استئثار الصحة بالقرارات المتعلقة بالأدوية وتحييد الصيادلة … حرب: بيروقراطية بالتسعير.. ومنح المستوردين سوقا تجارية للدواء على حساب المرضى!
| السويداء– عبير صيموعة
يبدو أن شكاوى المواطنين حول فعالية الدواء كانت محقة حيث اشتكى صيادلة السويداء من قلة فعالية بعض الأدوية المنتجة محليا لسوء التصنيع فضلا عن وصول بعض الأدوية من دون عبوات كرتونية أو نشرات داخلية علماً أن النشرة الداخلية تكمن أهميتها لما تحويه من معلومات عن الدواء والمواد الداخلة في تركيبه والاستطبابات لذا بات من الضروري و(بحسب الصيادلة) تشديد الرقابة الدوائية على هذه الأصناف وسحب عينات وتحليلها مخبريا إضافة إلى شكواهم حول إلزام شركات الأدوية بشراء أدوية راكدة (غير مطلوبة) مقابل إعطائهم أدوية مطلوبة من المرضى وخاصة المضادات الحيوية ما يؤدي إلى تراكم الأدوية الأخرى وبالتالي إتلافها الأمر الذي أدى إلى إحجام الصيادلة عن استجرار هذه الأدوية لأن استجرارها سيوقعهم بعجز مالي (قطرات أنفية– مضادات الرشح والاحتقان… ) وتؤكد نقابة الصيادلة في المحافظة خروج كثير من معامل الأدوية من الخدمة جراء تدميرها إضافة إلى غلاء تصنيعها ما جعل كثيراً من الأدوية لا تتناسب أسعار مبيعها مع تكلفة الإنتاج والتوزيع
كما أشار أعضاء النقابة إلى انخفاض دخل الصيدلاني وزيادة تكاليف العمل والضرائب والفواتير وبدل الإيجار إضافة إلى لجوء الأغلب إلى إتلاف الكثير من الأدوية والمواد غير المطلوبة التي يجري تحميلها على الأدوية النوعية ويتم فرضها على الصيدلي
و أشار عضو نقابة صيادلة السويداء الدكتور الصيدلاني وسام حرب إلى عدم تعاون وزارة الصحة مع نقابة الصيادلة بشكل كاف وتالياً إبعادها عن لجنة تسعير الدواء فضلا عن أن آلية التسعير البيروقراطية بسبب استئثار وزارة الصحة بالقرارات المتعلقة بالأدوية وتحييد نقابة الصيادلة المركزية بشكل كامل وتالياً إبعادها عن لجنة تسعير الأدوية فضلا عن أن إجراءات الوزارة في استيراد الدواء أدت إلى منح المستوردين سوقا تجارية للدواء على حساب المريض وخاصة أن الشركات المنتجة للأدوية والموجودة في الخدمة حالياً لا تقوم بتصنيع جميع الأدوية والأكثر طلبا في السوق المحلية علما أنه لو تم التنسيق بين الشركات المنتجة للأدوية ونقابة الصيادلة من حيث التسعيرة المنصفة لإنتاج الأدوية لتم ضمان تشغيل الخطوط وبالتالي توفيرها في السوق علما أن أكثر الشركات أوقفت الكثير من خطوط إنتاجها للأدوية الأكثر مطلبا والأعلى تكلفة جراء ارتفاع مستلزمات الإنتاج.
وطالب حرب بتشديد الرقابة على الأدوية المطروحة في الصيدليات مؤكداً أن نقابة صيادلة السويداء قامت بإغلاق إحدى الصيدليات بسبب قيامها ببيع أدوية غير مشروعة إضافة إلى إغلاق مستودع أدوية نظرا لعدم حصول القائمين على العمل على ترخيص نظامي يخولهم مزاولته موضحاً أن النقابة ومنذ بداية العام قامت بتنظيم 10 ضبوط بحق عدد من الصيدليات بعد انتشار ظاهرة إدارة الصيدليات من أشخاص ليسوا من ذوي الاختصاص وغير مؤهلين علمياً.
ولفت حرب إلى وجود بعض مستودعات الأدوية في السويداء كانت تقوم باستجرار الأدوية وتوريدها خارج المحافظة وإلى جهات مجهولة حيث جرى التنسيق بين نقابة الصيادلة ومديرية صحة السويداء حول عمل مستودعات الأدوية جميعها ولاسيما فيما يخص توريدها للأدوية علما أنه تم خلال العام الماضي مصادرة سيارتين من الأدوية كانتا متجهتين خارج المحافظة موضحاً أن هذا التنسيق بين النقابة ومديرية الصحة في السويداء ساهم في حفظ هذه الأدوية وعدم خروجها من المحافظة إلا بإذن رسمي من نقابة الصيادلة.
هذا وطالب الصيادلة في السويداء بالتدقيق بنقل الأدوية والصعوبات التي تعترض ناقلي الأدوية وما يفرض عليهم من أتوات على بعض الحواجز الأمر الذي يدفع بعض السيارات بالعودة إلى دمشق مؤكدين عدم وجود فرص عمل لخريجي كلية الصيدلة نظرا لأن افتتاح صيدلية في ظل الظروف الحالية يحتاج إلى تكاليف باهظة جداً ولاسيما أن المردود لا يتناسب مع رأس المال إضافة إلى عدم وجود فرص عمل توظيفية بالشركات الخاصة والقطاع الحكومي مع تأكيد النقابة على أن مهنة الصيدلة في السويداء منضبطة أكثر من باقي المحافظات ولاسيما من ناحية تسعيرة الأدوية.