عربي ودولي

القرار الأميركي «يثير قلق» فرنسا وألمانيا … الأمم المتحدة تدعو ترامب إلى استقبال اللاجئين والامتناع عن التمييز بينهم

| وكالات

دعت الأمم المتحدة أمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاستمرار في استقبال اللاجئين في بلاده والامتناع عن التمييز على أساس العرق أو الجنسية أو الدين، بعد قراره حظر دخول اللاجئين من سبع دول إسلامية إلى أميركا، في حين أعلنت فرنسا وألمانيا أن القرار الأميركي «يثير قلقهما».
ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة قراراً تنفيذياً لمنع دخول «الإرهابيين الإسلاميين المتشددين» إلى الولايات المتحدة، فرض بموجبه حظراً لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين، وحظراً لمدة ثلاثة أشهر على دخول رعايا سبع دول إسلامية، حتى ممن لديهم تأشيرات.
وفي بيان مشترك، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، أن «البرنامج الأميركي لإعادة الاندماج هو من الأهم في العالم». وتابع البيان: «الأماكن التي تخصصها كل دولة للاستقبال حيوية. وتأمل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين بأن تواصل الولايات المتحدة دورها الريادي والحماية التي تقدمها منذ زمن للهاربين من النزاعات والاضطهادات».
وأضاف: إن المنظمتين «على اقتناع راسخ بأن اللاجئين يجب أن يتلقوا معاملة عادلة (…) وفرصاً لإعادة إدماجهم أياً كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم».
وأعربت المنظمتان عن استعدادهما «لمواصلة العمل بجد وبشكل بناء مع الحكومة الأميركية كما تقومان بذلك منذ سنوات من أجل حماية الأشخاص الأكثر حاجة».
وحسب ما ذكرت «أ ف ب»، فإنه وبعد أسبوع بالتمام والكمال على تسلمه مفاتيح البيت الأبيض قال ترامب خلال حفل أقيم في «البنتاغون» بمناسبة تولي وزير الدفاع الجديد الجنرال المتقاعد جميس ماتيس مهام منصبه: «لقد فرضت إجراءات رقابة جديدة من أجل إبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتشددين خارج الولايات المتحدة. نحن لا نريدهم هنا».
وهذا المرسوم عنوانه: «حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة».
وأكد ترامب أمام كبار الضباط أن هذا القرار التنفيذي «أمر ضخم»، مضيفاً: «نريد أن نكون متأكدين من أننا لا نسمح بأن تدخل بلادنا نفس التهديدات التي يحاربها جنودنا في الخارج (…) لن ننسى أبداً دروس الحادي عشر من أيلول» 2001.
وينص القرار خصوصاً على أنه اعتباراً من تاريخ توقيعه يمنع لمدة ثلاثة أشهر من دخول الولايات المتحدة رعايا الدول السبع الآتية: العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن، على أن يستثنى من بين هؤلاء حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية الذين يعملون لدى مؤسسات دولية.
وكانت إدارة أوباما تتوقع أن تستضيف الولايات المتحدة في العام 2017 لاجئين من العالم أجمع يبلغ عددهم 110 آلاف لاجئ، لكن إدارة ترامب خفضت هذا العدد إلى أكثر من النصف إذ إن العدد الأقصى للاجئين الذين ستوافق عليهم في السنة المالية الحالية (الأول من تشرين الأول 2016 ولغاية 30 أيلول 2017) «لن يتعدى 50 ألف لاجئ».
ويهدف الأمر التنفيذي إلى إعطاء الأولوية للاجئين الفارين من الاضطهاد الديني وهي خطوة قال ترامب إن الهدف منها مساعدة المسيحيين في سورية. ودفع الأمر بعض الخبراء القانونيين إلى التشكيك في دستورية الأمر.
وقال جريج تشين من الاتحاد الأميركي لمحاميي الهجرة: لقد «أخفى الرئيس ترامب حظراً تمييزياً ضد مواطني دول إسلامية تحت عباءة الأمن القومي».
ودخلت القرارات حيز التنفيذ على الفور ما أثار الحيرة والفوضى لمن كانوا في طريقهم للولايات المتحدة ويحملون جوازات سفر من الدول السبع.
وتعهد ترامب باتخاذ هذا القرار وجعله ملمحاً مهماً لحملته الانتخابية لكن من يعملون مع المهاجرين واللاجئين المسلمين كابدوا ليل الجمعة لمعرفة نطاق الأمر التنفيذي.
وقع الآلاف من الأكاديميين، بينهم 11 حائزاً على جائزة نوبل، على وثيقة يرفضون فيها قرار الرئيس الأميركي والذي يعلق دخول اللاجئين والمواطنين من دول ذات أغلبية مسلمة، معظمها من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت أمس إثر لقائه نظيره الألماني سيغمار غابرييل في باريس، وفق ما نقلت «أ ف ب»، أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخصوصاً فرضه قيوداً على دخول اللاجئين للولايات المتحدة «تثير قلق» فرنسا وألمانيا.
وقال أيرولت: «هذا القرار لا يمكن إلا أن يثير قلقنا»، مشدداً على أن «استقبال اللاجئين الفارين من الحرب يشكل جزءاً من واجباتنا». وتدارك «لكن مواضيع أخرى كثيرة تثير قلقنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن