سورية

الجبير متفائل بمواقف ترامب حيال احتواء إيران وضرب داعش وحكومته حذرة من «أستانا»

| الوطن- وكالات

أبدت السعودية حذراً حيال اللقاء السوري السوري الذي ستستضيفه العاصمة الكازاخية «أستانا»، وكشفت عن استعدادها لمواكبة وصول دونالد ترامب إلى السلطة، وبالأخص فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش واحتواء إيران في المنطقة.
ولينت إيران مواقفها حيال السعودية، معلنةً أن سياستها تستهدف الحفاظ على حكم آل سعود خوفاً من سيطرة المتشددين على أجزاء واسعة من أراضي المملكة، وحذرت كلاً من أنقرة والرياض من خطط غربية لتقسيم تركيا والسعودية.
ومع تسارع التحضيرات وتكاثف الاتصالات لعقد لقاء «الأستانا»، عبَّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن أمله بأن يُفضي اللقاء إلى وقف دائم ﻹطلاق النار والانتقال للعملية السياسية وإحلال السلام في سورية. لكن الجبير المستبعد عن العملية برمتها، بدا حذراً، إذ شدد على أن المحادثات يجب ألا تفسر على أنها تخل من الرياض عن «جماعات المعارضة». وأضاف: «نتائج محادثات «أستانا» لا يجب أن تفضي إلى التخلي عن المعارضة المعتدلة» في إشارة إلى إصرار موسكو على استبعاد «الهيئة العليا للمفاوضات» من المحادثات.
من جهة أخرى، أكد الجبير أنه يشعر بتفاؤل تجاه الإدارة الأميركية المقبلة لاسيما الطريقة التي تريد أن تستعيد بها النفوذ الأميركي في العالم واحتواء إيران ومحاربة تنظيم داعش. وأضاف: إن بلاده تتطلع للعمل مع الإدارة القادمة في جميع المجالات محل الاهتمام المشترك.
ومضى قائلاً للصحفيين في باريس: إن الرياض ستنظر إلى رؤية إدارة ترامب كما عبرت عنها، واعتبر أن مصالح السعودية تتفق مع مصالح الولايات المتحدة سواء من الناحية الجيوسياسية في سورية والعراق واليمن وإيران أو في قضايا الطاقة والقضايا المالية.
وأضاف قائلاً: إن الأهداف التي تريد الرياض وواشنطن تحقيقها هي الأهداف نفسها. وتابع: ربما تكون هناك خلافات بشأن كيفية تحقيق ذلك لكن لا يوجد خلاف بين البلدين بشأن ما ينبغي القيام به، مشيراً إلى أن هذا لن يتغير.
ولدى سؤاله عن علاقة السعودية بإيران، اتهم الجبير طهران بزعزعة استقرار المنطقة. واعتبر أن العلاقات السعودية الإيرانية «متوترة»، نتيجة سياسات إيران العدوانية والعدائية، مشيراً إلى أنه سيكون من الرائع العيش في سلام وتناغم مع طهران لكن لا بد من أن يكون هناك جهد من الطرفين.
وفي الوقت الذي كان فيه الجبير يتحدث عن السياسة الإيرانية العدوانية في المنطقة كان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان ينتقد إيران والعراق، على خلفية أنباء تحدثت عن تعيين طهران مستشار قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، الجنرال إيرج مسجدي سفيراً لها في بغداد.
وقال السبهان، في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إيران تعين مجرم حرب ومطلوباً دولياً سفيراً لها في العراق ويطالبون بإغلاق القنصلية السعودية في أربيل ولم نسمع بأي تعليق عراقي! سيادة حقيقية شاملة». إلا أن الإيرانيين لم يردوا على السبهان، بل أكد أحد أهم المسؤولين الأمنيين في الحكومة الإيرانية، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن بلاده لا تسعى لإسقاط نظام آل سعود، بل تحرص على منع محاولات إسقاطهم.
وقال شمخاني في مقابلة مع إحدى الفصليات الإيرانية، نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا»: إن «سقوط آل سعود لا يعني بتاتاً أن يكون البديل لآل سعود أفضل، بل من المحتمل جداً أن يؤدي ذلك إلى تقسيم السعودية وسيطرة الفكر المتطرف الداعشي المنحط على أجزاء مهمة من السعودية».
وشدد على أن إيران طالما تصدت لنمو التطرف ودافعت عن وحدة أراضي دول المنطقة، وذلك لأن تقسيم الدول يؤدي إلى سيطرة الفكر الإرهابي على الدول الإسلامية ومثل ذلك يتعارض مع المصالح الإستراتيجية للعالم الإسلامي. وأعرب عن أسفه حيال السياسات الإقليمية للسعودية في كل من سورية اليمن والتي أدت إلى «تقوية الجماعات الإرهابية وساعدتهم». وحذر كلاً من تركيا والسعودية مما قال إنها مخططات غربية لتقسيم المنطقة، مطالباً كلتا الدولتين بحسم موقفهما تجاه ذلك.
من جهة أخرى، أوضح شمخاني، أن قوات بلاده العسكرية ستبقى في سورية ما دامت الحكومة السورية بحاجة لها، مؤكداً أن دعم طهران للرئيس بشار الأسد يأتي في إطار إستراتيجية إيران في الحفاظ على محور المقاومة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن