سورية

أنباء متضاربة حول موافقة الميليشيات المسلحة على المشاركة في «أستانا»

| وكالات

تضاربت الأنباء حول مشاركة الميليشيات المسلحة في محادثات «أستانا»، حيث أكد متحدث من ميليشيا «الجيش الحر» عن عدم التوصل إلى قرار بالمشاركة، بعد أن سرت أنباء عن موافقة تلك الميليشيات على المشاركة دون شروط تحت ضغط تركي.
وذكر المتحدث باسم «الحر» المقدم الفار فارس بيوش في حديث تلفزيوني من الحدود السورية التركية أن «القرار بالمشاركة في «أستانا» لم يتخذ بعد من قبل المعارضة»، وأضاف: «إن مثل هذا القرار ليس من السهل اتخاذه وهو يحتاج لدراسات معمقة، وأنه بعد خمسة أيام من النقاش في أنقرة لم يتمكنوا من التوصل لقرار المشاركة بعد».
واعتبر بيوش أن «الهيئة العليا للمفاوضات هي الواجهة للمعارضة في أستانا»، مردفاً أن «أستانا نقطة انطلاق وليست محطة نهائية ومن بعدها سيتم الانطلاق إلى جنيف الذي هو الأساس في المفاوضات»، وبين أن «أمر تسمية الوفد الذي سيشارك في «أستانا» ليس مهما حاليا، وان المهم هو اتخاذ القرار»، وأوضح أنه من الممكن أن «يتخذ القرار اليوم (السبت) في ساعات الليل المتأخرة، أو غداً صباحاً».
في المقابل، أوردت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية الأميركية أن المعارضة «وافقت على المشاركة في محادثات بالعاصمة الكازاخية «أستانا» بعد ضغط تركيا للتخلي عن شرط وقف كل العمليات العسكرية لبدء المحادثات».
ونسبت الشبكة الإخبارية لمصدر بالمعارضة – لم تسمه- القول: إن «اجتماعات المعارضة التي شهدتها العاصمة التركية أنقرة – أمس- انتهت بالموافقة على مشاركة في محادثات أستانا»، مضيفاً إن «تركيا قامت بالضغط على المعارضة للتخلي عن شرط وقف كل العمليات العسكرية على أن يتم بحث تثبيت وقف إطلاق النار في محادثات أستانا».
وأشار المصدر إلى أن وفد التفاوض «قد يضم عدداً قليلا من الشخصيات السياسية في ظل رفض روسيا التعامل مع «الهيئة العليا للمفاوضات» أو «الائتلاف» المعارضين، في مقابل تمسك تركيا باستبعاد الأكراد».
واجتمع في العاصمة التركية أنقرة ممثلو أبرز الميليشيات المسلحة السورية، إضافة لعدد من الشخصيات المعارضة، من أجل مناقشة الذهاب إلى «الأستانا»، وذلك في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر من الاجتماع عن ضغوطات تركية على الميليشيات من أجل حثها على الذهاب إلى العاصمة الكازاخية.
ونقلت جريدة «زمان الوصل» الالكترونية المعارضة، عن مصادر إعلامية أن هناك ضغوطات تركية على المجتمعين في أنقرة؛ من أجل الإسراع في الذهاب إلى المؤتمر، وهو ما تجلى، حسب المصادر، بدفع الحكومة التركية برئيس استخباراتها «حقان فيدان»؛ لإقناع الميليشيات بالإسراع على الموافقة.
وحسب ما نقلت «زمان الوصل» فإن ممثلي الميليشيات أبلغوا رئيس الاستخبارات عدم قدرتهم على تحمّل عواقب أي قرار، إذا لم تكن الحامل الأساسي له «حركة أحرار الشّام»، وهو ما استدعى من المندوب التركي الاجتماع بممثلي الحركة، دون أي تفاصيل عما جرى في ذلك الاجتماع.
وامتنعت «حركة أحرار الشام» عن التوقيع على مسودة مطالب الميليشيات المسلحة على الرغم من حضورها لاجتماعات أنقرة، وهو ما يعني أن للحركة شروطا إضافية للذهاب إلى «الأستانا».
من جهته، علّق الناطق العسكري باسم الحركة «أبو يوسف المهاجر» على عدم توقيع الحركة على الوثيقة المسرّبة، بالقول: «إنّ الحركة غير مقتنعة بجدوى مؤتمر الأستانا، لأنها مبنية على الهدنة، التي وافقت عليها الحركة، لكنها انهارت سريعاً؛ بسبب خروقات النظام السوري».
وتساءل «المهاجر» عن الضامن لمخرجات «الأستانا»، معتبراً أن الحركة لا يمكن أن تزج نفسها في مفاوضات غير مجدية، مشيراً إلى أن «ما يجري الآن هو مضيعة للوقت والجهد».
وفي ظل تهميش شبه كامل لها، ورغم عدم دعوتها حتى الآن، عبرت «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة أمس عن دعمها محادثات «أستانا».
وذكرت الهيئة في بيان في ختام اجتماع استمر يومين في الرياض، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، أنه في ما يتعلق باللقاء المرتقب في «أستانا» تؤكد «دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم لهم، وتعبر عن أملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن