المواطن الصبور
| هني الحمدان
يوماً بعد آخر يثبت المواطن السوري أنه ذو نكهة خاصة بتميزه بقوة العزيمة والصبر اللذين لا حدود لهما، تحمله للصعاب وتواتر الأزمات وخاصة المعيشية جعله في صدارة الشعوب متحملاً ومكابداً بجلد كل ما يعتري حياته من مضايقات، طاقة حقيقية تكمن فيما يملكه المواطن من إمكانات عظمى للإنتاج والتصدي.
ليس ذلك كوميديا نمني أنفسنا بها لكي نعبر عما نحن فيه من مشاكل واختناقات، بل هي الحقيقة الوحيدة الباقية.. ولا نقول ذلك لكي نطالب الناس بتحمل ما يعانونه.. لأن هذه المعاناة تفوق أي قدرة على التحمل.. ذلك أن الناس تحملوا ما فيه الكفاية، وصبروا لدرجة كبيرة، فإلى متى كل هذا الصبر؟ وحتى هذا الأخير بات كمن يلجأ للتخدير إزاء مرض بات كأنه مستعصي الشفاء..!
وعود ملَّ المواطن من سماعها… مع إشراقة كل يوم بارد تتحفنا بعض وزاراتنا بسرد سمفونية جديدة تتجدد بعض الآمال لكن سرعان ما تتهاوى على وقع صعوبة تأمين هذه الخدمة أو تلك السلعة…!
ليس أمامنا إلا الاعتماد على أنفسنا، وهذا يبدأ بالحد ولا نقول بتجميد الاستيراد.. وأيضاً يبدأ بزيادة الإنتاج الذي تراجع إلى مستويات غير مريحة، وتابعوا أرقام ما نستورده من غذاء أو مواد أساسية….
الألم صار شديداً… حتى إن الناس فقدوا ثقتهم بأسلوب الحكومة لمعالجة المشاكل الخدماتية والمعيشية.. هناك إسراف شديد السفه ببعض المؤسسات، وهناك ضعف تجاه الجشعين الذين يرون ببعض الإدارات العامة فرصة تربحهم بشتى السبل والطرائق حتى لو كانت على حساب «الغلابى»…!
لكن هل من أمل..؟! قد يقال: نعم فقدرة المواطن كبيرة على التحمل والانطلاق من جديد… أي بتحسين إنتاجنا، وكيفية استغلال ما نملك من مقومات وإمكانات…
قادرون وبعد تحمل كل هذه المحن وحالات التقشف على العبور وتجاوز التحديات إلى واقع أحسن وحياة رغيدة تتوافر فيها كل المقومات لحل كل المشاكل ولم يعد هناك من معوقات.