رياضة

سلة المحافظة تهرف بما لا تعرف

| مهند الحسني

تسعى إدارة نادي المحافظة إلى إضافة لعبة كرة السلة لألعابها، وتوفير كل ما يلزمها من أجل العمل على تأسيس قاعدة سلوية على أسس سليمة لا هشاشة ولا رخاوة فيها، تتمكن خلالها من بناء جيل سلوي واعد يكون بمنزلة اللبنة الأساسية للعبة بالمستقبل، لكن هذا العمل التأسيسي بحاجة إلى تضافر عوامل كثيرة منها الفني والإداري، والبحث عن خبرات وكوادر مؤهلة لضمان سير عجلة اللعبة على السكة الصحيحة من دون أي انحراف أو اعوجاج، لكن يبدو أن سلة المحافظة التي بدأت العمل بمفاصل اللعبة من نقطة الصفر، ما زالت تفتقد هذه المقومات وبدهيات العمل الصحيح، ما يعني أن بوصلة اللعبة ستكون غير واضحة المعالم والاتجاهات، وعملية البناء لن تكون جيدة وموازية لحجم العطاء المقدم لها من الإدارة، وهذا من الطبيعي أن يوصلنا إلى نتائج ونهايات ضبابية وغير مرضية، ولا يمكن أن تأتي بشيء جديد للعبة.

حقيقة ماثلة
قد تكون الشعارات الرنانة والكلمات الطنانة لها مفعول السحر في تخدير العقول، وإزالة أسقف الواقع ليسرح الحالمون بأحلام اليقظة، لكنها تسقط أمام متطلبات الواقع وحقائقه، فبعد أن سمعنا بأن نادي المحافظة وهو من الأندية المجتهدة ينوي العودة إلى ساحة كرة السلة من بابها العريض، ومن على ظهر خيول الإنجازات الرياضية والأحلام الوردية، وهي خطوة إيجابية تسجل لهذا النادي، لكننا ما زلنا نشهد على أرض الواقع تناقضاً شديداً بين وقع الشعارات وأزيز الأفعال في تركيبة العمل باللعبة، فمن المعروف أن أول مقومات البناء الصحيح تبدأ بالاعتماد على أصحاب الخبرة وأهل الاختصاص، لا بالاعتماد على الباحثين عن مصادر دخل إضافي أو التجريب في ميدان التدريب.
فماذا نتوقع من كرة سلة سيبنيها مبتدئون ما زالوا بحاجة إلى من يدربهم، وما زال ينقصهم الكثير الكثير من اللعبة ومعارفها، وأي إنتاج نرجو وأي رفد ننتظر ما دامت المؤهلات المطلوبة في هؤلاء المدربين غير متوافرة لدى من تم الاعتماد عليهم، ولماذا يغيب عن سلة المحافظة الوليدة معايير الانتقاء المميزة، فبات بابها مفتوحاً لمن هب ودب، وكأنها فرصة العمل لمن لا عمل له، ومرصد رزق من لا دخل له، أي نتائج وأي مقدمات قدمها إليها أصحاب الوعود والكلمات، وهل يمكن أن نستبشر خيراً في خط بدأ من أوله منحرفاً.

خلاصة
لن تشهد رياضتنا بشكل عام النور، ولا كرة السلة النجاح ما دامت محكومة بعقليات هاوية في ثياب الاحتراف، وجاهلة مدعية للمعرفة كلما خدعنا بمعسول كلمات البعض منهم أعادونا إلى أرض الواقع المحزن بقراراتهم التي تعكس افتقادهم للرؤية المستقبلية في ناد يمتلك كل مقومات التألق وأساسيات العمل الصحيح، وصدق الشاعر في قوله:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن