سورية وإيران توقعان خمسة عقود في الصناعة والاتصالات والنفط.. وخط ائتماني جديد … خميس: برنامج زمني للارتقاء بالعلاقة من حيث التبادل التجاري وحجم المشروعات .. جهانغيري: الفرصة متاحة للشركات الإيرانية لتبدأ بأعمالها في سورية
أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء عماد خميس استمرار إيران بدعمها المطلق لسورية في مختلف المجالات.
ووقعت سورية وإيران في طهران أمس خمسة عقود منبثقة عن اتفاقية التعاون الاقتصادي المشترك الموقعة منذ أكثر من عام وذلك في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات «مشغل خلوي» وقع العقود عن الجانب السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أديب ميالة وعن الجانب الإيراني وزير الشؤون الاقتصادية والمالية علي طيب نيا بحضور رئيس مجلس الوزراء عماد خميس والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري والسفير السوري في طهران عدنان محمود والوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء الإيرانيين والمعنيين.
واعتبر خميس في تصريح مشترك مع نائب الرئيس الإيراني (وزعته وكالة الأنباء سانا) أن العقود التي تم توقيعها أمس والعقد السادس المتعلق باستثمار أحد الموانئ السورية تشكل نواة لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال التعاون الصناعي والاستثمارات واستثمار الشركات الإيرانية في سورية وانشاء المصانع وإعادة الإعمار. لافتاً إلى أن الآلية التي تم فيها توقيع العقود تترجم العلاقة المتميزة بين البلدين.
مبيناً أن الجانبين اتفقا على وضع رؤية تطويرية جدية انطلاقاً من الواقع الحالي والتحديات وأيضاً من الرغبة المتبادلة بين الجانبين في تطوير العلاقات الاقتصادية. موضحاً أنه تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة وأن تبدأ من اليوم وتستمر اللقاءات بشكل دائم لمناقشة الواقع وتطوير العلاقة الاقتصادية بين البلدين.
ولفت خميس إلى أن المناقشات والمباحثات الاقتصادية مع الجانب الإيراني كانت بناءة وجيدة. موضحاً أن الوفد السوري نقل إلى الجانب الإيراني رؤية الحكومة السورية لعناوين التعاون للفترة المستقبلية في كل المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والخدمية وذلك بما يحقق الفائدة للبلدين الشقيقين. وأوضح خميس أن الجانبين اتفقا على تكثيف التواصل على الجانب الرسمي والشعبي الاقتصادي وتواصل اللجان وأن يكون هناك برنامج زمني تتم فيه زيارات متبادلة لرجال الأعمال في سبيل تطوير هذا التعاون بكل المجالات. وأضاف: «أكدنا أيضاً ضرورة وضع أهداف ببرنامج زمني للارتقاء بالعلاقة من حيث التبادل التجاري وحجمه وحجم المشاريع وأولوياتها والمبالغ التي تساهم في تنمية هذه المشاريع بشكل صحيح». مبيناً أن تطوير العلاقات بين البلدين يجب أن يكون محط اهتمام الجميع انطلاقاً من إيمان سورية حكومة وشعبا بذلك نظراً للقوة التي تتمتع بها إيران بجميع النواحي ودورها السياسي والعسكري والاقتصادي في الدفاع عن المنطقة واستقرارها. وشدد خميس على أن سورية مستمرة بالدفاع عن مكونات الدولة السورية ومحاربة الإرهاب وإعادة الإعمار منوهاً بصمود الشعب السوري وانتصارات جيشه في الحرب على الإرهاب. وأضاف: «نقدر عالياً الدور الكبير لإيران في التصدي للإرهاب ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في كل النواحي السياسية والميدانية والاقتصادية». مشيراً إلى أن سورية وإيران تجمعهما علاقات تاريخية متميزة وهي مستمرة ومتجهة إلى فعالية أعلى وتشكل مثالاً يحتذى به للعالم في التصدي للإرهاب لأنهما في خندق واحد لمكافحة الإرهاب دفاعاً عن كل دول المنطقة
بدوره أوضح جهانغيرى أن توقيع الاتفاقيات الخمس جاء نتيجة للتعاون الثنائي بين البلدين مبيناً أن هناك اتفاقية سادسة سيتم إنجازها والتوقيع عليها خلال الأسبوعين القادمين. ورأى جهانغيري أنه من الضروري أن يكون هناك تواصل للتشاور بين الجانبين وتبادل للزيارات لإطلاق المشاريع والتعاون الاقتصادي المثمر بين الجانبين. مشيراً إلى أن هناك فرصة متاحة للقطاع الخاص والشركات التجارية الإيرانية حتى تبدأ أعمالها مجدداً في سورية على كل المستويات الاقتصادية وإرسال السلع والبضائع التي تحتاجها سورية، لافتاً إلى أن هناك خطاً ائتمانياً تم تخصيصه حيث بإمكان رجال الأعمال أن يستثمروا من خلال هذا الخط ويرسلوا ما يريدونه من بضائع إلى سورية. ولفت جهانغيري إلى أن سورية وإيران أرسيا قواعد محكمة من العلاقات الثنائية بينهما منذ سنوات مؤكداً أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الضروس التي تشن عليها بتشجيع من بعض الدول الغربية وكذلك بعض الدول الإقليمية. وهنأ جهانغيري الشعب السوري والحكومة السورية بتحرير مدينة حلب من الإرهاب مشيراً إلى أن الانتصارات التي حققتها سورية جاءت ببسالة جيشها وصمود شعبها والتنسيق مع الحلفاء. وكان خميس بحث مع جهانغيري صباح أمس سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والإنتاجية. وحضر المباحثات الثنائية نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسفير السوري في طهران. كما عقد الوفدان السوري والإيراني جلسة مباحثات برئاسة خميس وجهانغيري بحضور الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء ونظرائهم الإيرانيين والسفير السوري في طهران. وقد أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن الاتفاق بين سورية وإيران قد شمل وثائق التعاون، ومن المشاريع التي سوف يتعاون فيها بين سورية وإيران استثمار أراض زراعية ومناجم الفوسفات وإنشاء مستودعات ومحطات للنفط والغاز، وتسليم رخصة لتشغيل الهاتف المحمول وتسليم مشروع تربية الماشية والأراضي المحيطة.
وتضاربت المعلومات حول قيمة الخط الائتماني بين مليار دولار، وبين بحدود 3.5 مليارات دولار وهو ما أفاد به مسؤول حكومة لـ«الوطن»، إلا أنه ما من خبر رسمي يؤكد أو ينفي أو يحدد قيمة الخط.
وحسب وكالة أنباء فاس الإيرانية، دعا رئيس الوزراء عماد خميس إلى ضرورة تطوير العلاقات وتنمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات وإلى وضع خريطة طريق لتنمية التعاون ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة مؤكداً أن هناك مستقبلاً مشرقاً أمام التعاون والاستثمار المشترك بين البلدين، داعيا الشركات الإيرانية ورجال الأعمال الإيرانيين إلى الاستثمار والقيام بنشاطات اقتصادية والمشاركة في إعادة إعمار سورية.