رياضة

ومن الحبّ ما قتل

| ناصر النجار

الشيء الإيجابي في الدوري السوري الممتاز هو الإقبال الجماهيري الكبير على مباريات الدوري، وهو ما أعطى الدوري نكهة وجمالية على عكس المواسم السابقة حيث ساد المباريات الصمت باستثناء صافرة الحكم أو صراخ المدربين.
وتوزعت مباريات الدوري على أكثر من ملعب ما منح الدوري عدالة أكثر وتكافؤاً بالفرص، وها هو ملعب حلب يعود لاستقبال المباريات مجدداً بعد عودة ملعبي حمص وحماة فازداد الدوري إثارة وتنافساً، كما خفف الكثير من الأعباء على الأندية والإجهاد على الفرق, وبالشكل العام الدوري الممتاز بحلته الجديدة أعاد الهيبة ليس للدوري وحده بل لكرة القدم الوطنية وخصوصاً أن قرارات صارمة عدة أصدرها اتحاد الكرة ليكون الدوري منضبطاً ومنتظماً بعيداً عن الارتجال والعشوائية، فصار لكل خطوة ثمن ولكل مخالفة بند إجرائي.
الأندية بدأت تعتاد على الإجراءات الانضباطية الجديدة، وبدأت تتخلص من حالة التسيب والفوضى التي كانت حال الدوري في السنوات الماضية وأطلقنا عليها لقب دوري الأزمة.
الكرة الآن بملعب الأندية وجماهيرها ليكتمل المشهد الجميل، وليرتقي الدوري إلى أعلى درجات الكمال والجمال.
فالمطلوب هو الحفاظ على قدسية الدوري من خلال الالتزام بالقوانين التي أصدرها اتحاد كرة القدم وهو بند يخص الأندية والحفاظ على الروح الرياضية في التعامل مع المباريات وهو بند يخص الفرق لاعبين وكوادر، ويخص الجماهير التي نعتز بها لأنها نبض الملاعب، ولأنَّ بدايات الدوري دلّت على الخروج عن النص في بعض الملاعب أسفر عن عقوبات مختلفة منها ما هو مالي ومنها ما هو إجرائي، فإن الأمل يحدونا أن يتم لجم القلّة المشاغبة في الملاعب التي تشتم الحكم والفريق المنافس أو ترمي المفرقعات احتجاجاً أو فرحاً، لأن مثل هذه الأفعال تعود على النادي بالسوء عقوبات مالية، ومع تكرارها تقصم ظهر النادي الذي يحتاج إلى كل قرش ليتابع مسيرته الكروية.
لا نشك أبداً بحب الجماهير لأنديتها، فكرة القدم عشقها وهي تسحر من يتبعها، لكننا لا نريد الوصول إلى مقولة: «ومن الحب ما قتل» بحيث يصبح الجمهور عالة على فريقه، مع الإشارة إلى أن اتحاد كرة القدم بدأ التلويح بنقل المباريات خارج الأرض أو أدائها بلا جمهور إن استمر الشغب في الملاعب.
الحديث هنا لا يتوقف عن الجمهور فقط، بل مطالب فيه كل العاملين في كرة القدم، وخصوصاً الداعمين للفرق الذين يفكرون بالتخلي عن أنديتهم وفق المقولة السابقة «ومن الحب ما قتل»، فمن العجب أن نترك المركب وسط البحر تتلاطمه الأمواج من دون ناصر أو نصير!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن