ثقافة وفن

أبطال «حرائر» في «Rating Ramadan»…الخطيب: الحزن في الدراما السورية له سببان…زيدان: العمل في سورية له متعته

وائل العدس : 

عبر برنامج «Rating Ramadan» أطل أبطال مسلسل «حرائر» (أيمن زيدان، وسلاف فواخرجي، وميسون أبو أسعد) والمخرج باسل الخطيب، ليتحدثوا عن عملهم الشامي، علماً أن البرنامج يبث مباشرة عبر ثلاث قنوات هي «أبو ظبي الأولى»، و«النهار»، و«MTV».

شخصيات موثقة
بدايةً تحدّث الضيوف عن موضوع المسلسل الذي لا يشبه أعمال البيئة الشامية التقليدية، فهو يروي قصة المجتمع السوري خلال فترة الاحتلال العثماني، ويرى زيدان الذي يلعب دور الرجل الشرقي المتسلِّط الذي لا يعترف بحقوق المرأة أن هذا العمل مميّز باختياره شخصيّات موثقة لها علاقة بالتاريخ وخاصة في العام 1915، بينما أكدت فواخرجي أنها تلعب دور المرأة المكافحة في المجتمع السوري التي ترفض الظلم لأنها نصف المجتمع بأدوارها العديدة، فهي تطالب بحقوقها التي لا يعترف بها المجتمع المحافظ ما أجبرها على خرق القوانين لتثبت ذاتها.

صورة مختلفة
أما الخطيب فقال إن الحقوق غابت عن المرأة فمن خلال عمله صوَّر المرأة بصورة مختلفة أعادت اعتبارها، فالمرأة السورية اليوم رغم كل الصعاب أثبتت أنها قويّة.
واعتبر أن الحزن الذي نراه في الدراما السورية يعود إلى سببين: الأول الحكاية التي يقدّمها والثاني سبب شخصي متعلّق بحزنه على بلده سورية.

الطاقة الإيجابية
وقالت أبو أسعد إنها كانت مخيّرة بين شخصيتين لكنّها اختارت شخصية «زينب» التي اعتبرتها جديدة بالنسبة لها، واعترفت بأن أيمن زيدان يبث الطاقة الإيجابية أثناء العمل، علماً أنها تؤدي دور ابنة تاجر ثري جداً، وتحب مظاهر الثراء والحياة المرفهة، لدرجة أنها تجنح بزواجها نحو الرجل الذي ترى أنه الأكثر ثراءً، لكن هذا الاختيار سيقودها إلى زواج فيه نوع من الفشل.
ورداً على سؤال إن كانت عينها على الدراما المصرية، قالت: طبعاً عيني على الدراما المصرية، ولكن شريطة أن يتوافر الدور القوي الذي يستحق.
موقف وطني

وأعربت فواخرجي عن إعجابها بنص الكاتبة عنود الخالد، الذي مكنّ صنّاع العمل من تجاوز الإطار التقليدي للأعمال الشاميّة، وأشادت بالمخرج باسل الخطيب، قائلةً: أكون مطمئنة دائماً للعمل معه، لأنني أقف أمام مخرج قوي، وصاحب رؤية، ومشروع.
وقالت إنها تختار أدوارها بناءً على مقولة العمل، وتركيبته، وحينما يكون الدور قادراً على تحفيزها كممثلة، وتغيير شيءٍ ما بداخلها بمجرد قراءته على الورق، مؤكدّة أن لديها الكثير من الشغف لتأدية أدوار، وصور تعبّر عن المرأة السورية والعربية بكل تجليّاتها.
ونوّهت أن مشروع مسلسل «بديعة المصابني» بنسخته السوريّة مازال قائماً، وهو أيضاً يعتبر عملاً عربياً مشتركاً.
وفي ردّها على تغريدةٍ من أحد متابعي البرنامج أعادت فواخرجي التأكيد مجدداً على أن موقفها مما يجري في سورية: وطني وليس سياسياً.
وحول سؤال النصيحة التي يمكن أن توجهها إلى ميسون اكتفت بالقول إنها زميلتها وإنها واحدة من نجمات سورية وإنهما تكمل إحداهما الأخرى.

تقاسم المسؤولية
وعلّق زيدان حول تعامله مع الجيل الجديد بأنه يرى أن الحياة والتجربة علّمته أن العمل الدرامي يعتمد على الشراكة والندية وهو حريص دائماً على هذه العلاقة لتقاسم المسؤولية ولولا هذه الأُسس لا ينجح العمل.
وحول الأعمال التي يتابعها في شهر رمضان ركز على مسلسلين هما «غداً نلتقي»، و«العراب نادي الشرق»، متسائلاً: «لماذا لا أتابع مسلسلاً مقتبساً عن فيلم غربي كبير ما دام الوجع الذي فيه يلامسني؟».

الدراما العربية
وفي ملف الدراما العربية المشتركة قالت سلاف: أنا حذرة وحريصة في خياراتي، ويهمني أن أقتنع بالعمل وألا يكون السيناريو مركباً لخدمة فكرة العمل العربي المشترك، مستشهدة بعمليها (أسمهان وكليوبترا) مضيفة بأنها لو وجدت سيناريو مقنعاً في الصين فلا تمانع من تصويره.
أما أيمن زيدان ورداً على سؤال: أين أنت من الدراما العربية المشتركة؟ فأجاب ضاحكاً: أنا في دمشق ولم تأت الفرصة المناسبة، مضيفاً بأن العمل في سورية له متعته، وتحدث عن تجربته منذ بداية التسعينيات مؤكداً بأن هذا الجيل حقق الانتشار للدراما السورية وبأن الحماس لا يوجد في كل مكان، مؤكداً في الوقت عينه أن العمل بروح الهواية ما زال يحكم الدراما السورية وهذا هو أحد أهم أسرارها، على الرغم أن أجور الفنانين في سورية أقل من أجورهم في مصر أو في مسلسلات الـPan Arab.
وأكمل حديثه حول المشروع العربي المشترك مؤكداً أنه يجب أن يكون له مبرراته كي ينجح، لا أن تتكلم العائلة نفسها ثلاث لهجات لمبررات تسويقية بحتة.
وختم حديثه بالقول إن هذا الأمر مضحك، مستطرداً: لم يشاركنا أحد في وجعنا السوري ولكنهم يشاركوننا في العمل الدرامي فقط للتسويق.
بدورها قالت أبو أسعد إنها تستغرب الاعتماد على «الفورمات» المكسيكي الذي لا يشبه واقعنا العربي.

سؤال موحد
وعن السؤال الموحّد المتعلّق بجائزة تعطى للمسلسل، أجمع الضيوف على إعطاء الجائزة للكاتبة عنود الخالد لأنها تستحق أن تكرّم على إبداعها، بينما احتفظ الجميع بالجواب عن الجائزة التي تحجب.

قصة العمل
«حرائر» عمل تاريخي وبيئي شامي مؤلف من ثلاثين حلقة مترابطة ومحبوكة بطريقة سلسة وبسيطة، ويسلط الضوء على مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ سورية ما بين 1915-1920 التي ترافقت مع خروج الاستعمار العثماني ودخول الاستعمار الفرنسي ليضيء على شخصيات تاريخية مهمة كان لها وقعها على مسار الحياة من خلال استحضارها، ليحشد العمل نساء كثيرات، منهنّ نماذج نسائية حقيقية، ومنهنّ نماذج متخيّلة مرتبطة بالسياق التاريخي.
وواضح من العنوان أنه يتحدث عن نساء ناضلن من أجل الحرية عبر شرائح ضمت الأديبة والكاتبة والمرأة المجاهدة حتى وإن كانت بسيطة في درجة تعليمها، ليتحدث عن الشام ليس من خلال القصة والشخصيات النمطية التي تقدم الابتسامة فقط، إنما هناك مشروع معني بالتاريخ الدمشقي وإظهار الجوانب الحضارية فيه.
ويوثق للحركة الفكرية والثقافية والنسائية في دمشق مطلع القرن العشرين دور النساء في الإعلام والصحافة من دون أن تكون الحكاية الرئيسية في العمل موثقة.
وتدور الأحداث في دمشق في حين كان الفرنسيون على الأبواب، عبر حكايةٍ من شقيّن، الأول تاريخي وتوثيقي، والثاني افتراضي، يتناول الأول شخصيات نسائية دمشقية معروفة، كنازك العابد (1887- 1959)، وماري عجمي (1888- 1965) اللتين كان لهما دور رائد في النهضة الاجتماعية وحركة التنوير مطلع القرن العشرين.
ويحمل النصّ قيمة معرفية، من خلال تناوله حقبة تاريخيّة تفاصيلها غير معروفة، أو معروفة ولكن بشكل غير دقيق، والأهم من ذلك أن العمل يقول «إن الصور التي روّجت لبلاد الشام بأنها مجتمع مغلق وقاتم، كانت مغلوطة»، ليكون أشبه بالمرافعة أو الدفاع عن صورة المرأة الشاميّة التي قُدّمت في دراما البيئة سجينة الجدران الأربعة.
ويقدم صورة متفائلة للمرأة من حيث فاعليتها في الحياة، وتقديم نماذج من إسهاماتها الحقيقية في تطوير المجتمع، ومن ضمن الحكايات التي يرصدها العمل رحلة امرأة يتوفى زوجها وتتعرض لمجموعة من الضغوط، لكنها تقاوم لتكون شاهدة على حراك اجتماعي حقيقي للمرأة، وهناك محاولة لإنصاف تاريخي موثق بتفاصيل الحياة الدمشقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن