سورية

في الشمال.. حرب اصطفافات بالتوازي مع حرب التصفيات

حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد «عادت أمس التوترات للظهور من جديد في الريف الإدلبي، مع بدء عملية انضمام كتائب وألوية مقاتلة وإسلامية إلى «هيئة تحرير الشام» المشكلة حديثاً إضافة للانضمامات المتتالية لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية».
ومع تواصل حرب التصفيات منذ عدة أيام بين «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) من جهة، والميليشيات المنضوية تحت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة أخرى قتل وجرح وأسر على خلفيتها العشرات وتصفية ميليشيا «جيش المجاهدين»، أعلنت أول من أمس «فتح الشام» وميليشيات «حركة نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» و«جبهة أنصار الدين» و«لواء الحق»، «اندماجها اندماجاً كاملاً ضمن كيان جديد تحت اسم «هيئة تحرير الشام» بقيادة أبو هاشم – جابر الشيخ قائد «أحرار الشام» سابقا، وذلك بعد يومين من عملية انضمام جماعية من ميليشيات «تجمع فاستقم كما أمرت» و«ألوية صقور الشام» و«جيش الإسلام» (قطاع إدلب) و«جيش المجاهدين» و«الجبهة الشامية» (قطاع ريف حلب الغربي)، إلى صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية، والذي جرى ببيان مشترك رحبت به الأخيرة وحذرت من الاعتداء على أي فصيل انضم إليها.
ونقل المرصد عن مصادر مقربة من «هيئة تحرير الشام» أن «هذه الفصائل (المكونة لها) شكلت باتحادها التجمع الأقوى، لكونه تشكَّل من الفصائل الأقوى العاملة في ريفي حلب وإدلب وريف حماة الشمالي، وهو -أي التجمع الجديد- بقيادة القائد العام السابق لحركة أحرار الشام الإسلامية، سيضع حركة أحرار الشام الإسلامية بالانضمامات الجديدة معه من بقية الفصائل، في مأزق ومواجهة مع «هيئة تحرير الشام» المؤسسة حديثاً.
ولفت المصدر أمس إلى أن «العديد من الفصائل الإسلامية وهي كتائب الصحابة، وكتيبة أسود الرحمن وكتيبة قوافل الشهداء، وكتيبة صقور العز وسرية الأقصى وكتيبة الرشيد ولواء التمكين، أعلنت انضمامها إلى «هيئة تحرير الشام»، على حين انضمت فصائل أخرى مثل لواء المقداد بن عمرو وكتائب ابن تيمية إلى حركة أحرار الشام الإسلامية».
وتحدث المرصد عن «ظهور خلافات في فصيل جيش السنة تجلت في بيانات متعاكسة، عزل أحدها قائد جيش السنة من قيادته بسبب تهم عدة وجهتها له، على حين أعلن بيان آخر من قيادة الجيش ذاته رفضها لما تطورت إليه الأمور في صفوف الجيش».
وميليشيا «الزنكي» كانت إحدى الميليشيات المشكلة لـ«جيش المجاهدين» مع ميليشيات «لواء الأنصار»، و«تجمع فاستقم كما أمرت»، و«لواء الحرية الإسلامي»، و«لواء أمجاد الإسلام»، و«لواء أنصار الخلافة»، و«حركة النور الإسلامية»، و«لواء جند الحرمين»، في مطلع عام 2014، لقتال تنظيم داعش في حلب، والتي جرى اقتتال بينها وبين «فتح الشام» قبل أيام في الريف الغربي لحلب، على حين أن «تجمع فاستقم كما أمرت» الذي كان من المشكلين لـ«جيش المجاهدين»، انضم إلى «حركة أحرار الشام الإسلامية» في عملية الانضمام الأخيرة.
ووفق موقع «الدرر الشامية» الإلكتروني المعارض منحت «هيئة تحرير الشام»، أمس، «ألوية صقور الشام» مهلة ساعتين من أجل تنفيذ الشرط المطلوب، مهددةً بتجديد الهجوم على مواقع «الصقور» في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب في حال عدم التنفيذ. وأكد قيادي رفيع المستوى في «الصقور» حسب «الدرر الشامية» أنهم تلقوا إنذاراً بالفعل من عناصر «هيئة تحرير الشام»، حيث طالبوهم بتسليم السلاح والعتاد الثقيل خلال ساعتين وإلا فإنهم سيجددون الهجوم. وكان قائد «هيئة تحرير الشام» هاشم الشيخ المعروف بلقب «أبي جابر» أكد في تغريدة له على حسابه في تويتر وعقب الإعلان عن تشكيل الهيئة أنه «أمر بوقف إطلاق النار بين فتح الشام والفصائل الأخرى».
وأعلن القاضي العام لغرفة عمليات ميليشيا «جيش الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني، انضمامه إلى «هيئة تحرير الشام»، وفق الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم». وأفاد بيان وقع عليه المحيسني و5 دعاة آخرين هم: عبد الرزاق المهدي، وأبو الحارث المصري، وأبو يوسف الحموي، وأبو الطاهر الحموي، ومصلح العلياني. ونشره العلياني على قناته في «تلغرام»، انضمامهم إلى «هيئة تحرير الشام»، ودعوا جميع «الفصائل الثورية» إلى المبادرة بالالتحاق بهذا الكيان الجديد الذي تم تشكيله في شمال سورية.
ونقل نشطاء عن الناطق العسكري باسم «أحرار الشام»، أبو يوسف المهاجر، قوله: «استقلت من الحركة وانضممت إلى هيئة تحرير الشام»، وذكر في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» ردا على تغريدة لقائد الهيئة، أبو جابر الشيخ، والتي أعلن فيها استقالته من «حركة أحرار الشام»، قائلاً: «بارك اللـه بك شيخنا وجزاك اللـه كل خير، نحن معك عسى اللـه أن ينفع بك».
ورد القيادي في حركة أحرار الشام، حسام سلامة، على تشكيل «هيئة تحرير الشام»، وتنصيب أبو جابر الشيخ قائدا لها، بتغريدة قال فيها: «نسأل اللـه أن تكون على قدر المسؤولية فترد الحقوق وتنصف المظلوم وتأخذ على يد الظالم وتبيض السجون وترعى حق اللـه في أعظم الثورات».
على خط مواز، قال القيادي في «هيئة تحرير الشام»، ويدعى «أبو علي الشامي»، في تصريح نقلته وكالة «سمارت» المعارضة: إنهم لا يهدفون قتال «حركة أحرار الشام الإسلامية»، معتبراً أن روسيا والتحالف الدولي لن تستطيع استهداف التشكيل الجديد.
ووصف «الشامي»، وهو عضو سابق في المكتب السياسي لـ«أحرار الشام»، أن خطوة تشكيل «هيئة تحرير الشام»، كانت «خداعاً» لروسيا والعالم من خلال اندماج «فصائل إسلامية مع أخرى معتدلة»، مرجحاً عدم إقدام روسيا والتحالف الدولي على قصف مواقع هذا التشكيل، لأنهم بذلك «يثبتون استهدافهم للثورة وليس لفصائل متطرفة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن