رياضة

الكرنفال الإفريقي يبلغ مربعه الذهبي .. الزعيم المصري ومهمة ترويض الخيول

| محمود قرقورا

وصل قطار النسخة الحادية والثلاثية لكأس الأمم الإفريقية المقام في الغابون إلى المحطة قبل الأخيرة بوصول ثلاثة منتخبات مرشحة سبق لها التتويج باللقب وهي مصر زعيم المسابقة والكاميرون وغانا الباحثان عن اللقب الخامس إضافة إلى منتخب ينشد الانضمام إلى الأبطال الأربعة عشر السابقين وهو منتخب بوركينا فاسو الملقب بالأحصنة، وحقيقة بدت الأحصنة سريعة العدو قوية الشكيمة ونقول ذلك عطفاً على المباريات الأربع السابقة التي خاضتها وكأن المدرب البرتغالي باولو دوارتي وصل بالفريق إلى قمة النضج، وهذا لم يأت من فراغ بل يعد إحدى ثمار الاستقرار التدريبي.. اليوم سيكون المنتخب المصري الشقيق زعيم المسابقة بسبعة ألقاب على موعد مع دخول التاريخ من خلال حجز مكانه في المباراة النهائية وهو المرشح قولاً وفعلاً نظير ترابط الخطوط والانضباط التكتيكي مع المدرب الأرجنتيني كوبر، والعلامة الفارقة الأبرز في المنتخب المصري الحصانة الدفاعية والحراسة الأمينة بفضل كبير اللاعبين التاريخيين للمسابقة عصام الحضري الذي حافظ على نظافة شباكه في المباريات الأربع.
لا مجال للتوقعات ولا خلاف أن العنوان الأبرز لهذه الموقعة التي تنطلق بتمام التاسعة مساءً بتوقيت دمشق أنها تجمع الزعيم بماضيه التليد وحاضره المجيد مع بوركينا فاسو التي تنشد كتابة التاريخ، وحضورها شبه الدائم منذ عام 1996 يخولها ذلك حيث لم تغب إلا عن نسختي 2006 و2008 وسبق لها خوض النهائي قبل أربعة أعوام عندما خسرت بهدف مقابل لا شيء أمام نسور نيجيريا.

تفاؤل مشترك
معسكر المنتخب المصري بدا واثقاً من قدراته مؤمناً بإمكانيات اللاعبين، والشارع المصري ينظر بارتياح تام لأسلوب المدرب كوبر الذي وصف بالواقعي معيداً للأذهان مسيرة المنتخب المصري مع المدرب الراحل محمود الجوهري الذي قاد الفراعنة نحو اللقب 1998 رغم أنه لم يكن مرشحاً، وها هو المنتخب يعيد ذكريات تلك البطولة من خلال السير بثبات والتعامل مع كل مباراة حسب خصوصيتها والأهم من كل ذلك أن المنتخب يمتلك الشخصية التي يفتقرها الكثير من المنتخبات، وعلى الضفة المقابلة يؤمن المدرب دوارتي بقدرات لاعبيه رغم غياب بتروبيا أفضل لاعب عام 2013 وجوناثان زونغو وكلاهما من الأوراق الرابحة، ومع ذلك يرى المدرب أنه يمتلك البدلاء القادرين على صنع الفارق، ومن يدقق في مسيرة المنتخب البوركيني وأسلوبه يؤمن بأنه منتخب عنيد يلعب حتى صافرة النهاية ومباراة تونس بربع النهائي خير دليل حيث انتظر حتى الدقائق الأخيرة ليحسم الأمور قاطعاً الشك باليقين حيال صدارته المجموعة الأولى فوق الكاميرون بتاريخها وخبرتها والغابون المدعومة بعاملي الأرض والجمهور.
أرقام
المنتخب المصري يخوض مباراته بعد ثلاث وعشرين مباراة خالية من دنس الخسارة وهذا رقم يعد خرافياً في بطولة قارية، إذ تعود الخسارة الأخيرة إلى الجولة الثانية من دور المجموعات عام 2004 بهدف لاثنين أمام الجزائر.
كما أنها خاضت ست مباريات أخيرة لم تهتز فيها شباك الحضري ليرتفع عدد المباريات التي حافظ فيها عصام الحضري على نظافة شباكه إلى 14 مباراة من أصل 26 مباراة خاضها بقميص الفراعنة، غير أن الرقم القياسي مازال بعهدة الكاميرون التي خاضت 664 دقيقة متتالية من دون هزيمة بواقع 570 دقيقة عام 2002 و43 دقيقة عام 2000 و51 دقيقة عام 2004 وحالياً وصل المنتخب المصري إلى 605 دقائق.
حضور مصر في المربع الذهبي هو الأول للمنتخبات العربية منذ نسخة 2010 عندما تقابلت مصر مع الجزائر في نصف النهائي.
حضور مصر في المربع الذهبي يحصل للمرة الخامسة عشرة بينما تحضر بوركينا فاسو للمرة الثالثة، وسبق لمصر أن لعبت المباراة النهائية ثماني مرات توجت بسبع منها، بينما تأهلت بوركينا فاسو مرة واحدة ولم يحالفها الحظ بالتتويج.

وجهاً لوجه
ست مواجهات تاريخية جمعت مصر مع بوركينا فاسو لم تشهد أي خسارة لزعيم المسابقة.
فسبق لمصر الفوز مرة في دورة الألعاب الإفريقية ومرتين ودياً مقابل تعادل ودي وفوزين في النهائيات القارية.
اللقاء الأول بين المنتخبين في الكرنفال الأسمر كان في نصف نهائي 1998 يوم فاز المصريون بهدفين مقابل لا شيء مواصلين المشوار نحو اللقب الرابع بتاريخهم.
واللقاء الثاني كان بعد عامين وفازت مصر بأربعة أهداف لهدفين ضمن دور المجموعات، وكلنا أمل أن تستمر هذه السطوة ببلوغ الأشقاء المباراة النهائية التي لن تكون سهلة بمواجهة المتأهل من لقاء الكاميرون مع غانا الذي يقام غداً بتمام التاسعة مساءً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن