سورية

طهران: الاجتماع في عاصمة كازاخستان بداية الحل السياسي … بوتين ونزارباييف: «أستانا» دفع التسوية السلمية للأزمة السورية

| وكالات

اتفقت روسيا وكازاخستان أمس على أن اجتماع أستانا دفع عملية التسوية السلمية للأزمة في سورية إلى الأمام، على حين أشادت الدبلوماسيتان الروسية والإيرانية بنتائج الاجتماع.
وصدر في نهاية اجتماع أستانا الأسبوع الماضي، بيان ختامي أعلن تأسيس آلية مراقبة ثلاثية روسية إيرانية تركية لوقف إطلاق النار، وأكد أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية وأن حلها يجب أن يتم من خلال «عملية سياسية تقوم على التنفيذ الكامل للقرار الدولي (2254)».
واستعداداً للنقلات المقبلة على رقعة الأزمة السورية، هاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، ليشكره على مساهمة بلاده في تنظيم وإجراء الاجتماع الذي استضافته العاصمة الكاراخية، حسبما أورد بيان صادر عن الكرملين نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم». وأشار البيان إلى أن بوتين ونزارباييف اتفقا على أن اجتماع أستانا «تمكن من دفع عملية التسوية السلمية للنزاع في سورية إلى الأمام». في المقابل أكد نزارباييف أن تسوية الأزمة السورية يجب أن «تجري عبر الطرق السلمية حصراً»، وأعرب عن استعداده لتقديم كل «السبل المساندة لهذه العملية»، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الكازاخستاني نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وسبق هذا الاتصال بيوم، اجتماع ضم بوتين إلى أعضاء مجلس الأمن الروسي، بحث نتائج اجتماع أستانا، والجهود المقبلة حول التسوية السياسية للأزمة السورية. وشدد المجلس في بيان صادر عن الكرملين في ختام اجتماعه على «أهمية توافق جميع الأطراف التي شاركت في المفاوضات على أن الأزمة السورية لا يمكن حلها عسكرياً». وبرز أمس الأول احتمال تأجيل مفاوضات جنيف التي دعا إليها المبعوث الأممي أواخر العام الماضي، إلى نهاية شهر شباط المقبل.
وبعد لقائه شخصيات من المعارضات السورية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة أن محادثات جنيف تأجلت بعد أن كان من المقرر أن تجري في الثامن من الشهر المقبل. إلا أن يارا الشريف المتحدثة باسم دي ميستورا نفت تأجيل موعد المحادثات.
وأكدت الشريف أن المبعوث الأممي هو الوحيد الذي يقرر تأجيل المحادثات، مبينةً أن دي ميستورا سيبت الموعد النهائي للمحادثات بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع المقبل إلى جانب ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي.
وأشار لافروف خلال لقاء موسكو، الذي اعتذرت عن حضوره الشخصيات المعارضة المنتمية إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» و«الائتلاف» المعارضين، إلى أن مباحثات جنيف «ينبغي أن تركز على بحث مشروع الدستور السوري».
ورأت مصادر في «العليا للمفاوضات» أن دعوة لافروف للشخصيات المعارضة إلى لقائه أمس الأول وتصريحاته أمامها تعكس محاولة روسية لسحب بساط الشرعية عن وفد الهيئة إلى محادثات جنيف، وتغيير مسار مؤتمر جنيف 2 عبر قصره على مناقشة الدستور بعد أن كانت مهامه تشكيل هيئة حاكمة انتقالية بصلاحيات كاملة.
في غضون ذلك، بحث لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الوضع في سورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيان أصدرته الخارجية الروسية: إن لافروف وظريف أشادا بـ«نتائج اللقاء الدولي حول سورية في أستانا» الذي دعت إليه كازاخستان «رداً على طلب إيران وروسيا وتركيا»، وشارك فيه المبعوث الأممي إلى سورية ومراقب عن الولايات المتحدة».
وفي طهران، اعتبر المستشار الأعلى لممثل قائد الثورة الإسلامية في الحرس الثوري الإيراني العميد يد اللـه جواني أن اجتماع أستانا يمثل بداية الحل السياسي للأزمة في سورية.
وقال جواني في تصريح له أمس: «جميع الأطراف الدولية والإقليمية أدركت أن الحوار بين السوريين هو الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية، وأن أي خطط لوضع العراقيل في وجه المحادثات السياسية يعقد الوضع في هذا البلد ولن يوصل إلى أي نتيجة». وأوضح أنه في المحادثات السابقة كان داعمو الإرهاب هم من يجلسون إلى طاولة المحادثات وكانوا يسعون إلى تحقيق أهداف الإرهابيين بالسياسة، ولكن في اجتماع أستانا تم تهميش داعمي الإرهاب ولم يكن لديهم أي دور بارز على حين الدول الحليفة لسورية هي من كان لها الدور الأبرز في الاجتماع. وشدد جواني على أن متابعة هذا المسار ستؤدي إلى توافق دولي بشكل حتمي للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، لافتاً إلى أن عدم حضور الولايات المتحدة لاجتماع أستانا يثبت أن عهد السيطرة والتزعم الأميركي انتهى إلى غير رجعة، وأنه يجب على أميركا أن تقبل بالواقع الذي يقول إنه لا يحق لها الآن التدخل في شؤون المنطقة.
بدوره، أكد العميد أحمد وحيدي رئيس الجامعة العليا الإيرانية للدفاع أن التنظيمات الإرهابية لا تستهدف الصهاينة والأميركيين أبداً وأن تركيزها هو في استهداف المنطقة وشعوبها.
وأشار وحيدي في تصريح له إلى دعم بعض الدول الإقليمية للإرهابيين، مشدداً على أن تقرير مستقبل المنطقة اليوم تولته جبهة من المقاومين الذين منعوا تمرير المخططات التي تستهدف المنطقة وشعوبها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن