3200 عملية قلب مفتوح وأكثر من النصف أطفال!! .. خضر لـ«الوطن»: احتكار القطاع الخاص بيع بعض أنواع الأدوية للمشافي الحكومية وقلّة التصنيع شكّلا صعوبات كبيرة في تأمينها
| قصي المحمد
كشف المدير العام لمركز جراحة القلب الجامعي في دمشق الدكتور حسام خضر عن الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها المركز في تأمين بعض أنواع الأدوية الضرورية «المخدّرة» التي تشكل المادة الرئيسة لأي عمل جراحي، راداً ذلك إلى مسألة الاحتكار التي الحاصلة بإجبار المركز كغيره من المشافي العامة بشراء جميع الأدوية التي تحتاجها من شركات خاصة معينة مثل «فارمكس» التي قد لا تؤمنه بشكل دائم تحت مبرر ارتفاع تكلفة المواد الأولية، مشيراً إلى أن ما يملكه المشفى من مخزون احتياطي لا يكفيه لأكثر من شهر، مستغرباً من حالة تهاون المعنيين في وزارة الصحة.
وفي تصريح لـ«الوطن»، بيّن خضر أن دور وزارة الصحة في ضبط هذه المسألة غير كافٍ، يجب على المعنيين في الوزارة أن يتخذوا إجراءات احترازية ذات بعد إستراتيجي لتأمين ما تحتاجه المشافي الحكومية من أدوية وخاصة أدوية التخدير «كالبروتامين، الأنتروبين والفنتولين،… إلخ» مع العلم أن المركز يستهلك أكثر من (300) نوع من مختلف أصناف الأدوية، موضحاً إمكانية كل مشفى تأمين الكميات التي يحتاجها ولكن ذلك مرهون بقرارات وزارة الصحة، ومشيراً إلى إيجابية قرار رئاسة مجلس الوزراء الأخير بالسماح لهم بتأمين ما يحتاجه المشفى بشكل مباشر من السوق من دون الرجوع إلى الوزارة، هو إيجابي ولكن محدود ومؤقت لمدة ثلاثة شهور فقط!! «جرعة مؤقتة».
وبيّن خضر أنه رغم هذه الصعوبات أنجز المشفى ما يقارب (3200) عملية قلب مفتوح خلال العام الفائت، مبيناً أن هناك (1700) عملية كانت للأطفال ممن تتراوح أعمارهم من الولادة إلى عمر (13) عاماً، وبالنسبة للكبار (1500) عملية. من خلال ذلك يتبين أن معدل عمل المركز الوطني لجراحة القلب – كما وصفه خضر- خلال العام (9) عمليات يومياً في (3) غرف جراحية، بالإضافة إلى (3) آلاف حالة قسطرة مجانية مع شبكات. لافتاَ إلى أن نسبة الوفيات 2% أثناء إجراءات العمليات الجراحية وهي أقل من النسبة العالمية المحددة 5%.
يتضح أن هناك ارتفاعاً كبيراً بعدد عمليات الأطفال الذي يفوق المعدل الطبيعي حيث رد خضر ذلك إلى زواج الأقارب ولأن المركز هو الوحيد في سورية المختص بأمراض جراحة القلب عند الأطفال بالإضافة إلى أسباب أخرى لدى الجهات التي تحيل إلينا المريض.
وفي سياق متصل ركّز مدير المركز على ضرورة توافر كادر طبي متكامل من أطباء وممرضات ومساعدين فنيين لأن أي عمل جراحي لا يكتمل بمجرد وجود الطبيب الجراح، مؤكداً أنه تم التعاقد في نهاية العام الفائت مع (12) طبيباً جراحاً و(25) مساعداً فنياً فقط، ورغم ذلك يستقبل المركز كل الحالات الإسعافية الاضطرارية ليلاً ويجريها فوراً، وفي هذا السياق أشارت مصادر خاصة من المركز إلى النقص الكبير في أعداد الممرضات الذي طرح أكثر من مرّة وما زالت إدارة المشفى تطالب التعليم العالي بتأمينها.
وقال خضر: قريباً سيتم افتتاح مركز جديد «كهربة القلب» وهو الأول نوعه في سورية والآن تتم المراسلة مع المراكز الطبية الألمانية لإتمام عملية البرمجة للجهاز ليكون جاهزاً للعمل مؤكداً وجود كادر طبي كامل سيعمل عليه، ومبيناً أنه من خلاله يتم معالجة تسرّعات القلب التي تحتاج إلى «تخثير».