سورية

«فتح الشام» تبتلع «جيش المجاهدين» و«الأحرار» تتهمها بـ«البغي» … «النصرة»: هجوم إدلب رد على المشاركة في «أستانا»

| الوطن- وكالات

في وقت قضت فيه على ميليشيا «جيش المجاهدين» وسحقتها فعلياً، أعلنت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية أن هجومها الأخير على الميليشيات المسلحة في شمالي سورية، جاء رداً على مشاركتها في اجتماع «أستانا»، الذي تتضمن اتفاقاً لقتال «فتح الشام»، محاولة التكبير من شأنها، ومعتبرة أنها «تمثل ثلثي المعارضة العسكرية» في سورية.
في الأثناء أعلنت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» أنها ترفض «بغي»، «فتح الشام»، وستتدخل بالقوة لمنع الاقتتال، معتبرة أن «فتح الشام» أمام خيارين «الانضمام للثورة»، أو أن تكون داعش جديدة تحت ذرائع «شرعية واهية».
وبدأت «فتح الشام» منذ يومين هجوماً على الميليشيات المسلحة في محافظتي حلب وإدلب، مستهدفةً بشكل خاص ميليشيات «جيش المجاهدين» و«الجبهة الشامية».
وذكرت الجبهة في بيان، وفق ما نقل موقع «الحل السوري» الإلكتروني المعارض، «من باب تبيان الواقع.. تشكل جبهة فتح الشام ثلثي الطاقة العسكرية في الهجوم والدفاع تقريباً.. في الساحة الشامية، وترابط على أبرز النقاط الساخنة مع النظام..»، وفق تعبيرها.
واتهمت «فتح الشام» تلك الميليشيات بـ«المساومة عليها دولياً»، وقالت: إن «الفصائل التي شاركت في أستانا، مررت بياناً ينص على إقامة دولة ديمقراطية واتفاق مشترك لقتال جبهة فتح الشام وعزلها».
وسوغت الجبهة هجومها الأخير على الميليشيات بأنه «يهدف إلى إفشال المؤامرات وحياطة الساحة ومنع انهيارها عسكرياً، وإجهاض المشروعات المستوردة»، وفق قولها.
وحذرت «فتح الشام»، «كل من يحاول أن يفاوض على ما لا يملك، من أن يلقى مثل هذه النتيجة»، داعية في ختام البيان، الميليشيات كافة، إلى «إنشاء كيان سني موحد يحمي ويمتلك قرار السلم والحرب».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عمن سمتهم «مسؤولين» من ميليشيا «الجيش الحر» أمس: إن «فتح الشام» «انتزعت مناطق يسيطر عليها «جيش المجاهدين» التابع للجيش الحر في شمالي غربي سورية وسحقته فعلياً».
وهدأت الاشتباكات التي اندلعت قبل ثلاثة أيام، بعد أن اضطرت معظم المجموعات التابعة لـ«جيش المجاهدين» أمس لتسليم سلاحها ومقراتها لـ«فتح الشام».
في المقابل، تواصلت الاشتباكات في عدة بلدات وقرى في منطقة «جبل الزاوية» التابعة لريف إدلب بين «فتح الشام» من جهة، و«صقور الشام» من جهة أخرى، الأمر الذي دفع عدة ميليشيات من بينها «جيش الإسلام» للوقوف إلى جانب «صقور الشام» وإرسال تعزيزات لمؤازرتها.
واتهمت «فتح الشام»، «لواء صقور الشام» و«جيش الإسلام» بالهجوم على مقرات لها وقتل عدد من عناصرها، على خلفية الاقتتال الحاصل بينها وبين «جيش المجاهدين»، «رغم عدم تعرضها لهما».
ونشرت «فتح الشام» على قناتها الرسمية في «التلغرام»، ما قالت: إنه «توضيح لمجريات الأحداث»، قالت فيه: إنها «فوجئت» بتصريحات قائد «صقور الشام»، «أبو عيسى الشيخ»، ودعواته لقتالها، وهجومهم على مقرات لها، الإثنين، من دون تحديد موقع المقرات، وقتل ستة من عناصرها.
وأضافت «الجبهة» في بيانها المقتضب: إن «جيش الإسلام» حرك آلياته وجنوده إلى «القرية» (لم تسمها)، مؤكدة عدم تعرضها لهم أيضاً.
وذكر ناشطون معارضون، أمس، أن «اشتباكات دارت» بين «جيش الإسلام» و«فتح الشام» في محيط قرية بابسقا في ريف إدلب، وسط «تبادل قصف بالرشاشات الثقيلة هناك». وكانت «فتح الشام» سيطرت على عدة قرى في ريف إدلب، كما قتلت واعتقلت عدداً من عناصر الفصائل العسكرية، في إطار الاقتتال الحاصل بينهما.
وحسب جريدة «زمان الوصل» الإلكترونية المعارضة، فقد أعلن القائد العام لـ«أحرار الشام»، المدعو «أبو عمار العمر»، ما وصفه بـ«النفير العام» لوقف الاقتتال الدائر بين «فتح الشام» من جهة، والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى.
وأكد العمر خلال تسجيل صوتي أن «فصيله عازم على إيقاف الاقتتال بأي شكل كان»، لافتاً إلى أنهم «لن يسمحوا باستمرار القتال ولو بالقوة».
وطالب العمر خلال التسجيل «جميع قادة القطاعات والألوية في فصيله لإعلان النفير العام والاستعداد لتلقي الأوامر والتدخل لوقف القتال الحاصل».
واتهم العمر «فتح الشام»، «برفض جميع المبادرات التي تم طرحها من الفصائل للتحاكم لشرع الله» حسب تعبيره، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أطراف الاقتتال الأخرى «وافقت عليها من دون تردد».
وشدد العمر على «رفض فصيله» بتكرر القرارات «الخاطئة» حسب تعبيره التي وصفها بـ«المنفردة والمنفصلة عن الواقع» والتي تقوم على أساس «تخوين الفصائل واستئصالها».
وفي السياق ذاته، وعلى وقع استمرار جبهة «فتح الشام» بهجماتها، أعلنت حركة «أحرار الشام» و«فيلق الشام» تشكيل «قوات فصل» لمنع الاقتتال بين الفصائل في حلب وإدلب.
وأصدر «فيلق الشام» بياناً، وفق ما نقلت وسائل إعلامية داعمة للمعارضة، أكد من خلاله «تشكيل قوات فصل لمنع الاقتتال بين الفصائل وجبهة فتح الشام»، وذلك «عبر وضع حواجز له في القرى والبلدات لمنع مرور أي رتل عسكري كان لقتال إخوانه في الثورة».
وطالب «فيلق الشام» جبهة «فتح الشام» بالتحاكم مع الفصائل الأخرى، وإنشاء «محكمة شرعية» قضائية للنظر في أسباب الحملة وتداعياتها.
كذلك أكدت «أحرار الشام»، «أنها نشرت حواجز وقوات، لمنع أي أرتال لجبهة فتح الشام أو غيرها تتوجه لقتال الفصائل والبغي عليهم»، مشددة في بيان لها بأنها «لن تسمح لكائن من كان، بأن يعبث بالساحة لأجل مصالحه الفصائلية الضيقة، وستعمل بكل جهدها على إفشال المخطط لإجهاض الثورة انطلاقًا من إيمانها بالثورة».
وأكدت «أحرار الشام»، «بغي وعدوان الجبهة على الآخرين من دون أي مسوغ ولا دليل شرعي وممارستها اللامسؤولة».
من جانبه، هاجم رئيس المكتب السياسي والعلاقات الخارجية في حركة «أحرار الشام» لبيب النحاس، «فتح الشام»، وقال: إن «الساحة الشامية لم تعد تحتمل المزيد من المراهقات الفكرية أو العسكرية، فالبندقية الثورية ملك للشعب وخط أحمر سندافع عنه».
«نحاس» وفي سلسلة تغريدات له عبر «تويتر» أكد فيها أن «فتح الشام»، «أمام مفترق طرق.. إما أن تنضم للثورة، وإما أن تكون داعش جديدة تحت ذرائع شرعية واهية».
وشدد على أن «الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة، وتبغي عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة»، مؤكداً أن «الخيار الأسهل للفصائل معاملتها بالمثل والتخلي عنها سياسياً، ولكنهم (الفصائل) غلبوا عقيدة الولاء والبراء وأخوّة الثورة والأرض».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن