رياضة

الحلقة الأضعف

| محمود قرقورا

مضت مرحلتان إلا مباراة في الدوري السوري الممتاز ولكن التعاطي مع المرحلتين بدا وكأننا في منتصف الطريق، ولا ندري لماذا تلجأ أنديتنا إلى تغيير جلدها التدريبي لمجرد التعثر في مباراة وكأنها نهاية العالم؟
متى كان تعثر الطليعة في إحدى مبارياته يستدعي تغيير المدرب ولا يهمنا إن كانت إقالة أم استقالة؟ ومتى كان الطليعة يلعب على اللقب ولا شيء غيره والفوز اللغة الوحيدة التي يتكلم بها؟
متى كان تعادل تشرين مع جبلة كارثة تستوجب فض الشراكة مع المدرب؟ لكن إذا كان هشام شربيني الذي قاد تشرين نحو صدارة مجموعته بالدوري التصنيفي من دون خسارة لم يكن منصبه بمأمن فمن الطبيعي أن نرى التغيير عنواناً لإدارة تشرين في الدوري وهذه ليست حالة صحية وعواقبها وخيمة.
يقولون في كرة القدم الفوز دائماً يجيّر للاعبين والخسارة سببها المباشر المدرب لأنه الحلقة الأضعف عند إدارات أنديتنا ولذلك يكون القرار الأسهل لتلك الإدارات التي حسب زعمها تسكت الشارع الرياضي لابسة ثوب البراءة.
في اتجاه مغاير كم كان جميلاً تفهم إدارة نادي الجيش لخروج الفريق من بطولة الأندية العربية أمام نفط الوسط العراقي وتجديد الثقة بالمدرب أنس مخلوف فكان القطاف فوزاً مهماً في افتتاح مشواره بالدوري على حساب النواعير، ولا ننسى أن القائمين على كرة الجيش تجاوزوا خسارة كأس السوبر قبل عشرين يوماً أمام الوحدة وكأنها رسالة واضحة للاعبين والمدرب بأن الهفوة الثالثة لن تمر مرور الكرام لأنه والحال هذه ينطبق على المدرب واللاعبين المثل العربي: بلغ السيل الزبى.
ويحسب لإدارة الشرطة استمرار الرهان على المدرب الشاب محمد شديد بعد خيبة أمل الدوري الموسم الفائت والخروج المبكر من كأس التحدي التنشيطية، لكن إذا غاب الحصاد للموسم الثاني على التوالي وبقي الفريق رقماً عادياً في الدوري فإن الاتحاد الرياضي السوري للشرطة يكون قد خسر الرهان ولا بد من قرار مسؤول، بل إن المدرب شديد هو من سيكون مطالباً باتخاذ موقف وتقديم استقالته لأنه والحال هذه يكون ذاب الثلج وبان المرج.. لا شك أن ثبات الجلد التدريبي عامل مساعد ليكون الحصاد مثمراً بشرط أن يكون المدربون أهلاً للثقة لا أن يكونوا مرضياً عنهم بمقدار السمع والطاعة لأصحاب القرار مضحين بالسمعة والكرامة مقابل الراتب الشهري المرقوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن