من دفتر الوطن

بانتظار الفجر!!

| عبد الفتاح العوض 

يمكننا الآن بكثير من الأمل أن نقول: إننا ننتظر على باب اليوم التالي النهاية لكارثة…
ها نحن الآن أيضاً بكثير من الأمل نشم رائحة الفجر بعد ليال شديدة العواصف وغنية بالكوابيس!!
البشر والأمم والدول تمر بهذه المحن، ورغم صعوبة ما عشناه وما زلنا نعيشه وما نأمل أن نخلص منه، إلا أنه في وقائع التاريخ ما يجعلنا نعلم علم اليقين أن الدول لابد أن تمر بأزمات كبرى تصل إلى حد الكوارث الطويلة الأمد.
أيضاً البشر يمرون بهذه المصائب والمحن الإنسانية التي لا يستطيع أحد مهما كان أن يدعي أنه لم يعشها أو أنه بمأمن عنها.
وكان دوماً الفارق بين البشر هو كيف تواجه هذه المحن والمصائب؟
تراثنا تناول هذا الموضوع بطريقته فقال: إن للمصائب «مقامات»، أغلب الناس يواجهون المصائب بمقام السخط والجزع والشكوى، وآخرون يواجهون ما أصابهم بمقام «الصبر».
قلة يواجهون المصيبة بمقام «الرضى» وهو أعلى من مقام الصبر، لكن قلة القلة يواجهون المصائب بمقام الشكر وهو أعلى من مقام الرضى.
ودوماً كان إحساس البشر في حول المصائب بأنها كثيرة وتأتي جماعة وليست فرادى…
محن الزمان كثيرة لا تنقضي
وسرورها يأتيك كالأعياد
في حالتنا اجتمعت الكارثة الوطنية مع الكوارث البشرية اليومية في عمر الدول ست سنوات هي فترة قصيرة تكاد لا تذكر في كتب التاريخ بصفحات قليلة.. على حين بحياة البشر فإن ست سنوات هي فترات طويلة جداً يزيد من الإحساس بطولها حجم الأسى وكم الحزن الذي رافقنا وما زال على مدار الساعة.
وزادها المعاناة اليومية في معايش الناس وأحوالهم… وقلة التي استفادت من هذه المصيبة…
أحدهم يقول: المصائب نوعان.. حظ عاثر يصيبنا وحظ حسن يصيب الآخرين.
هذه حال الأفراد… أما الدول فبعضها ينحني أمام المصائب، ويطيل الانحناء ويصعب عليه العودة إلى حالته الطبيعية.. لكن في النهاية طال الزمن أو قصر فإن الدول تستطيع إعادة تأهيل نفسها.
أفضل أن أقول: الدول تمرض لكنها لا تموت.. تغفو لكنها لا تنام.
هناك دول مرت بمصائب عظيمة وخسرت حروبا مهمة لكنها استطاعت أن تعيد نفسها إلى قائمة الناجحين، اليابان خسرت حربين عالميتين، وها هي الآن دولة يشار إليها بالبنان وألمانيا حجزت لنفسها مكاناً بين الكبار.
تعالوا الآن نتحدث عن سورية:
هذه الكارثة التي نعيشها يجب أن تجعلنا أفضل مما كنا عليه.. المسألة مرهونة بما سنفعله في التالي على نهاية الكارثة… إذا استفدنا من الأخطاء التي ارتكبناها سابقاً فإننا بالتأكيد سنتحول إلى دولة ناجحة.. إذا تعاملنا مع ما حصل على أنه درس يجب التعلم منه، فبالتأكيد سنصبح أقوى وأفضل.
إعادة ترتيب البيت الداخلي وإعادة ما تخرب فيه ليس عملية سهلة، ولا ينبغي التعامل معها بالعقلية التقليدية ذاتها.
إننا بحاجة ماسة إلى سلوك جديد يجعل كل ما حدث درساً نستفيد من ألا تتكرر أخطاؤه.
أيها السوريون تجهزوا للفجر بعقل مشرق.

أقوال:
• عندما تطرق المصيبة الباب، يكون الأصدقاء نياماً.
• عندما تصل المصيبة إلى ركبة الغني تكون قد اجتازت رقبة الفقير.
• الجزع عند المصيبة.. مصيبة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن