العرب حاضرون بنصف نهائي كأس الأمم الإفريقية … قمة كبيرة بين المغرب ومصر
| محمود قرقورا
سيكون أحد المنتخبات العربية على الأقل حاضراً في المربع الذهبي للنسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في الغابون، حيث سيلتقي منتخبا المغرب ثاني المجموعة الثالثة مع مصر متصدر المجموعة الرابعة بداية من التاسعة مساء اليوم، وكلنا أمل أن يكون منتخب تونس ضمن التأهل للمربع الذهبي بمواجهة منتخب بوركينا فاسو أمس، كما شهدنا في وقت متأخر أمس النهائي المبكر بين الكاميرون ثاني المجموعة الأولى والسنغال متصدرة المجموعة الثانية المرشحة.
البداية المتواضعة للعرب في الكرنفال الإفريقي لم تدم فبلغت مصر والمغرب وتونس الدور ربع النهائي ووحده منتخب الجزائر خرج رغم دخوله البطولة مرشحاً للفوز باللقب، وهذا ليس جديداً على الكرة الجزائرية التي لا تكون على الموعد وقت الامتحان.
زعيم البطولة
يبقى منتخب مصر فخر النهائيات الإفريقية وها هو يؤكد ذلك قولاً وفعلاً من خلال تصدر المجموعة الرابعة بشباك نظيفة ولو أن المردود الهجومي بحاجة لفاعلية أكثر، فتعادل مع مالي سلباً وغلب أوغندا وغانا بهدف، الأول سجله عبد اللـه السعيد والثاني سجله محمد صلاح وبذلك لا تخسر مصر في 22 مباراة متتالية وهذا رقم قياسي يضاف للكثير من الأرقام القياسية التي تتكلم بلغة أبناء الكنانة.
فرغم الغياب عن البطولات الثلاث الأخيرة إلا أن الحضور واللمسة بقيا ذاتهما بل إن المنتخبات المنافسة تشعر بالرهبة حيال مواجهة منتخب الفراعنة.
كبرياء الليوث
لا يمكن مقارنة حضور المغرب مع مصر من حيث عدد مرات المشاركة والتتويج، ولكن يحسب للمنتخب المغربي أنه يتفوق على الزعيم من حيث المواجهات المباشرة، وهذه الميزة تجعل مباراة اليوم فرصة مواتية لعشاق المستديرة لمتابعة مباراة حامية الوطيس، ويزيد لهيبها وجود المدرب الفرنسي البطل مع زامبيا وساحل العاج هيرفيه رينار الذي بات يعرف تضاريس البطولة ويجد التكتيك الملائم في مواجهة أعتى المنتخبات، والإطاحة بمنتخب ساحل العاج حامل اللقب دليل دامغ.
المذاكرات والذكريات
تأهلت المغرب بفوزها على ساحل العاج 1/صفر سجله رشيد عليوي بعد الفوز الكبير على توغو 3/1 بفضل بوهدوز والسايس والنصيري ليحتل المغرب المركز الثاني للمجموعة الثالثة رغم الخسارة في المباراة الأولى أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية بهدف.
وعلى الجانب الآخر تصدر منتخب مصر المجموعة الرابعة بفوزه على غانا بهدف محمد صلاح بعد الفوز على أوغندا بهدف عبد اللـه السعيد والتعادل مع مالي افتتاحاً من دون أهداف.
وهذه المذاكرات تعطينا انطباعاً لجاهزية المنتخبين اللذين تقابلا خمس مرات من قبل في النهائيات ففازت المغرب بهدفين لهدف عام 1976 في الطريق نحو التتويج، وكررت الفوز بهدفين في المباراة الترتيبية عام 1980 لتفوز مصر بهدف طاهر أبو زيد الشهير بمرمى الزاكي في نصف نهائي 1986 وتقابلا في دور المجموعات 1998 بمباراة هامشية انتهت مغربية بهدف وفي النهاية فازت مصر باللقب، واللقاء الأخير كان في دور المجموعات 2006 وتعادلا سلباً.
قبل الصافرة
اعترف المدرب الأرجنتيني كوبر المدير الفني لمنتخب مصر بصعوبة المباراة واستحالة التكهن بنتيجتها معتبراً أن الفرص متساوية بنسبة كبيرة بين المنتخبين، في الوقت الذي رفع فيه مساعد المدرب أسامة نبيه نبرة التحدي بقوله إن منتخب مصر أتى إلى الغابون للوصول إلى أبعد نقطة في البطولة.
بدوره المدرب الفرنسي رينار أعلن راية التحدي متطلعاً إلى المباراة بشغف واثقاً بالزاد البشري في صفوف المنتخب المغربي، وكانت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة رأت أن الأفضلية تميل لمنتخب المغرب لاعتبارات ثلاثة: المدرب الخبير بأجواء الكرة الإفريقية ووفرة النجوم المغاربة الذين تألقوا في المباريات السابقة وأرشيف المواجهات المباشرة الذي يميل لمنتخب أسود الأطلسي.
المجد الضائع
بتمام السادسة مساء اليوم تلتقي غانا ثاني المجموعة الرابعة بفوزين على أوغندا ومالي بهدف وخسارة أمام مصر بالنتيجة ذاتها، مع منتخب جمهورية الكونغو متصدر المجموعة الثالثة بفوز على المغرب بهدف وعلى توغو بثلاثة أهداف لهدف والتعادل مع ساحل العاج بهدفين لمثلهما، وكلاهما يبحث عن مجد ضائع، فغانا تبحث عن اللقب الخامس ويعود لقبها الأخير إلى عام 1982 وجمهورية الكونغو الديمقراطية تبحث عن اللقب الثالث ويعود لقبها الأخير لعام 1974 عندما بلغت المونديال «تحت مسمى زائير» ووفق هذه المعطيات سيكون اللقاء مدعاة للمتابعة، ووفق المعطيات الأولية بين يدينا عطفاً على مباريات المنتخبين في دور المجموعات لا يبدوان قادرين على التتويج لكن يبقى الدور الأول الهدف منه العبور وقد نجحا بذلك ومن الجائز الانفجار في الأدوار الإقصائية.
الطبعة الثامنة
سيكون لقاؤهما اليوم الثامن بتاريخ نهائيات القارة السمراء وفي السابق فاز الغانيون أربع مرات مقابل تعادل وخسارتين والملاحظ أن جميع مبارياتهما عرفت لغة الأهداف، وقد بدأت حكاية الصدام بين المنتخبين عام 1965 وفاز الغانيون بخمسة أهداف لاثنين، وتجدد اللقاء عام 1968 وفازت غانا بهدفين لهدف ضمن دور المجموعات ورد الفهود في المباراة التتويجية بهدف.
عام 1970 فاز منتخب النجوم السوداء بهدفين دون رد، وعام 1996 بهدف وعام 1998 فاز الفهود بهدف وعام 2013 تعادلا بهدفين لمثلهما.