في «الأستانا» وفد حكومي قوي وإرهابيون مشرذمون
تشهد المعارضة وتنظيماتها الإرهابية انقسامات أكثر من أي وقت مضى، على حين تستعد لاجتماع «الأستانا» يوم غد ومعنوياتها منخفضة جراء هزيمتها في حلب وعدم قدرتها على التوحد في قوة واحدة للبقاء في المناطق المتبقية فيها.
وحسب تحليل نشرته وكالة «رويترز» للأنباء، فقد «كشفت الدبلوماسية الجديدة التي يقودها الروس مزيداً من الانقسامات في أوساط معارضة لم يكن لها رئيس واضح على الإطلاق في ظل تشرذم قديم لفصائلها جراء التنافس الإقليمي وعلاقاتها بالدول ومعارك فكرية بشأن اتباع أهداف سورية قومية أو سنية متشددة».
وقتل العديد من القادة البارزين في الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات وتشكل العديد من التحالفات العسكرية والسياسية لتنهار سريعاً. وبعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في حلب الشهر الماضي انهار أحدث مسعى لتوحيد ما يسمى «الأجنحة المتشددة والمعتدلة» لتلك التنظيمات.
وعلى النقيض من ذلك لا يزال الرئيس بشار الأسد قوياً مثلما كان في أي وقت منذ بداية الأزمة بفضل التزام داعميه الروس والإيرانيين في الوقت الذي زاد فيه اختلاف أهداف الدول الأجنبية التي تساند «المعارضة» من انقساماتها، وفق الوكالة.
ولا يمثل وفد الإرهابيين الذي سيحضر اجتماع «أستانا» سوى جزء من «المعارضة المعتدلة» المنضوية في تحالف فضفاض يعرف باسم «الجيش الحر». أما التنظيمات الأخرى التي تعتبر قريبة من الولايات المتحدة فقد جرى تجاهلها.
ويرأس الوفد القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش التي تتخذ من غوطة دمشق الشرقية مقرا لها. ولم يُعين علوش بسبب نفوذه على التنظيمات ككل- فليس لديه ذلك. واختير لأنه «عضو بالهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة وهي تحالف تشكل بدعم سعودي وغربي في 2015، وفق الوكالة، التي ذكرت أنه وحتى «العليا للمفاوضات» لم توجه لها الدعوة إلى «أستانا».
ورئيسها رياض حجاب دوره أقرب إلى المتحدث باسم عدد كبير من التنظيمات ولن يذهب إلى «أستانا» أيضا، حسب الوكالة.
وتعرب «العليا للمفاوضات» عن أملها في أن يكون اجتماع «أستانا» خطوة في اتجاه محادثات سلام جديدة في جنيف.
وتدعم تركيا اجتماع «أستانا» ومن المعتقد، وفق الوكالة أنها ضغطت على التنظيمات للذهاب إلى الاجتماع.
(رويترز – بتصرف)