الأولى

مراقبون يحذرون من «معركة تحرير الجنوب» ويعتبرون سقوطه تمهيداً لمحاصرة العاصمة

على حين تواصلت عمليات الجيش العربي السوري والقوات المسلحة العاملة في القنيطرة ضد تجمعات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والتنظيمات التكفيرية الأخرى، حذر مراقبون للوضع الميداني في ريف القنيطرة مما يسمى «معركة تحرير الجنوب السوري»، لأن سقوط الجنوب يعني توجيه ضربة قوية للعاصمة دمشق ومحاصرتها.
وأوضحت مصادر مراقبة للأوضاع على الأرض عبر صفحاتهم الشخصية على «فيسبوك» أن معركة «تحرير الجنوب السوري» بدأت منذ أسبوع مضى وتمكنت فيها قواتنا المسلحة من امتصاص الهجمات الإرهابية والانتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ما أدى إلى انكفاء الإرهابيين رغم الدعم الإسرائيلي المعلن لهم.
وأشارت المصادر إلى أنه ومنذ ثلاثة أيام تعيش الجبهة الجنوبية هدوءاً نسبياً تتخلله اشتباكات محدودة بين الطرفين، إلا أن المراقب لما يجري يدرك بشكل أو بآخر أن هذا الأمر «ليس في مصلحة قواتنا على المدى المنظور ولاسيما أنه قد أعلن في العديد من وسائل الإعلام عن توافد عدد كبير من المسلحين من الأراضي المحتلة ومن جنوب لبنان بغية التحضير لهجوم عنيف على القنيطرة وما حولها لتعويض الفشل الذي مني به الإرهابيون في السويداء».
ولفتت المصادر المراقبة إلى أنه «لا بد من الإشارة إلى أن السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية في تركيا في الانتخابات الأخيرة كان له أبلغ الأثر في نقل المعركة من الشمال إلى الجنوب لعدم قدرة الحكومة التركية على الاستمرار في تأمين الدعم الذي كانت تقدمه للمجموعات المسلحة بنفس الوتيرة، وكانت النتيجة الحتمية لذلك هو إعطاء الأوامر المباشرة لغرفة عمليات الموك في عمان لإطلاق معركة الجنوب في سورية».
واعتبرت المصادر أن ما يهم في الأمر هو أن إسرائيل «لن تكون بشكل من الأشكال أقل عدائية من تركيا ولا أقل دعماً لمسلحي الجماعات المسلحة منها، وخاصة مع الكشف عن خطتها في إيجاد منطقة عازلة في الجنوب السوري بحجة حماية الأقليات لكن الهدف الأساسي منها هو بناء حزام أمني لها تتوضع فيه المجموعات المسلحة المناوئة لسورية بين الطرفين السوري والإسرائيلي».
وختمت المصادر بالقول: إن «السؤال المهم الذي يطرح نفسه في مواجهة التحديات المذكورة هو ماذا يخبئ محور المقاومة لاحتواء المخطط الإسرائيلي الجنبلاطي الأردني في الجنوب السوري، وخاصة أن مركز مدينة البعث في القنيطرة لا يبعد أكثر من 60 كيلو متراً عن دمشق، وسقوط الجنوب السوري يعني توجيه ضربة قوية لدمشق ومحاصرتها بشكل محكم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن