سورية

«التحالف الدولي» ينفذ إنزالاً برياً في دير الزور..!

| وكالات

في خرق جديد للسيادة السورية، نفذت مروحيات تابعة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن عملية إنزال بري نادرة في ريف دير الزور، وقتلت 25 مقاتلاً على الأقل من تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وسحبت جثثهم واعتقلت عدداً منهم وحررت رهينتين. ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، أمس عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ومصدر من «قوات سورية الديمقراطية» التي يدعمها التحالف، تأكيدهما، أن «التحالف» ذكر في بريد الكتروني رداً على سؤال للوكالة أن «عملية نُفّذت في المنطقة، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية».
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن «أربع طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، نفذت ظهر أول من أمس (الأحد) إنزالاً في قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي استمر لساعتين».
وقال عبد الرحمن: «إن القوات التي كانت على متن المروحيات استهدفت بعد نزولها على الأرض، حافلة تقل 14 مقاتلاً من التنظيم، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً، كما هاجمت محطة للمياه يسيطر عليها التنظيم في القرية وخاضت معه اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل 11 داعشياً على الأقل». ويدعي «التحالف الدولي» استهداف مواقع وتحركات داعش في سورية منذ أيلول 2014 بعد سيطرة التنظيم على الرقة، معقله الأبرز، وأجزاء كبيرة من محافظة دير الزور. على حين، يقوم باستهداف المدنيين بأغلب ضرباته الجوية كما يفسح المجال لتقدم التنظيم على حساب الجيش العربي السوري ويمكنه من السيطرة على مواقع جديدة، مثلما حصل في جبل الثردة في ريف دير الزور. من جانبه، أكد مصدر قيادي من «قوات سورية الديمقراطية»، وهي تحالف مقاتلين عرب وأكراد تدعمهم واشنطن، أن «أربع مروحيات أميركية من طراز أباتشي، إضافة إلى مروحيتي حماية، نفذت الإنزال في القرية التي يسيطر عليها التنظيم والواقعة على بعد أربعين كيلومتراً غرب مدينة دير الزور. وحسب المصدر، استهدف الإنزال آليات عدة تابعة لمقاتلين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرون»، مؤكداً أن الهجوم كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم.
وأوضح مصدر عسكري سوري، أن رادارات الجيش العربي السوري رصدت عملية الإنزال أثناء حدوثها، من دون أن تحدد هوية المروحيات التي نفذتها. ويسيطر تنظيم داعش على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور منذ العام 2014، ومنذ كانون الثاني 2015، بات التنظيم يسيطر على أكثر من ستين بالمئة من مدينة دير الزور ويحاصر مئتي ألف من سكانها على الأقل.
ووفقاً للوكالة، فإنه «غالباً ما يستهدف التحالف الدولي مواكب للتنظيم في سورية»، لكن من النادر أن ينفذ عمليات إنزال برية مماثلة.
وكانت آخر ضربة جوية أعلن عنها «البنتاغون» في 13 كانون الأول تسببت بمقتل ثلاثة قياديين ضالعين في تجنيد جهاديين والتخطيط لاعتداءات خارج سورية. بدوره، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن نشطاء سوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن أن هذه العملية نفذتها الوحدات الخاصة الأميركية، وأكدوا أنها أسفرت عن تحرير رهينتين، وقتل واعتقال عدد من مقاتلي داعش. وأوضحت الصفحات، أن العملية الخاصة جرت عصر الأحد، إذ تم إنزال عناصر من القوات الخاصة بينهم ناطقون باللغة العربية. بدوره قال مراسل صحيفة «ذي تيليغراف» في بيروت: «إن قوة المهام المشتركة التابعة لعملية العزم الصلب (التي ينفذها التحالف) أكدت له إجراء العملية»، ونقل المراسل عن سكان محليين في دير الزور أن العملية استهدفت سجناً سرياً مهماً في المنطقة، يعتقد أن رهائن غربيين كانوا محتجزين فيه».
ونفذت عملية الإنزال بواسطة مروحيات «أباتشي»، هبطت بقرية الكبر بريف دير الزور الغربي وبمساندة الطيران الحربي، وطالب العسكريون الأجانب الناطقون باللغة العربية من المدنيين الابتعاد عن المواقع التي جرت فيها العملية، والبقاء في منازلهم. وأدت العملية إلى تدمير سيارة تابعة لداعش وقتل جميع العناصر بداخلها، وقام الأجانب بسحب الجثث من السيارة واصطحابها معهم، كما تم خلال العملية اعتقال مسلحين آخرين وتحرير رهينتين لم تعرف جنسيتهما بعد. ويقول محللون: «إن نقل جثث الإرهابيين الذين قتلوا بالعملية، وشحنها على متن المروحيات الأميركية يدل على أن القتلى كانوا أهدافاً مهمة»، علماً بأن القوة الأميركية التي تولت تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، قامت بالخطوة نفسها. واستمرت عملية الإنزال بين الساعة 2:45 بعد الظهر والساعة 4 مساء، إذ شوهدت مروحيات حربية قادمة من جهة الشمال، تهبط في المنطقة الواقعة بين قريتي الكبر والجزرة بريف دير الزور الغربي. وكانت طائرتان حربيتان توفران الحماية وتغطية المكان. ونصب المقاتلون الأجانب الذين نزلوا من المروحيات، حواجز على الطريق بين قرية الكبر ومحطة المياه القريبة منها، وبينها وبين قرية الجزرة.
وتحدثت مصادر في الحسكة عن تحليق حوامتين أميركيتين ظهر الأحد على ارتفاع منخفض فوق جبل كوكب الذي يعتبر نقطة عسكرية تابعة للفوج 123 التابع لقوات الجيش العربي السوري، والثانية حلقت فوق مقر قيادة الفوج واتجهت إلى الأراضي العراقية.
يشار إلى أن مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال في شهر آب الماضي إن الإدارة الأميركية هي أول من خرق السيادة السورية بالمعنى العسكري، والنظام التركي خرق السيادة بالتدخل وجلب الإرهابيين وتسريبهم عبر الحدود.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن