عربي ودولي

الأمم المتحدة ترجح ارتكاب السعودية جرائم حرب في اليمن ومقتل عنصرين من القاعدة في غارة أميركية

قتل عنصران في تنظيم القاعدة فجر أمس في ضربة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار بعد يوم من مقتل عشرات من مسلحي الجماعة الإرهابية ومدنيين وجندي أميركي في هجوم شنته قوات النخبة الأميركية، في وقت أكدت الأمم المتحدة أن التحالف العربي بقيادة السعودية نفذ هجمات في اليمن «قد ترقى إلى حد جرائم الحرب»، محذرة الدول المشاركة في عملياته من تجاهل مبدأ احترام القانون الإنساني الدولي.
وقال مسؤول أمني يمني لوكالة «فرانس برس» فضل عدم الكشف عن هويته: «قتل عضوان في القاعدة فجر اليوم (الإثنين) في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار واستهدفت مركبة لعناصر القاعدة في مديرية بيحان بمحافظة شبوة».
وأكد المسؤول أن الغارة «استهدفت المركبة أثناء سيرها ما أدى إلى مقتل شخصين كانا على متنها».
وتأتي هذه الضربة بعد يوم من هجوم شنته قوات النخبة الأميركية في محافظة البيضاء في وسط اليمن، في أول هجوم من نوعه ضد تنظيم القاعدة في هذا البلد منذ تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده و14 من مسلحي «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم في العالم، في الهجوم في يكلا (وسط)، في حين أفادت مصادر محلية بمقتل 41 من مسلحي التنظيم وثمانية أطفال وثماني نساء.
هذا وأكدت الأمم المتحدة أن التحالف العربي بقيادة السعودية نفذ هجمات في اليمن «قد ترقى إلى حد جرائم الحرب»، محذرة الدول المشاركة في عملياته من تجاهل مبدأ احترام القانون الإنساني الدولي.
وجاء ذلك في تقرير سنوي قدم لمجلس الأمن الدولي، وأعده فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني بمراقبة سير النزاع في اليمن والتحقيق في 10 ضربات جوية نفذها التحالف خلال الفترة بين آذار وحتى تشرين الأول من العام 2016 وأسفرت عن مقتل 292 مدنيا على الأقل، من بينهم نحو 100 امرأة وطفل.
ونقلت وكالة «رويترز» السبت، عن هذا الفريق قوله في التقرير، المؤلف من 63 صفحة: «لم تجد لجنة الخبراء أي دليل على أن الضربات الجوية أصابت أهدافاً عسكرية مشروعة في ثماني غارات من الغارات العشر التي شملها التحقيق».
وأضاف التقرير: «في كل التحقيقات العشرة ترى اللجنة من شبه المؤكد أن التحالف لم يف بمعايير القانون الإنساني الدولي، فيما يخص تناسب قوة الهجوم والاحتياطات الواجب أخذها بعين الاعتبار.. وتعتبر اللجنة أن بعض الهجمات قد ترقى إلى حد جرائم الحرب».
وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى وجود ضباط أميركيين يساندون أنشطة التحالف اللوجستية والمخابراتية، بينما قال لفريق التحقيق قائد العمليات المشتركة للتحالف العربي إن ضباطا من فرنسا وماليزيا وبريطانيا موجودون أيضاً في مقر القيادة بالرياض.
وأضاف التقرير، قائلاً: «خلصت اللجنة إلى أن الانتهاكات المرتبطة بتنفيذ الحملة الجوية الواسعة النطاق تعكس بما يكفي إما عملية استهداف تفتقر إلى الكفاءة، أو سياسة أوسع للاستنزاف المتعمد للبنية التحتية المدنية» في اليمن.
وفي إطار ردود الأفعال الأولى من قبل الرياض على هذه الاستنتاجات الدولية، قال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد اللـه المعلمي: إن الاتهامات الواردة في التقرير لا أساس لها، مشدداً على أن التحالف يمارس أقصى درجات ضبط النفس وقواعد اشتباك صارمة.
من جهة أخرى ذكرت قناة العربية التلفزيونية السعودية أن صواريخ أطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية على السعودية أمس الإثنين ألحقت أضراراً بمكتب الأمم المتحدة في منطقة عسير الجنوبية بالمملكة.
قتل وأصيب العشرات من مرتزقة النظام السعودي إثر استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية تجمعاتهم في عدد من المحافظات اليمنية.
وقال مصدر عسكري يمني لموقع المسيرة نت: «إن عدداً من مرتزقة العدوان السعودي قتلوا وأصيب آخرون فجر الإثنين خلال استهداف تجمعاتهم شرق صحراء ميدي بمحافظة حجة».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن