سورية

داعش يستدعي مسلحيه من دير الزور وجرابلس ويعزز دفاعاته في الرقة…بالتعاون مع المقاومة.. الجيش يسيطر على قرنة وادي المغارة الإستراتيجية بجرود الجراجير في القلمون.. ويواصل عملياته في أرياف دمشق والسويداء والحسكة

دمشق- ثائر العجلاني – محافظات- وكالات : 

يواصل الجيش العربي السوري عملياته وتقدمه في العديد من الجبهات الساخنة على مدى الجغرافية السورية، محرزاً بالتعاون مع المقاومة اللبنانية تقدماً جديداً في الحرب المتواصلة على الإرهاب التكفيري بالسيطرة على قرنة وادي المغارة الإستراتيجية في جرود الجراجير بجبال القلمون الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية، ومدمراً أوكاراً للإرهابيين في أرياف دمشق والسويداء ودير الزور والحسكة واللاذقية.
يأتي ذلك على حين، أفادت معلومات إعلامية متقاطعة بأن تنظيم داعش الإرهابي يستدعي مسلحيه من دير الزور وجرابلس، حيث يعد العدة لمواجهة هجوم محتمل على معقله في مدينة الرقة في حال استمر التقدم المزدوج للجيش العربي السوري في شرق حمص، ولوحدات حماية الشعب الكردية التي تمكنت من طرد التنظيم من بلدة عين عيسى ومقر اللواء 93 في ريف الرقة الشمالي بعد مدينة تل أبيض.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر محلية من مدينة الرقة أن داعش يعد العدة لمواجهة هجوم محتمل على المدينة في حال استمر تقدم الوحدات الكردية التي سيطرت على عين عيسى الثلاثاء.
وأشارت المصادر لموقع «RT»، إلى أن حركة نزوح محدودة شوهدت لبعض سكان المدينة سمح بها التنظيم باتجاه الجهة الجنوبية للطبقة جنوب غرب المدينة التي احتلها التنظيم في شهر آذار من عام 2013.
كما أفادت المصادر، بـأن التنظيم استقدم بعض التعزيزات من المقاتلين الموجودين في الطريق الواصل بين الرقة ودير الزور والميادين لسد الفراغ الذي نشأ بعد مغادرة المقاتلين من داخل المدينة باتجاه الشمال والشمال الغربي، كما تحدثت قناة «الميادين» عن انسحاب أعداد كبيرة من مقاتلي داعش مع آلياتهم وأسلحتهم من مدينة جرابلس شرق حلب باتجاه الرقة.
وقال متحدث باسم وحدات الحماية أمس: إن مسلحي داعش يعززون دفاعاتهم على ما يبدو حول مدينة الرقة بعد أن انتزعت وحدات الحماية السيطرة على أراض من أيديهم، وبدعم من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وكان آخرها السيطرة على بلدة عين عيسى ومقر اللواء 93 يوم الثلاثاء، لتصبح وحدات الحماية على بعد 50 كيلومتراً فقط عن مدينة الرقة.
هذا التقدم المترافق مع تقدم الجيش العربي السوري في محيط تدمر شرقي حمص وتوسيع سيطرته في محيط حقل جزل أمس، يجعل تنظيم داعش في الرقة بين ما يشبه فكي كماشة، الجيش من جهة ووحدات الحماية من جهة وأخرى، ما اضطر التنظيم لاستدعاء مقاتليه من العديد من المناطق الأخرى والاحتشاد في الرقة.
وقال المتحدث باسم وحدات الحماية ريدور خليل في رسالة الكترونية أمس: إن وحدات الحماية تلقت معلومات بأن تنظيم داعش «بدأ في حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته». وذكرت وحدات الحماية الثلاثاء أنها لم تخطط بعد لهجوم على الرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض: أن العمليات تهدف إلى السيطرة على الطريق السريع بين الشرق والغرب والذي يربط مدينة حلب بمحافظة الحسكة في شمال شرق سورية.
في سياق آخر وفي آخر أخبار العاصمة دمشق، والتطورات الميدانية فيها، أعاد موقع «زمان الوصل» المعارض نشر إشاعة اختطاف وزير العدل السوري نجم الأحمد التي نفاها متحدث باسم ميليشيا «جيش الإسلام» وقتها وكذبهـا التلفزيون العربي السوري باتصال هاتفي مع الوزير من مكتبه.
ونسج الموقع المعارض رواية مفادهـا أن جيش الإسلام لم يفرج عن وزير العدل، إلا بعد أن رضخ «النظام السوري» لمعظم الشروط التي وضعها زهران علوش متزعم جيش الإسلام، والمتمثلة بالإفراج عن معظم المعتقلين من أبناء الغوطة الشرقية عامة، وأبناء دوما خاصة، إضافة إلى دفع مبلغ مالي كبير يقارب 300 مليون ليرة سورية. حسب الموقع المعارض، ليخرج أمس ما يسمى «الناطق باسم جيش الإسلام» الإرهابي الفار إسلام علوش مكذبـاً الرواية الهوليودية الثانية للموقع واصفـاً إياها بـ«التلفيق»، حيث نشر عبر حسابه على تويتر: «يؤسفنا أن ينشر موقع ثوري اعتقدنا أنه يتبنى المهنية أكاذيب عن جيش الإسلام، لم نأسر وزير العدل ولم نبادل عليه وكل ما ذكر هو تلفيق محض».
إلى ذلك علمت «الوطن» أنه تم حل مشكلة المياه في نبع الفيجة بالتزامن مع فجر أمس حيث بدأ ضخ المياه من النبع بشكل كامل إلى خزانات المياه المغذية للعاصمة وريفهـا، فيما توقعت مصادر رسمية أن يعود وضع المياه إلى وضعه الطبيعي خلال 48 ساعة.
وفي التطورات الميدانية في دمشق وريفها، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني من جهة و«لواء العز» الإرهابي المبايع لداعش من جهة أخرى على محور ساحة العاتقي ودعبول في حي التضامن.
وامتدت المواجهات إلى محاور مخيم اليرموك حيث تركزت على محور فلسطين- محور الريجة- محور شارع الثلاثين».
إلى ذلك سجل قصف متقطع نفذته مدفعية الجيش العربي السوري استهدف مواقع المجموعات المسلحة في جوبر وعربين وتل كردي.
وفي آخر إنجازات الجيش والمقاومة في معركة القلمون، نقلت وكالة «سانا» عن مصادر ميدانية تأكيدها أن عناصر من الجيش والمقاومة «أحكموا السيطرة على قرنة وادي المغارة الإستراتيجية في جرود الجراجير بعد أن قضوا على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيها»، وذلك بعد يوم واحد من سيطرتهم على «شعبة البكارة وشعبة ثلاجة البركان وقرنة شعبة الشكارة وشعبة بيت شكور ومرتفع ظليل الحاج على وضليل سمعان وشعبة عواد في جرود بلدة الجراجير».
وبينت المصادر، أن إحكام السيطرة على قرنة وادي المغارة يجعل معبر المغارة تحت سيطرة الجيش والمقاومة والذي كان يستخدمه تنظيم داعش كطريق إمداد للأسلحة والذخيرة وتسلل المرتزقة من بلدة عرسال اللبنانية».
إلى ذلك انفجرت ليل الثلاثاء سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من مسجد السلطاني في مدينة التل بريف دمشق، ما أسفر عن استشهاد 13 من المصلين وجرح آخرين.
وأوضح مصدر محلي لـ«الوطن»، أن توقيت الانفجار جاء في حين كان المصلون يؤدون صلاة التراويح.
وفي سياق منفصل نفت رئاسة مجلس الوزراء ما تناقلته بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي حول إلغاء عيد الأم وعيد الشهداء، مؤكدةً أن الاحتفال بعيد الشهداء وعيد الأم من الأعياد المقدسة لدى الشعب السوري حسب وصفهـا.
جنوباً، وجهت وحدة من الجيش في ريف السويداء رمايات نارية مركزة على تجمعات وتحركات مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين في قرية القصر على أطراف البادية في أقصى الريف الشمالي الشرقي للسويداء.
وفي غرب البلاد، أفاد مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة مدعومة بسلاح الجو دمرت أوكاراً للإرهابيين في قرى كنسبا ووادي سلمى والحمرات وعين عيدو بريف اللاذقية الشمالي، وقضت على العشرات منهم، بعضهم من جنسيات أجنبية.
أما في الشرق، فأوضح مصدر عسكري أن سلاح الجو التابع للجيش وجه أمس ضربات على تجمعات وأوكار مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي ومحاور تحركاتهم في قريتي المريعية والبوعمر في ريف دير الزور الشرقي، وأسفرت عن مقتل العديد منهم وتدمير أسلحتهم وذخائرهم.
واعترفت صفحات محسوبة على التنظيم الإرهابي في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل العديد من أفراده من بينهم المدعو أبو صهيب الأردني.
وفي الحسكة شمال شرق البلاد، ذكر مصدر في المحافظة بحسب «سانا»، أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مركزة على تجمعات تنظيم داعش الإرهابي في محيط قرية الهول شرق مدينة الحسكة بنحو 30 كم، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم. ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش كبدت التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في عملية نوعية على معسكر تدريب أقامه التنظيم المتطرف في مخيم اللاجئين ببلدة الهول، كما قضت وحدة أخرى من الجيش على إرهابيين في عمليات مكثفة على تجمعات وطرق إمداد داعش عبر الحدود العراقية في قرية أم حجيرة في أقصى الريف الجنوبي الشرقي للحسكة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن