بعد تعادل الاتحاد مع الجزيرة .. استقالة مزدوجة والختّام البديل المنقذ
| حلب – فارس نجيب آغا
جاء بركان الجزيرة أمام الاتحاد ليخلط الأوراق ويبعثر الأحجار على رقعة الشطرنج الحمراء بهدف قاتل ترك ارتدادات عنيفة تمخضت عن استقالة مزدوجة للمدرب صابوني ومساعده عقيل ولعل الإسراع برمي المنديل أمر بات لا مناص منه عطفاً على نتائج الكتيبة الحمراء بعد الجولات الخمس التي مرت من عمر دوري المحترفين، في حقيقة الأمر إن أردنا الغوص بالعمق فالأمر يبدو طبيعياً جداً لكل من يقرأ ويع بين السطور وخاصة أن الفريق لم يقدم ما يشفع له رغم كل التسهيلات والمبالغ النقدية التي صرفت جراء التعاقدات الضخمة التي حدثت من دون مفعول يؤكد تفوق الاتحاد على خصومه ووحده الضخ الإعلامي الذي رفع من قيمة الفريق لدرجة باتت فيها بطولة الدوري محسومة قبل بدايتها، لكن الأمر لم يتطابق على أرض الواقع نهائياً وتبين أن الفريق يحتاج الكثير بعد مواجهتي الوثبة والجزيرة.
لن ننثر الرماد في العيون ولن نجامل أحداً والأخطاء إن وجدت الآن وتم العمل عليها خير من اكتشافها متأخراً وخاصة أن البطولة في مراحلها الأولى والتصحيح أمر وارد لكل فرق العالم، الاتحاد وللأسف لم يقدم كرة قدم كان يحلم بها عشاقه وجماهيره التي فاض غضبها بالتعادل أمام الجزيرة وكالعادة طالبت برحيل المدرب وهو ما تجاوب معه الصابوني ومساعده العقيل ليترجلا عن الصهوة الحمراء ولتبقى مواقعهما فارغة مؤقتا إلى أن يتم الاستعانة ببدلاء يكملون المشوار، لا شك ما حدث هو نتيجة سياسة غير صحيحة اتبعها الجهاز الفني لكن التراكمات الكثيرة كشفت العيوب وأمام أضعف الفرق ليتضح أن الفريق بحاجة إلى كشف حساب مبكر وإعادة تقييم للاعبين لأن المدرب ومساعده قد باتا خارج السرب الأحمر لكن القضية بحاجة لصبر وروية وحكمة قبل اتخاذ قرار يجب أن يصب بمصلحة الفريق ولا يكون مجرد تسيير مرحلة فقط.
لقب وتجاوزات
الفريق بدأ تحضيراته بشكل مبكر وجاءت دورة تشرين فرصة مناسبة قبل دخول معترك الدوري ورغم أن الاتحاد حقق نتيجة كبيرة أمام الوثبة في لقاء الافتتاح، لكن تواضع مستواه في بقية المواجهات من خلال أداء متوسط ومتفاوت من مباراة لأخرى ورغم ذلك حصد لقب الدورة، لكن بقيت هناك حلقة مفقودة بين الجهاز الفني واللاعبين مع بعض التجاوزات الحاصلة التي لم يحكم المدرب ضبطها وتركها للأيام عل النتائج تكون خير غطاء، فالفوز لا يكشف العيوب مثلما يقال في كرة القدم، ومع ذلك كان لابد من تدارك الأخطاء لأن هدر النقاط في بطولة الدوري أمر لا يمكن تعويضه إطلاقاً وهو ما لم يتنبه له الجهاز الفني الذي انشغل بأمور ثانوية ولم يثبت على تشكيل بعد خمس جولات نتيجة سوء الاختيار بالعناصر متبعاً مبدأ الترضية يوم لك ويوم عليك.
صدمة وتحدٍّ
الانتصار على الفتوة بداية تقبله الجميع رغم صعوبته لكن التعادل مع جبلة أشعر الكثيرين بأن شيئاً ما يحترق ومع الفوز على النواعير هدأت النفوس قليلاً وليعود الفريق ويقع في مطب الوثبة مع يقين المتابعين بضرورة إحداث صدمة باتت ضرورية لكن لقاء الجزيرة عجل بتسونامي ضرب الأركان الاتحادية وفتح الباب على مصراعيه مع نقمة جماهيرية ترجمتها صفحات الفيسبوك مطالبة باستقالة للجهاز الفني، لأن الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الهزات وهدر النقاط أمام فرق كان يجب أن ينال الاتحاد العلامة التامة معها بها فكيف سيكون الوضع أمام فرق المقدمة يا ترى؟ وخاصة أن المراحل القادمة ستجمعه مع النخبة وهو أمام تحد كبير ليبرهن على أنه منافس على البطولة ولكن الأمر يحتاج إلى تغيير الصورة في الموقعة القادمة مع جاره الحرية, وبناء على ما تقدم ولدى عودة الفريق إلى حلب تصدى بشكل مبدئي المدير الفني محمد جقلان لتسيير أمور الفريق بالحصص التدريبية وقنوات اتصال عديدة فتحتها الإدارة الاتحادية مع عدد من المدربين حيث اعتذر كل من الروماني تيتا، عبد اللطيف مقرش، ياسر السباعي، حسين عفش.
الختام المدرب الجديد
ساعات قليلة كانت كافية لتحسم إدارة نادي الاتحاد أمور فريقها الكروي بعد الاستقالة المزدوجة للصابوني والعقيل ومع اعتذار الكابتن مهند الفقير عن تسلم المهمة نتيجة ارتباطه بدورات المدربين الآسيويين فقد رست السفينة الاتحادية على شاطئ الكابتن محمد ختام ليكون هو البديل الأنسب من وجهة إدارة النادي وليتصدى لهذه المهمة التي لا تخلو من المخاطر لكون الجماهير لم تعد تتقبل أي زلة للفريق خاصة أن المباريات القادمة ستكون مفصلية وغاية في الأهمية حين تجمع الاتحاد مع فرق المقدمة، وهو اختبار حقيقي للمدرب الجديد الذي ينتظر منه ضبط إيقاع اللاعبين فنياً وبدنياً مع امتلاكه جيشاً من النجوم القادرين على إحداث الفرق بأي لحظة. الجدير بالذكر أن الختام تعاقب على تسلم هذه المهمة عدة مرات سابقة لكنه لم يحالفه التوفيق في حصد أي بطولة سجلت تحت عهده للكتيبة الحمراء، وكانت قنوات حوار قد فتحت مع الكابتن مهند البوشي الموجود في جمهورية مصر العربية ورغم تقدم المراحل وموافقة البوشي على الحضور إلى حلب إلا أن الجميع فوجئ بتعيين الختام في اللحظات الأخيرة علماً أن البوشي كان قد حقق نتائج لافتة الموسم الماضي وبمجموعة جلها من الشبان، لكن هكذا جاءت النهاية وليكون الختام أمام اختبار لا يخلو من الصعوبة.