سورية

أكد أن قطع المياه عن دمشق بأوامر خارجية … حيدر: أجواء مؤتمر «الأستانا» ليست إيجابية

| وكالات

اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أن أجواء مؤتمر «الأستانا» ليست إيجابية حتى الآن، معتبراً أن الجانب التركي غير صادق وما زال يفتّش عن مصالحه، وأن قطع المياه عن دمشق أتى بأوامر من الخارج. وقال حيدر في مقابلة مع وكالة «تسنيم» الإيرانية حول الجهود الروسية الحثيثة لعقد مؤتمر «الأستانا»، والأطراف التي يمكن أن تشارك فيه: «إن الدولة السورية وافقت على المشاركة في مؤتمر «أستانا» كما وافقت سابقاً على جنيف وعلى لقاء موسكو الأول والثاني من باب الإيجابية وليس من باب القناعة المطلقة من أن هذا المسار قد يؤدي إلى حل الأزمة السورية، لأن مسار حل الأزمة السورية ينحو بمنحيين؛ محاربة الإرهاب والمصالحات المحلية التي ننجزها والتي تشكل أرضية صلبة لحوار سوري – سوري مستقبلي، ولكن من باب الإيجابية، لا مانع من الموافقة، حتى لا يتذرع الآخرون بأن الدولة السورية هي التي ترفض وهي التي تعطل». وأضاف: «لكن في حقيقة الأمر أن أجواء «الأستانا» ليست أجواء إيجابية حتى هذه اللحظة، ليس من جانب الدولة السورية، لأنها منذ اللحظة الأولى أعلنت استعدادها، ولكن من جانب الفصائل الكثيرة غير المعدودة، فهي أكثر من 91 (كما يقال) بل أكثر من مئة فصيل، والتي هي غير متفقة مع بعضها البعض في البداية وبالتالي غير متفقة حتى على تشكيل وفد يمثلها، والأكثر من ذلك غير متفقة على الفصل بين المجموعات الإرهابية والمجموعات الأخرى المسلحة التي ترغب بالتسوية السياسية، فضلاً عن أنه عندما توافق أي مجموعة عسكرية على المشاركة في العملية السياسية، يجب في البداية أن تعلن أنها تخلت عن الاحتكام للسلاح وتخلت عن السلاح وتحولت إلى حالة سياسية قابلة لأن تشارك في عملية سياسية». وأوضح حيدر، أن «هذا كله لم يحصل حقيقة وبالتالي لا ننتظر الكثير من مؤتمر الأستانا من الطرف الآخر، وخصوصاً أن النوايا الإقليمية والدولية حتى الآن غير صادقة وإن هم أعلنوا غير ذلك، ولكن الإجراءات العملانية على الأرض غير صادقة بالمطلق».
وقال: «نحن ننتظر أن تعقد «الأستانا» ولكن أنا من الأشخاص الذين لا يعولون عليها كثيراً ولا ينتظرون منها الكثير، خصوصاً أن الجميع أعلن أن المطلوب من «الأستانا» هو ترسيخ وقف العمليات العسكرية، ولا أستخدم هنا مصطلح «الهدنة» بل ترسيخ وقف العمليات العسكرية مقابل وقف الاعتداءات من المجموعات المسلحة على الجيش والقوات المسلحة (السورية) والمؤسسات والمدنيين»، لافتاً إلى أن «هذا الترسيخ يحتاج إلى مقومات تختلف كثيراً عن المقومات الموجودة حالياً وبالتالي لا أنتظر أن يتحقق هذا الهدف من مؤتمر «الأستانا» الذي يعتبر الهدف الرئيسي والمعبر الأساسي للذهاب إلى العملية السياسية عبر جنيف».
وبالحديث عن النوايا الإقليمية، ونظرته للدور التركي، وهل استطاع التركي أن يقنع روسيا بشيء ما بخصوص وقف إطلاق النار وكيف يقيّم وقف إطلاق النار في البلاد، قال حيدر: «حتى بالنسبة للدول الصديقة كروسيا، أنا أميّز بين مصالحها الشخصية؛ مصالح دولتها، وبين موقفها من الأزمة السورية وبالتالي العلاقة الروسية التركية، إن تحسّنت فيمكن أن تتحسن لمصالح هذه الدول وليس لمصلحة الدولة السورية»، لافتاً إلى أنه «قد تستفيد الدولة السورية في مكان ما من هذه العلاقة الجيدة ولكن في حقيقة الأمر، لا أنتظر من الجانب التركي تحديداً، لأنه يفتش عن مصالحه حتى هذه اللحظة وهو غير صادق وغير أمين على عنوان أنه «يريد حل الأزمة السورية حلاً سياسياً»، هو يريد أن يؤمّن فرض أمر واقع حالي لأنه يعتبر أنه قد حصل على إنجازات جيّدة على الأرض من خلال دخول ما يسمى «درع الفرات» ووصوله إلى مدينة الباب والآن الحديث عن مساحات جديدة وتأمينه على محافظة إدلب من خلال مسلحين منتشرين على كامل مساحة المحافظة لتثبيت وقف العمليات العسكرية، لم تتطور إلى مصالحات حقيقية تؤدي إلى حالة تقسيم وخطوط تماس وخطوط فصل، وهذه حالة غير صحية لا تؤدي إلى حل الأزمة السورية».
وأضاف: «لذلك أنا حتى الآن لدي شكوك كبيرة على النيات التركية، معتمدة على وقائع ولم تأت من الفراغ، أظن أن تركيا تعتبر حتى هذه اللحظة أنها قد حققت بعض مصالحها بالوضع السوري وبالتالي تستطيع أن تذهب إلى عملية سياسية، كنا نقول سابقاً تحت ضغط الاشتباك، أما الآن فيمكن أن يكون تحت ضغط الأمر الواقع الذي تفرضه على الأرض وهو لا يقل خطورة عن ضغط الاشتباك».
واعتبر أنه «في نهاية هذا المطاف إن بقيت الأمور على ما هي عليه أظن بأننا لن نصل إلى ما يحوّلنا من منصة «الأستانا» إلى منصة جنيف بناءً على المعطيات التي تكلمنا عنها».
وحول منطقة «وادي بردى» غرب دمشق والمسلحين، وخاصة أنهم يحتلون «نبع الفيجة» الذي يزوّد جميع سكّان دمشق بمياه الشرب، أوضح حيدر: «في الحقيقة مشروع وادي بردى عمره أكثر من سنتين لإنجاز المصالحة على مستوى القرى الإحدى عشرة الموجودة في الوادي»، لافتاً إلى أن «من كان يعطّل المصالحة هم المسلحون لأن الدولة السورية كانت جاهزة في كل المراحل السابقة على اعتبار أن هناك توجيهات خارجية من أن مصدر المياه الأساسي لمدينة دمشق يجب أن يبقى في أيدي المسلحين وأن يبقى ورقة ضاغطة على الدولة السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن