لولا الجمهورية العربية السورية
| بيروت – رفعت البدوي
كثُرت في الآونة الأخيرة التصريحات القائلة لولا روسيا لسقطت دمشق ولولا الاستشارات الإيرانية لكانت دمشق تحت سيطرة الإرهابيين ولولا دعم الحلفاء لكانت العاصمة السورية مرتعاً للفوضى والتفلت.
إننا ومن باب الوفاء والعرفان لكل من تحالف وقدم التضحية ومد يد العون والمساعدة لسورية الأبية نقول إننا لا ننكر أي من التضحيات الجسام والمساعدة التي قُدمت لسورية من أي جهة أتت بل إننا نقف رافعي القبعة إجلالاً وعرفاناً وشكراً لكل من وقف إلى جانب سورية.
لكن في الوقت عينه وبكل محبة وتقدير لكل من قدم المساعدة العسكرية كانت أم استشارية أو دبلوماسية لسورية نقول: إن المخلصين الخلص أصحاب الذمة والعفة من أبناء سورية العروبة من قادة وضباط وجنود الجيش العربي السوري ومن أبناء العاصمة السورية تحديداً دمشق قلب العروبة النابض دافعوا ولم يزل دفاعهم عن الوطن السوري ماثلاً أمام أعين العالم وعلى مرأى ومسمع الكون كله ولولا إخلاص وصمود أبناء سورية وجيشها لكانت جحافل الجهل والتكفير والتخريب والقتل والدمار والتشريد تسرح وتمرح ليس في شتى أرجاء الوطن العربي وشوارعه فحسب بل بكل تأكيد لكانت الفتنة المذهبية المقيتة تعيث فساداً في كل منزل ومدرسة وجامعة وفي كل دولة من دول المنطقة ولكان الإرهاب ضارباً إيران وروسيا وأوروبا وحتى دول القوقاز وصولاً إلى الصين.
إن صمود أبناء سورية الأبية وجيشها البطل لأكثر من أربع سنوات ونصف السنة أسهم بشكل فعال برد البلاء ودرء الخطر ودفع المؤامرة العظمى ليس عن العاصمة دمشق فقط بل عن معظم البشرية حتى الدول العربية تلك التي تآمرت على سورية.
لأصحاب الـ«لولا» كلمة نقولها للتاريخ..
لولا وقوف سورية إلى جانبكم ومعكم وتحالفها معكم رافضة كل الإغراءات للابتعاد عنكم وكانت ولم تزل مخلصة لكم ولدعمها لكم، لما كانت الحرب عليها اليوم تخاض على أرض سورية بالنيابة عنكم.
لولا سورية العروبة وهويتها العربية واحتضانها المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي لكان العدو الإسرائيلي يتمشى في عواصم العرب ولكانت فلسطين في خبر كان وصار الإرهاب المتأمرك باسم الإسلام المزيف يحظى بتأييد عدو الأمة ضد مصالح روسيا الإستراتيجية ولكانت الفتن تشعل العالم الإسلامي وغير الإسلامي بأسره.
لولا سورية العروبة وصمودها لما كان بالإمكان اقتناص اللحظة التاريخية في انتزاع الموافقة على إبرام الاتفاق النووي الذي اعتبر نصراً تاريخياً بعد لي ذراع أميركا ودول أوروبا التي ناصبتكم العداء لعقود طويلة.
لولا سورية العروبة والاعتماد عليها رابطاً أساسياً لمحور المقاومة لما استطاع هذا المحور تغيير مجرى التاريخ وإلحاق الهزيمة بالعدو الذي لا يهزم وتلقينه درساً لن ينساه في لبنان عام 2006.
لولا سورية العروبة لما استطاعت غزة العزة تكبيد العدو الخسائر العسكرية الفادحة وردعه عن الاستفراد بشعب غزة خاصة والفلسطينيين عموماً.
لولا سورية العروبة لما أفسح المجال لروسيا نفسها بلعب دور بالغ الأهمية في الدبلوماسية العالمية على الساحة الدوليةً.
لولا سورية العروبة لما استطاعت موسكو فرض نفسها ووجودها كشريك أساسي في القرار الدولي وإعادة الاعتبار لروسيا كلاعب أساسي في أي قرار يخص المنطقة برمتها بعد استفراد أميركي بأحادية القرار لعقود خلت عاثت خلالها ببلادنا العربية فساداً وسرقة لثرواتنا وزرع الفوضى في بلادنا من خلال إنشاء خلايا إرهابية من كل أصقاع العالم لضرب الاستقرار والأمن والاقتصاد في الوطن العربي وإيران وحتى روسيا نفسها.
إن سورية العروبة لم تنظر يوماً لأي مساعدة قدمتها لحلفائها نظرة لولا سورية بل إن سورية كانت على الدوام ولم تزل تقدم المساعدة للحلفاء من أجل انتصار محور المقاومة والممانعة وليس لانتصار سورية وحدها كما أن سورية لم تتفوه يوماً بقول كلمة «لولا» لحلفاء سورية.
يبقى الدفاع عن سورية هو فعل إيمان بقضية محقة وفي الدفاع عن بلادنا وبلادكم وأمن بلادنا وبلادكم وعن الأمة والمنطقة وامن المنطقة برمتها ودفاعاً عن الأمن والاستقرار العالمي فلو أن سورية هوت لا قدر اللـه فإن الهوة لن تقف عند الحدود الجغرافية لسورية العروبة، فقط بيد أن المؤكد هو أن الإرهاب العالمي سيصبح متفلتاً والأمن العالمي سيصبح سائباً من دون وجود إمكانية للإمساك به أو ضبطه وعندها ستتحكم بالعالم التنظيمات الإرهابية الهمجية وتسود لغة الجهل والقتل.
بقى أن نقول لكل من استعمل اللولا ولكل من يحاول إسقاط صفة العروبة أو كلمة العربية عن الجمهورية العربية السورية…
لو أن سورية أرادت التخلي عن العروبة والهوية العربية استجابةً لطلب أميركا وإسرائيل وأوروبا وتركيا وقطر والسعودية لما كان لأصحاب نسب الفضل بعدم سقوط دمشق القدرة على التفوه بكلمة الـ«لولا» وما كانوا وجدوا لهم مكاناً أو موطئ قدم براً ولا بحراً ولا جواً في الجمهورية العربية السورية ولا حتى على الخريطة الدولية.