وروسيا وبالتالي يكون مؤتمر الأستانة مهماً من أجل تحضير البيئة السياسية لانخراط أميركا ترامب لاحقاً في هذه المهمة. وعليه يكون من المفيد الانطلاق الآن قبل مجيئه في 20 كانون الثاني الحالي، ثم الانتقال إلى جنيف حيث يقوم المقعد الأميركي وحينها يشغله ممثل لإدارة ترامب. بهذه الجزئيات والصور نستطيع القول إن وقف العمليات القتالية لن يكون مقصوداً بذاته بل سيكون مدخلاً جدياً لإطلاق العملية السياسية التي تأتي بالحل فهل تنجح؟ إنه الرهان الكبير واحتمالات النجاح أكبر من مخاطر الفشل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن