شؤون محلية

أسعار رمضانية

نهى شيخ سليمان : 

بدأ المعنيون بالشأن الرقابي التمويني حديثهم مع بدء أيام رمضان عن ثبات سعري للمواد التموينية في محاولة لإيهام الناس أن ذلك إنجاز يجب أن نعترف لهم به، وأن ذلك الثبات ما كان ليتحقق لولا أن المراقبين التموينيين شمروا عن سواعدهم وبدؤوا نشاطاً محموماً في الأسواق حاملين البطاقة الحمراء في وجه كل من يتطاول على جيوب الناس.
ولكن على ( من تطلق مزاميرك يا داوود) فالرقابة التي عهدناها غائبة أو شريكة في الاعتداء على جيوبنا، لن تستطيع أن تقنع أحداً من الناس أنها استيقظت على محبتنا وسعت لحمايتنا من حيتان السوق وغيلانه التي ما انفكت تعتدي على مواردنا حتى آخر قرش جمعناه بالحلال.
يا سادة كي لا تخدعنا صحوة الرقابة، فما حصل ويحصل من هدوء وتوازن في أسواق السلع الغذائية وفي مقدمتها الخضر، هو ليس بفعل وجود فاعل للرقابة في الأسواق، وإنما بفعل إغلاق منافذ التصدير، وزيادة في الكميات المنتجة التي تحصل عادة مع ارتفاع حرارة الجو ودخول مساحات كبيرة من الخضر ميدان الإنتاج، ولذا نرى تراجعاً في أسعار (البندورة، الخيار، البطاطا، الفاصولياء، يضاف إليها بعض أنواع الفواكه).
أما السلع الغذائية الأخرى فثبات سعرها مرده إلى التشكيلة السلعية التي وفرتها مهرجانات التسوق في بعض المحافظات والتي نشطت بها مؤسسات التدخل الإيجابي، وهذا ما حقق توازناً في سوق المواد ومنع جنون الأسعار والاحتكار نظراً لتوافر البدائل.
الصورة النمطية الراسخة في أذهاننا عن الرقابة وأفعالها، لن تمحوها فورة مؤقتة لتلك الرقابة التي لم نقتنع بها يوماً من الأيام، ولم تكن معنا بل بكل تأكيد كانت علينا ولا تزال مع أمنيتنا أن يكون قانون حماية المستهلك المنتظر فيصلاً بيننا وبين كل من يعتدي على جيوبنا المثقوبة أصلاً..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن