سورية

في أقوى رد على المشككين في نيّات الحكومة السورية … الأمم المتحدة: الآلاف يعودون إلى أحياء شرقي حلب

| الوطن – وكالات

أكدت الأمم المتحدة، أن آلاف الأشخاص بدؤوا في العودة إلى منطقة شرقي حلب، ما يمكن اعتباره دليلاً على إخفاق مبادرة طرحها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قبيل عملية حلب الأخيرة بإقامة «إدارة ذاتية» في المدينة. ويرى مراقبون، أن تأكيد الأمم المتحدة هو رد قوي من أعلى منظمة أممية في العالم على المشككين في جهود الحكومة السورية المتواصلة لفرض الأمان وإعادة السلام إلى المناطق التي كانت مرتعاً للجماعات الإرهابية والمسلحة سواء خلال العمليات العسكرية أم اتفاقات المصالحة في غير مكان من رقعة البلاد.
وأقر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية ساجد مالك بأن نحو 2200 أسرة عادت إلى حي هنانو السكني، وحده.
وكان حي هنانو من أول حي استعاده الجيش قبل قرابة 40 يوماً في عمليته التي انتهت بالسيطرة على كامل حلب الشهر الماضي.
وكانت المعارضة وميليشياتها المسلحة تتهم الحكومة السورية بمحاولة إحداث تغيير ديمغرافي في الأحياء الشرقية عندما كان الجيش يتقدم على حساب تلك الميليشيات.
ولم تتوقف الاتهامات على حلب بل امتدت إلى كل منطقة في سورية تنجح الحكومة السورية بإبرام اتفاق مصالحة فيها ولا سيما في ريف دمشق، وعلى الأخص مناطق داريا والمعضمية وقدسيا.. وتتواصل الاتهامات اليوم لتصل إلى منطقة وادي بردى التي تشهد محاولات حثيثة من الجيش وحلفائه لاستعادتها. وجاء حديث مالك عن عودة الآلاف من سكان حلب في مقابلة مع وكالة «رويترز» حيث قال: «يأتي الناس إلى شرقي حلب لرؤية محالهم ومنازلهم ولرؤية إذا ما كان المبنى قائماً ولم ينهب، ولرؤية إذا ما كان يجب عليهم العودة». لكن أضاف: إنه «نظراً للأوضاع المزرية لا تنصح الأمم المتحدة الناس بالعودة».
وقال مالك: «إن الطقس قارس البرودة للغاية هنا… المنازل التي يعود لها الناس ليس بها نوافذ أو أبواب أو أجهزة طهي»، معتبراً أن المساعدات ضرورية لمنع وفاة المزيد من الأشخاص. وقال: إن الأمم المتحدة تساعد الناس على بدء حياتهم مرة أخرى في غرفة واحدة بوحداتهم السكنية بمنحهم فرشاً وحقائب نوم وأغطية بلاستيكية لسد النوافذ المدمرة.
لكن مالك أقر، في المقابل، بأنه ومع التقدم السريع للجيش خلال عمليته بحلب بقى بعض السكان «لكن فر عشرات الآلاف من تلقاء أنفسهم (من الميليشيات المسلحة) وجرى إجلاء نحو 35 ألف مقاتل (مسلح) ومدني في أواخر كانون الأول في قوافل نظمتها الحكومة السورية».
وعن إعادة الإعمار، قال مالك: إن إعادة الإعمار ستستغرق وقتاً طويلاً بعد شهور من الضربات الجوية السورية والروسية الكثيفة لكن الأولوية الفورية هي إبقاء الناس في دفء وتزويدهم بالطعام.
وبيّن مالك بأن «الشركاء المدعومين من الأمم المتحدة يقدمون وجبات ساخنة مرتين في اليوم لنحو 21 ألف شخص ويحصل 40 ألف شخص على خبز يومياً»، على حين «تصل المياه النظيفة إلى أكثر من 1.1 مليون شخص في زجاجات أو عن طريق صهاريج وآبار»، في مؤشر لافت إلى الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لأهل حلب ما يدحض كل ما يحاول معارضون وقوى تدعمهم توجيه الأصابع الاتهام لها بالتقصير. وأضاف مالك: إن هناك عيادات متنقلة تعمل وتلقى أكثر من عشرة آلاف طفل تطعيم شلل الأطفال، ويحتاج آلاف الأطفال الذين لم يتمكنوا من الانتظام في المدارس إلى إعادة الاندماج في النظام التعليمي من خلال فصول تقوية لإعادة بناء ثقتهم.
وفي مقارنة تشير إلى عدم جدوى المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في 21 تشرين الثاني الماضي خلال آخر زيارة له إلى دمشق ورفضتها الأخيرة قبيل عملية حلب حول «إدارة ذاتية لحلب تترك الأحياء الشرقية تحت إدارة المجلس المحلي مقابل وقف لإطلاق النار»، قال مالك: «لم يسجل المواليد والوفيات والزواج في المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة وتعمل الأمم المتحدة مع الحكومة على إصدار وثائق لهؤلاء الناس». وأضاف: «التقيت بامرأة لديها خمسة أطفال وكانت سعيدة بتسجيل أبنائها كسوريين، لديها بطاقات هوية وسجل عائلي».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن