سورية

دعت لإطلاق «حوار مباشر» بين الحكومة و«طيف واسع» من المعارضة على أساس «التنفيذ الشامل» لأحكام بيان جنيف…روسيا: مباحثات المعلم ستتركز حول استئناف العملية السياسية لحل الأزمة في سورية

الوطن – وكالات : 

عشية زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى روسيا، كشفت الدبلوماسية الروسية عن جدول أعمال مباحثاته في موسكو، التي ستتركز حول «استئناف العملية السياسية لحل الأزمة في سورية»، معلنةً أن أساس الموقف الروسي من سورية يقوم على تأييد «سيادتها ووحدتها وعدم وجود بديل لحل أزمتها الداخلية سوى الوسائل الدبلوماسية السياسية».
ولفتت الدبلوماسية الروسية إلى أن زيارة المعلم تأتي على حين تحاول «القوى المعادية»، وبالأخص تنظيم داعش وجبهة النصرة، «توسيع سيطرتها في الأراضي السورية»، مؤكدةً أن القضاء على بؤر الإرهاب هناك «يرتبط بتضافر جهود الحكومة السورية وجميع القوى البناءة للمعارضة الخارجية والداخلية»، الأمر الذي رأت أنه يتطلب إطلاق «حوار مباشر» بين الحكومة السورية و«طيف واسع» من المعارضة على أساس «التنفيذ الشامل» من دون أي «انتقائية أو تأويلات عشوائية» لأحكام بيان جنيف.
ويصل المعلم إلى موسكو اليوم الأحد في زيارة عمل لثلاثة أيام، وفي جعبته دعم إيراني «حتى النهاية»، واتفاق أمني في طور التبلور يجمع سورية وإيران والعراق في مواجهة الإرهاب.
وفي بيان مطول أصدرته أمس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، وفقاً لوكالة الأنباء «سانا»، أن الموضوع الرئيس لمباحثات المعلم يتمثل في مناقشة الوضع في سورية وحولها، حيث تحاول «القوى المعادية في الفترة الأخيرة وبالدرجة الأولى تنظيما «داعش وجبهة النصرة» الإرهابيان توسيع سيطرتها في الأراضي السورية».
وأوضحت الخارجية الروسية «أن الرأي العام العالمي تلقى بقلق منذ فترة نبأ استيلاء تنظيم داعش على مدينة تدمر السورية التي أدرجت آثارها في سجل الإرث العالمي لليونيسكو»، مشيرةً إلى أن «أساس الموقف الروسي من الشؤون السورية يكمن في تأييد سيادة الجمهورية العربية السورية، ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم وجود بديل لحل الأزمة الداخلية الحادة فيها سوى الوسائل الدبلوماسية السياسية».
ولفت البيان إلى أن «استئناف العملية السياسية لحل الأزمة في سورية التي يجري إدراك حيويتها وضرورتها أكثر فأكثر في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، سيكون في مركز اهتمام المباحثات بين المعلم ولافروف» غداً الإثنين، وشدد على أن القضاء على بؤر الإرهاب في سورية «يرتبط مباشرة بمسألة تضافر جهود الحكومة السورية وجميع القوى البناءة للمعارضة السورية الخارجية والداخلية التي تتمسك بسورية المستقلة ذات السيادة والتي تتعايش فيها جميع المكونات بأمان واستقرار».
ورأت الخارجية الروسية أن هذه المسائل «تملي ضرورة إطلاق حوار مباشر بين الحكومة السورية وطيف واسع من المعارضة السورية على أساس التنفيذ الشامل (من) دون أي انتقائية أو تأويلات عشوائية لأحكام بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012، ودون إملاءات وتدخل من الخارج»، مشيرةً إلى أن «مسائل تنظيم مثل هذه العملية ستشغل مكاناً مهماً في المباحثات، كما سيتبادل الوزيران لافروف والمعلم بصورة مفصلة الآراء حول نتائج لقاءات ممثلي مجموعات المعارضة السورية والمجتمع المدني التي جرت مؤخراً في موسكو».
واستضافت موسكو جولتين من اللقاءات التمهيدية التشاورية بين وفد الحكومة السورية ووفد شخصيات من المعارضة، انتهت الجولة الأولى بالإعلان عن «مبادئ موسكو»، على حين انتهت الجولة الثانية بالاتفاق على بند تقييم الوضع الراهن في جدول الأعمال الذي قدمه الجانب الروسي. وأعلن مسؤولون روس استعداد بلادهم لاستضافة لقاء ثالث قريباً.
ولفت بيان الخارجية الروسية إلى التحرك على المسار السياسي، الذي ظهر من خلال المشاورات المسهبة والانفرادية التي أجراها في مدينة جنيف السويسرية بمبادرة من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وشاركت فيها وفود عن المعارضة السورية وكذلك عدد من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين المعلم ولافروف سيبحثان «بالتفصيل التنفيذ الدقيق من اللاعبين الدوليين والإقليميين لأحكام قرارات مجلس الأمن الدولي (2170 – 2177 – 2199)، التي تتعلق بتجفيف منابع تمويل الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويل تنظيمي «داعش والنصرة» الإرهابيين».
وعما يتعلق بقضايا التصدي للإرهاب والتطرف الدولي، أكدت الخارجية الروسية أنه لا بد من الإشارة إلى أنه «وبعد مرور أكثر من سنة على إقامة ما يسمى التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة، فإن الجيش السوري و«الحماية الشعبية الكردية» لا يزالان يتحملان، كالسابق، العبء الأساسي للتصدي للإرهابيين نتيجة استمرار استخدام الشركاء الغربيين المعايير المزدوجة وتجاهل أسس القانون الدولي المعترف بها لمكافحة الإرهاب بما في ذلك الرفض المطلق للتنسيق مع الحكومة السورية في هذا المجال».
وفي الختام، أوضحت الخارجية الروسية أن جدول أعمال المباحثات الروسية السورية سيتضمن أيضاً المسائل الملحة للعلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات ومواصلة المساعدة الإنسانية الروسية لسكان سورية المتضررين.
ومؤخراً، لعبت الدبلوماسية الروسية دوراً مهماً في إعادة الحل السياسي للواجهة فيما يتعلق بالأزمة السورية. فقد ناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما تفشي نفوذ داعش في الشرق الأوسط، وتبادلا الآراء حول الوضع في سورية. واتفقا على تكليف لافروف ونظيره الأميركي جون كيري عقد لقاء لبحث مسألة داعش.
وسبق لبوتين أن التقى ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على حين بحث لافروف مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والمصري سامح شكري الوضع في سورية، وهو ما بحثه أيضاً نائبه ميخائيل بوغدانوف مع نظيريه الإيراني والتركي.
وأوضحت روسيا موقفها خلال الأيام القليلة الماضية من سورية، حيث تتعامل مع الرئيس بشار الأسد بوصفه «الرئيس الشرعي المنتخب». فبوتين أعلن أن بلاده مستعدة «للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم، وبالتعاون مع المعارضة السلمية، بإجراء إصلاح سياسي»، على حين قال نائب أمين مجلس الأمن الروسي يفغيني لوكيانوف للرؤوس الحامية في الرياض: سورية هي خط الدفاع الأخير للخليج في مواجهة الإرهاب، داعياً إياهم للابتهال إلى اللـه كي يبقى الرئيس الأسد. وأكد حرص روسيا على تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة مع سورية بشأن توريد الأسلحة إليها.
ومن طهران، شدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، على أن طهران وموسكو ستواصلان دعمهما «المؤثر» لسورية «حكومةً وشعباً» في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن مواقف الصين الداعمة لسورية ومكافحة الإرهاب تأتي في الإطار نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن