مصر تكمل الظهور العربي المتواضع … قمة الحقيقة بين نسور قرطاج ومحاربي الصحراء بأمم إفريقيا
| محمود قرقورا
ستكون مباراة المنتخبين العربيين الشقيقين الجزائري والتونسي بداية من السادسة مساء اليوم مفصلية في ثانية جولات المجموعة الثانية لكأس الأمم الإفريقية، لأن كليهما ينشد النقاط الثلاث بعد عثرة البداية، الجزائر أمام زيمبابوي بالتعادل 2/2 وتونس بالخسارة أمام السنغال بهدفين، وبداية من التاسعة تتقابل السنغال مع زيمبابوي في مباراة ربما أفرزت المتأهل الأول إلى ربع النهائي.
أمس الأول تعرفنا على الصورة الأولية لمنتخبات المجموعة الرابعة، فسيطر التعادل السلبي على مباراة مصر ومالي على حين حقق منتخب غانا فوزاً صعباً على أوغندا بهدف مقابل لا شيء سجله أندريه أيو في الدقيقة الثانية والثلاثين من ركلة جزاء، ليدون اللاعب اسمه بين قائمة المسجلين في أربع بطولات، إذ سبق له التسجيل في نهائيات 2010 و2012 و2015.
أمس تقابل ضمن المجموعة الأولى منتخب الغابون المستضيف مع بوركينا فاسو، ومنتخب الكاميرون مع الضيف الجديد منتخب غينيا بيساو.
أرقام ولكن
المنتخب المصري لم يقدم المردود المطلوب فظهر متواضعاً رغم أن المباراة شهدت خوض الأشقاء المباراة العشرين على التوالي دون خسارة وتحديداً منذ الخسارة أمام الجزائر عام 2004، كما لعب الحارس عصام الحضري بعمر 44 عاماً ويومين ليكون أكبر لاعب في تاريخ البطولة والجميل أنه كان سداً منيعاً حارماً مالي من فوز محقق أواخر المباراة.
الأداء المصري لم يرتق وهدافه محمد صلاح كان تحت السيطرة والخطوط الثلاثة بدت متباعدة وكأن الخوف من الهزيمة كان سبباً مباشراً في سوء الأداء كسوء أرض الملعب التي رآها لاعبو منتخب الفراعنة شماعة.
التعادل المصري هو التعادل السلبي الثامن لها في النهائيات والتعادل السلبي الثاني في البطولة بعد تعادل ساحل العاج مع توغو ضمن المجموعة الثالثة، وبذلك ينخفض المعدل التهديفي ليبلغ هدفاً ونصف الهدف في المباراة الواحدة من خلال تسجيل 12 هدفاً في ثماني مباريات بعد لعب كل منتخب مباراة واحدة.
مع تعادل مصر وقبلها الجزائر وخسارة المغرب ومن قبلها تونس تكون المنتخبات العربية خرجت بحصيلة مخجلة من الظهور الأول بصورة مشابهة تقريباً للظهور الأول عام 1992 عندما خسرت الجزائر وقتها أمام ساحل العاج بثلاثية ومصر أمام زامبيا بهدف وكذلك المغرب أمام الكاميرون وتلك كانت المشاركة الأسوأ بتاريخ المنتخبات العربية عندما ودعت جميعها من دور المجموعات.
قمة الحقيقة
يتجدد اللقاء بين تونس والجزائر في النهائيات القارية بعد لقائهما الشهير عام 2013 عندما فازت تونس بهدف قاتل سجله يوسف المساكني، وهو اللقاء الوحيد الذي جمع المنتخبين في النهائيات، ولكن الجارين تقابلا ودياً قبل عام في تونس وتعادل المنتخبان بهدف لمثله.
وفي الاتجاه الآخر تقابلت السنغال مع زيمبابوي مرة واحدة أيضاً وكان ذلك عام 2006 وفاز السنغاليون بهدفين.
الجزائر ربما تلعب اليوم بغياب الحارس مبولحي الذي تحوم الشكوك حول مشاركته وهو الذي كان الأفضل بين لاعبي فريقه إضافة إلى محرز مسجل الهدفين في المباراة الأولى، كما تحوم الشكوك حول مشاركة هلال سوداني في الوقت الذي أكد فيه المدرب البجيكي ليكينز جاهزية إسلام سليماني.
مثل هذه المباريات لا تحتاج إلى مقدمات لأنها تخضع لمعايير خاصة كاستثمار الفرص النادرة واللعب بأقل أخطاء ممكنة، لكن ما هو مؤكد أن منتخب الجزائر ما زال مرشحاً وفق مكاتب المراهنات للفوز باللقب.
رد فعل
غداً الجمعة تقام مباراتا الجولة الثانية للمجموعة الثالثة، فتتقابل ساحل العاج مع جمهورية الكونغو الديمقراطية عند الساعة السادسة وسبق للمنتخبين أن تقابلا في النهائيات القارية أربع مرات ففاز الأفيال مرتين مقابل تعادل وفوز واحد للفهود الكونغولية.
وعند التاسعة تتقابل المغرب مع توغو وهو اللقاء الأول بين المنتخبين في الكرنفال الأسمر، وتنتظر جماهير الكرة المغربية رد فعل حقيقياً من اللاعبين والمدرب رينار الذي وعد بتدارك الهفوات وفتح صفحة جديدة عنوانها الانتصارات، والخروج بالنقاط الثلاث مطلب ملح قبل مواجهة حامل اللقب في جولة الختام يوم الثلاثاء.
شخصية الزعيم
يوم السبت تختتم الجولة الثانية بمباراتي المجموعة الرابعة فتلعب غانا مع مالي بتمام السادسة وسبق للمنتخبين أن تقابلا أربع مرات بواقع مرتين 2012 ومثلهما 2013 وفي كل مرة كانت غانا تفوز خلال دور المجموعات وترد مالي في المباراة الترتيبية.
وعند التاسعة تلعب مصر مباراتها الأسهل نظرياً بمواجهة منتخب الكونغو وهو اللقاء الرابع بين المنتخبين على صعيد النهائيات الإفريقية وفي المرات الثلاث السابقة كان الفوز لمصر بهدفين لهدف أعوام 1962 و1974 و1976 ولا خلاف أن شخصية البطل التاريخي والزعيم مطلب عاشقي المنتخب المصري وخاصة أنه فخر الصناعة العربية في النهائيات الإفريقية.