عربي ودولي

قبل 15 يوماً من دخول ترامب البيت الأبيض … الأجواء السياسية الأميركية مثقلة بالهموم

يتسلم دونالد ترامب بعد أقل من ثلاثة أسابيع زمام السلطة في بلاد منقسمة، لكن إستراتيجية الخطاب الشديد النبرة التي أوصلته إلى سدة الرئاسة قد تصطدم بواقع السلطة الصعب في البيت الأبيض.
ففي 20 كانون الثاني، يدخل رجل الأعمال الملياردير الذي أحدث فوزه المفاجئ في الانتخابات صدمة مدوية في الولايات المتحدة والعالم على السواء، إلى المكتب البيضاوي بنسبة شعبية مقدارها 48%.
أما الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الذي حذر قبل الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني من المخاطر التي يمثلها ترامب على الديمقراطية، فيغادر السلطة بمستوى شعبية قياسي يبلغ 55% من التأييد.
غير أن الملياردير الشعبوي الدخيل تماماً على السياسة خالف كل التوقعات وخرج عن كل الأعراف، إذ تفوق على خصومه الجمهوريين قبل أن يهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون رغم حصولها على أغلبية التصويت الشعبي.
ومنذ انتصاره، تبقى الأجواء السياسية الأميركية في هذه الفترة الانتقالية مثقلة بالغموض والشكوك.
وعيّن ترامب أمس روبرت لايتزير مندوباً للتجارة الخارجية، أي المسؤول عملياً عن المفاوضات التجارية الدولية.
وكان لايتزير الذي يبلغ التاسعة والستين كما تقول وكالة بلومبرغ، المسؤول الثاني في هذا المكتب إبان رئاسة الجمهوري دونالد ريغان في الثمانينيات، ويتمتع بخبرة مستمرة منذ عقود في مجال التجارة الدولية، وخصوصاً في مكتب المحاماة الذي يعمل فيه بواشنطن اليوم.
وقال ترامب في بيان: «إنه يتمتع بتجربة كبيرة على صعيد الاتفاقات التي تحمي بعضاً من أهم قطاعات اقتصادنا، وغالباً ما ناضل في القطاع الخاص لحماية الأميركيين من الاتفاقات السيئة».
وسيقوم لايتزير الذي يتعين على مجلس الشيوخ الموافقة على تعيينه، بالتنسيق مع وزير التجارة ويلبور روس وبيتر نافارو الذي عين رئيساً لمجلس التجارة الجديد في البيت الأبيض.
ويميل البرنامج التجاري لدونالد ترامب إلى اعتماد «السياسة الحمائية». وتوعد باتخاذ تدابير جمركية انتقامية بحق شركاء أميركا، ولاسيما منهم الصين، وتعهد بسحب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ التي وقعها باراك أوباما مع 11 بلداً من منطقة آسيا المحيط الهادئ، لكن الكونغرس الأميركي لم يصدق عليها.
إلى ذلك توعد ترامب، كوريا الشمالية بأنه لن يسمح لها باستهداف الأراضي الأميركية، حسبما نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية، أمس.
وأوضح ترامب في صفحته الشخصية على موقع «تويتر»: «أعلنت كوريا الشمالية أنها في المرحلة الأخيرة من تطوير أسلحة نووية قادرة على الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة. لن يحدث ذلك أبداً».
واتهم ترامب السلطات الصينية بالتقاعس عن تسوية القضية الكورية الشمالية قائلاً: «جنت الصين أرباحاً كبيرة جراء التجارة أحادية الجانب مع الولايات المتحدة، ولكنها لا تساعد في تسوية المسائل المتعلقة بكوريا الشمالية.. رائع!».
وفي وقت لاحق ردت الخارجية الصينية على تصريحات ترامب قائلة: «الجهود التي تبذلها بكين بغية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية واضحة للجميع»، مضيفة إن الموقف الصيني من ملف بيونغ يانغ النووي ثابت ويرمي إلى تأمين السلام والاستقرار في المنطقة.
وحسب الخارجية الصينية فإن بكين تدعو جميع الأطراف المعنية إلى إجراء الحوار والتخلي عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع.
وكان كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، قد أعلن مؤخراً أن بلاده ستصنع قريباً صاروخاً عابراً للقارات، وأن إنتاجه «في آخر مراحله»، على حين وعد بمعاقبة أعداء بيونغ يانغ عن طريق زيادة قدراتها العسكرية إذا لم تتخل واشنطن وسيئول عن إجراء مناورات.
وكانت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أفادت في وقت سابق بأن بيونغ يانغ ستتمكن حتى عام 2020 من صنع صاروخ عابر للقارات قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
من جهتها كشفت شركة «RAND» الأميركية للأبحاث عن أن كوريا الشمالية تستطيع، حتى ذلك التاريخ، إنتاج من 50 إلى 100 رأس نووي.
(أ ف ب– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن