النصرة وفصائل إدلب وحلب يسحقون بعضهم على وقع رحى «أستانا» … الجيش يتقدم بمحيط التيفور والغوطة الشرقية
| دمشق- الوطن- وكالات – حمص- نبال ابراهيم
واصل الجيش العربي السوري عملياته ضد التنظيمات الإرهابية محققاً تقدماً على حسابها ومردياً العشرات من مقاتليها، كما رد بحزم على خروقات الميليشيات المسلحة للهدنة، بينما بدأت جبهة النصرة من جهة وفصائل ريف حلب وإدلب معارك ساحقة فيما بينها على وقع نتائج اجتماع أستانا.
ففي غوطة دمشق الشرقية أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش أحرز تقدماً على جبهة القاسمية النشابية ليوسع نطاق سيطرته في المنطقة التي تسيطر فيها جبهة النصرة وميليشيا «جيش الإسلام»، وحسب المصدر، فإن كامل بلدة القاسمية والمزارع المحيطة بها باتت تحت سيطرة وحدات الجيش.
في الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية، أن الجيش رد على خروقات ميليشيا «فيلق الرحمن» للهدنة في حرستا على جبهة الطريق الدولي دمشق حمص، وفي محيط إدارة المركبات، ما دفع الميليشيات إلى استهداف ضاحية الأسد على أطراف العاصمة بـ«ثلاث قذائف هاون».
وفي حمص أكد مصدر عسكري لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش والقوى الرديفة فرضت سيطرتها الكاملة أمس على منطقة بئر الفواعرة وتقدمت باتجاه قريتي أبو طوالة ومرهطان وسيطرت على عدة نقاط كان يسيطر عليها التنظيم، وذلك بعد معارك عنيفة بدأها الجيش وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مقاتلي التنظيم وتدمير عتادهم الحربي ليبعد بذلك خطر الدواعش عن المطار.
إلى دير الزور، أفادت وكالة «سانا» أن داعش قصف بقذائف الهاون حي هرابش السكني في أقصى الجنوب الشرقي للمدينة ما تسبب بـ«استشهاد امرأة وإصابة 12 شخصاً بينهم طفلة وأربع نساء بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم».
في المقابل أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن 6 قاذفات إستراتيجية روسية من طراز «توبوليف22إم3» قامت بقصف مواقع للتنظيم في دير الزور، ودمرت بذلك، «مركزين للتحكم ومستودعات ذخائر والأسلحة والمعدات العسكرية».
بدوره، أفاد مركز التنسيق الروسي في حميميم، بحسب «روسيا اليوم»، بأن الخبراء تمكنوا من «تأمين أكثر من 70 هكتاراً» من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، مشيراً إلى أن الخبراء «قاموا بإزالة الألغام من طرق طولها 11 كم ومن 57 مبنى».
بموازاة ذلك كشفت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية أن طائرات «إليوشين76» ومروحيات «مي17» السورية، تمكّنت ليلة 23 الجاري، من إنزال وحدات اللواء 104 من قوات الحرس الجمهوري، والفرقة المدرعة الأولى، وأن العملية تمت في ظروف ليلية خطيرة جداً، حيث كانت الطريقة الوحيدة لحماية الطائرات من استهداف داعش هي نزولها بصورة مباغتة ومفاجئة.
وفي إطار الترجمة الميدانية لنتائج اجتماع «أستانا»، قضت النصرة على ميليشيا «جيش المجاهدين»، في الأثناء أعلنت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» أنها ترفض «بغي»، النصرة وستتدخل بالقوة لمنع الاقتتال، معتبرة أن النصرة أمام خيارين «الانضمام للثورة أو أن تكون داعش جديدة تحت ذرائع شرعية واهية».
واتهمت النصرة في بيان، نقلته مواقع الكترونية معارضة، تلك الميليشيات بـ«المساومة عليها دولياً»، وقالت: إن «الفصائل التي شاركت في أستانا، مررت بياناً ينص على إقامة دولة ديمقراطية واتفاق مشترك لقتال النصرة وعزلها».
وحسب مواقع معارضة، فقد أعلن القائد العام لـ«أحرار الشام»، المدعو «أبو عمار العمر»، ما وصفه بـ«النفير العام» لوقف الاقتتال الدائر بين النصرة من جهة، والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى.
ويعتبر موقف الأحرار لافتاً، وخصوصاً أنها كانت «تروج للنصرة وتدافع عنها بشراسة»، بحسب ما ذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن.