من دفتر الوطن

مؤسسات الأشخاص!!

| عبد الفتاح العوض 

أقصد هنا المؤسسات العامة التي يديرها أشخاص بعقلية الملكية وليس الإدارة، فبعض المؤسسات تتحول بعد قرار تعيين المدير لها إلى حقوق ملكية، ويبدو الوضع مثيراً لكل الشبهات الممكنة في حال كانت هذه المؤسسات لها إمكانات مالية تتيح له التصرف بهذه المقدرات إلى هنا أو هناك؟! هنا لا أريد أن أخوض كثيراً في هذه النقطة لأنها معروفة ومتداولة.
ما أريد أن أناقشه معكم هنا علاقة المؤسسة بالشخص الذي يديرها. فبعض الأشخاص يستطيعون أن يجعلوا المؤسسة التي يديرونها في موقع الدور المهم.. تصبح المؤسسة ذات دور كبير من خلال تولي شخصية قادرة على إعطائها دوراً على قدر حجمها.
آخرون.. يقومون بتقزيم مؤسساتهم نتيجة الدور الذي تخسره هذه المؤسسات من خلالهم. المعنى الذي يتم تداوله في هذا الخصوص يتعلق بأن الشخص يكبر مع مؤسسته.. والآخر يصغر مؤسسته! أو المعنى الأكثر تداولاً.. الكرسي الذي يكبر الإنسان.. أم الإنسان الذي يكبر الكرسي؟
مع كثير منا تجارب نتداولها حول أشخاص ارتفعوا بمؤسسات مغمورة وأخذوا لها مكاناً تحت الشمس.
وبالوقت ذاته هناك مؤسسات كان لها دور مع مدير ما ثم انحسر دورها شيئاً فشيئاً مع أشخاص آخرين. ماذا يعني هذا؟!
أول ما يعنيه أننا نعمل بعقل الأشخاص وليس بعقلية المؤسسات. إذا كان الشخص قوياً بذاته أو قوياً بدعمه فإن المؤسسة تأخذ دوراً وحجماً مختلفين عما إذا كان الشخص ضعيفاً أو مضعفاً! ولأن طريقة الاختيار تنحو باتجاه الشخصيات «المرنة المطواعة» فإن المؤسسات تصبح أكثر «مرونة»! هذا الأمر ليس محصوراً بقطاع معين من المؤسسات، بل يكاد ينسحب على القطاعات كافة وبمستوياتها المختلفة.. من وزارات ومؤسسات وشركات وجهات «معنية» وغير معنية! بالوقت نفسه.. ثمة قدرات شخصية لا يمكن تجاهلها، وهذه الميزات الفردية عند البعض تشكل علاقة صحية وهي التي تصنع الفارق.
وفي الأزمات.. ونحن في الكارثة فإن الفروقات الفردية بين الأشخاص تمثل نوعاً من الميزة التي ينبغي استثمارها. أضف إلى ذلك ضعف المؤسسات التي طال كثيراً من النواحي، فإن العامل الفردي يعول عليه في صنع الإنجاز الصعب.
هنا.. بين ضياع المؤسسات.. واختيار الشخصيات «المرنة» فإن الحالة العامة تعبر عن نفسها بصورة غير متفائلة.!
ثمة من يعتقد أن الشخص يقدم إضافة لمؤسسته، وآخرون يرون أن المؤسسة يجب ألا تتأثر إلا بمقدار بسيط بتغير الأشخاص.. لكن الواقع يقول: إن مؤسساتنا مؤسسات أشخاص تتغير سياستها وأسلوبها ونتائجها بتغير الشخص.. الشيء الباقي مع تغير الأشخاص هو الأداء المتواضع.

أقوال:
لسنا بحاجة لزيادة ثرواتنا بقدر حاجتنا لخفض احتياجاتنا، فالاستغناء عن الشيء كامتلاكه. دونالد هربان
الموهبة تجعلك تفوز بالألعاب، ولكن العمل الجماعي يجعلنا نحصد البطولات.
كل فريق يحتاج إلى بطل، وكل بطل يحتاج إلى الفريق.
اليد المضمومة لا تستطيع أن تصافح أحداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن