رياضة

اتحاد السلة تحت المجهر

مضى قرابة الشهر على أحداث الشغب التي وقعت بعد نهاية لقاء دوري الشباب بين ناديي الفيحاء والثورة، والتي تركت الكثير من الاستغراب والدهشة نظراً للهبوط الأخلاقي الذريع الذي شهدته والشتائم الخادشة للحياء التي تناهت لمسامع الحضور، وسط صمت غريب عجيب من مراقب المباراة الذي لم يكتب حتى كتابة هذه السطور تقريره بما شاهده بأم عينيه من دون أن تكون هناك مساءلة من أمانة سر الاتحاد حيال هذا التأخر في كتابة حقائق مؤسفة حصلت على مسرح سلتنا الشابة.

أسمع كلامك أستغرب!
لم أجد أدق من هذا العنوان كي أدخل في تفاصيل الموضوع الذي بات حديث كل أهل اللعبة، فالاتحاد الذي سارع إلى تشكيل لجنة الانضباط، وعمل على تعديل أعضائها مؤخراً، والذي لا يتوانى عن مساءلة أي تصريح لأي شخص من كوادر اللعبة، ومعاقبة الكبير قبل الصغير بغية تحقيق العدالة بين جميع كوادر اللعبة، هو نفسه الاتحاد الذي ما زال يغط في نوم عميق تجاه تبيان حقيقة ما حصل من أحداث مؤسفة ومعاقبة المسيئين، وكلما سألنا أصحاب الرأي والقرار في اتحاد السلة حيال ذلك الصمت لم نسمع سوى كلمة (لمَ الاستعجال، وسوف نشكل لجنة) في طريقة غريبة عجيبة لا تدل بالتأكيد على سرعة تنفيذ القرارات والعمل على تصحيح الأخطاء، فإذا كانت لجنة الانضباط غير معنية بالتحقيق بمثل هذه الأحداث المؤسفة، فما الغاية من تشكيلها، وإذا كان التحقيق في أحداث مباراة لدوري الشباب يحتاج إلى شهر أو أكثر ربما، فكيف سيكون الحال في اتخاذ قرارات إستراتيجية كبيرة للعبة، والشيء الذي يزيد الطين بلة هو أن مراقب مباراة الثورة والفيحاء هو نفسه أحد أعضاء لجنة الانضباط التي لا تتوانى في فتح ملفات شغب بطريقة سريعة، وتتخذ قرارات فورية بحق كل من يسيء للعبة، ولكن يبدو أن اللجنة لا تقف على مسافة واحدة من مفاصل اللعبة، وبأن شعارها الكيل بمكيالين، فما السبب في تغييب حقيقة هذه الأحداث أمام أهل اللعبة.

لجنة
إذا أردت أن تخلط الأوراق ويضيع الحابل بالنابل فكلف أكثر من جهة في المسؤولية، وإذا أردت أن تموت أي قضية فألف لها لجنة، ويبدو أن اتحاد السلة يسعى لوضع ما حصل في جزء مهمل من ذاكرة عشاق اللعبة واعتباره أمراً عابراً قد يحصل في أي دوري، غير مدرك أن أي قرار خاطئ لا يساهم فقط في تكريس الخطأ، بل أيضاً يؤدي إلى ما هو أبعد من ذلك في حال تكراره في أي مباراة مقبلة لا سمح الله، وكنا نمني أنفسنا بأن يشرع الاتحاد عصا المحاسبة وبقوة ضد كل من يحاول تعكير أجواء مباريات السلة.

خلاصة
ما نتمناه أن يعيد اتحاد كرة السلة النظر بموضوع مراقبي المباريات، وأن تكون الشخصية القوية القادرة على ضبط أي مباراة هي السمة الأهم للمراقبين، فما نفع الخبرة والدراية أمام شخصية يعتريها الخوف من كتابة الحقائق، وأن يسرع الاتحاد إلى تبيان الحقيقة وإماطة اللثام عن خفايا القضية ومعاقبة من تثبت إدانته بهذه الأحداث مهما علا شأنه ومكانته، وهذا العمل يحتاج إلى إطار أخلاقي وجسارة بالفعل وصدق في التعامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن