سورية

أهالي القرى تحدوهم ورفعوا العلم العربي السوري .. رفض المسلحون المصالحة فاستأنف الجيش عمليته في وادي بردى

استأنف الجيش العربي السوري، أمس، عمليته العسكرية في وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي وحقق تقدما في المنطقة، في وقت رفع الأهالي في أربع قرى وبلدات العلم الوطني السوري تمهيدا لدخول الجيش إليها، وذلك بعد رفض المسلحين مبادرة المصالحة.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم «انتظرنا حتى الساعة الواحدة (من فجر الأحد) ليلاً ولم يحصل شيء.. واتضح أنها مجرد مراوغات من المسلحين».
وأضاف: «إنهم لا يريدون الخروج من المنطقة واستخدام نبع عين الفيجة كحماية لهم»، معتبراً أن هناك «تعليمات من الخارج» يتلقاها هؤلاء المسلحون للتصرف على هذا النحو من أجل «التخريب على محادثات أستانا»، ولكنه استدرك قائلاً: «جبهة النصرة وداعش لا ينطبق عليهما» وقف إطلاق النار على اعتبار أنهما تنظيمان مدرجان على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وأول من أمس كان محافظ ريف دمشق أوضح لـ«الوطن»، أن وفداً روسياً اجتمع في بلدة دير مقرن، مع وفد من أهالي وادي بردى من المقربين من المسلحين، بعد أن طلبوا من الروس التدخل وحل الموضوع بشكل كامل، وذلك بعد أن شعر المسلحون بضغط الجيش القوي وأنه سيصل إلى منطقة نبع بردى ويدخل».
وأوضح إبراهيم حينها أن وفد الأهالي أبلغ الوفد الروسي استعداد المسلحين للتسوية ووقف إطلاق النار، ودخول الورشات لإصلاح ما تضرر في نبع الفيجة وعودة المياه إلى دمشق، وفي المقابل تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وغيره من بنود التسوية التي طبقت في بلدات قدسيا والهامة وبقية مناطق ريف دمشق التي دخلت في المصالحات».
وذكر المحافظ، أن الجهات السورية المعنية التقت مع الوفد الروسي وأبلغته أن ما نقله وفد الأهالي «كلام نسمعه منذ زمن طويل وهو فقط لإضاعة وكسب الوقت والضغط على المواطنين».
وأشار إبراهيم، أن وفد الأهالي طلب مهلة حتى يوم السبت ليتم تنفيذ الأمر، موضحاً أنه تم السبت إعطاء عدة مهل متتالية للمسلحين للقبول بالتسوية.
وفي تصريحه أمس، قال محافظ ريف دمشق لـ«الوطن»: إن «الجيش ينفذ (حالياً) عملية عسكرية (في منطقة وادي بردى)، لافتاً إلى أن «هناك أربع بلدات وقرى منها دير مقرن رفعت العلم العربي السوري عليها».
وأشار إبراهيم إلى أن «هناك أهالي كانوا محتجزين كرهائن لدى المسلحين، يجري إخراجهم والجيش مستمر بعمليته وإن شاء اللـه خلال أيام قريبة جداً (سيتم الحسم) لأن المياه ضرورية لدمشق ولذلك ستكون العملية سريعة جداً».
وأوضح محافظ ريف دمشق أن «الأصدقاء الروس اكتشفوا كذب المجموعات المسلحة»، مشيراً إلى أن اجتماعاً عقد اليوم في مبنى المحافظة مع وفد روسي ترأسه رئيس المركز الروسي للمصالحة في حميميم، مشيراً إلى أن الوفد الروسي «وضعنا بالصورة وأن الروس حاولوا بوادي بردى وأنه كان هناك كذب ونفاق من قبل المسلحين باتهام الدولة» بتعطيش العاصمة دمشق.
ولفت إبراهيم إلى أن الوفد الروسي في الوقت نفسه، اكتشف «مصداقية كلام الحكومة السورية وأن هناك مجموعات مسلحة تابعة للنصرة ترفض حتى الآن المصالحة وتتخذ من الأهالي دروعاً بشرية».
وذكر إبراهيم أن الروس «سيشاركون في المعارك هناك إلى جانب الجيش العربي السوري بتحرير النبع»، ونقل عن الوفد قوله: «نحن ما يمكن حله بالمصالحات نعمل عليه ولكن هؤلاء رافضون للمصالحة وتأتيهم تعليمات من الخارج». وأكد محافظ ريف دمشق أن الجيش «يحقق تقدماً هناك وأن المسلحين توجهوا باتجاه النبع» للاحتماء به.
من جانبه تحدث «الإعلام الحربي المركزي» عن «توقف الهدنة في قرى وادي بردى في ريف دمشق وبدء الأعمال العسكرية بعد تعطيل المجموعات المسلحة سير المفاوضات في المنطقة وإطلاق إرهابيي «جبهة النصرة» النار على فريق أعمال صيانة نبع الفيجة للمرة الثانية ومنعهم من الدخول لإصلاح النبع».
من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن قوات الجيش قصفت بمزيد من القذائف، تجمعات ومواقع المسلحين في قرية بسيمة «من دون أنباء عن خسائر بشرية»، مشيراً إلى أن اشتباكات تدور بين قوات الجيش والقوى الحليفة من جهة و«الفصائل المقاتلة الإسلامية وجبهة فتح الشام» من جهة أخرى في محوري قريتي كفر الزيت وبرهليا بمنطقة وادي بردى، وسط استمرار الغارات المكثفة من الطيران الحربي على مواقع وتجمعات المسلحين في المنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن