سورية

السفير السوداني بدمشق: سورية مرَّت بمحن كثيرة ونحن متفائلون بأنها ستعود أقوى مما كانت … الخرطوم تنفي فرض تأشيرات على السوريين للدخول إلى السودان

| سامر ضاحي- وكالات

نفت الخرطوم أمس الأنباء التي ترددت حول فرض السودان تأشيرة على السوريين لدخول الأراضي السودانية، وأكدت أن ما تم نشره حول هذا الأمر «ليس له أساس من الصحة ومرفوض جملة وتفصيلاً».
وكان موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري ذكر أول من أمس أن وزارة الداخلية السودانية أصدرت، قراراً يفرض على المواطنين السوريين، الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي السودانية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أمس، قال الوزير المفوض ونائب السفير السوداني بدمشق بدر الدين علي محمد الجعيفري: لم يصدر قرار بهذا الشأن البتة حتى هذه اللحظة». وأضاف: لم يصدر قرار بعدم دخول السوريين إلى السودان أو تقييد دخول السوريين بالتأشيرة المسبقة، وهذا الحديث ليس له أساس من الصحة ومرفوض لنا جملة وتفصيلاً، وكسفارة لم يأتنا ما يفيد بتقييد دخول السوريين للسودان». وأضاف: نستطيع التأكيد أن الخبر عار عن الصحة وإعفاء السوريين أمر صادر من رئيس الجمهورية مباشرة وهو الجهة المنوط بها الحق برفع هذا الامتياز أو تثبيته، وليس كل ما يرد في وسائل التواصل الاجتماعي صحيح»، مؤكداً أن السفير السوري حبيب عباس في الخرطوم اتصل بجهات الاختصاص داخل السودان وبوزارة الداخلية التي نفت الخبر أيضاً، وسفارتكم هناك متابعة لتداعيات هذا الخبر غير الصحيح».
وحول نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام، قال الجعيفيري: نستطيع القول: إن وسائل التواصل ملأى بالغث والسمين والناس تستطيع أن تأخذ منها ما يفيد، ولا يوجد حتى الآن ما يؤكد هذه الأخبار، وعلاقتنا مع سورية قوية وإعفاء الإخوة السوريين من تأشيرة الدخول تم من فترة طويلة جداً، وكان قراراً رئاسياً وليس له علاقة بالأحداث والأخ السوري يعيش في السودان كما يشاء ونقدر أن نقول المعاملة بالمثل وأيضاً سورية عرف عنها الكرم والإخاء وإنها تسمح بدخول جميع العرب وبصورة متساوية».
وتابع: «تربطنا علاقة الدم والدين وسورية لها يد طولى على السودان أيام الحرب وأقل واجب وتقدير يمكن أن نقدمه للمواطن السوري هو معاملته بالمثل وهذا سبب وجودنا الأساسي في الأزمة والناس انسحبت من سورية أيام الأزمة لكن سفارتنا بقيت موجودة على مستوى السفير و(هذا) كله دلالة على أننا نقف مع السوريين في حالة الشدة، ويعرفوننا في حالة الشدة كما عرفناهم في حالة الرخاء».
وفي وقت لاحق نقلت وكالة «سانا» عن سفير السودان في دمشق خالد أحمد محمد علي نفيه أيضاً طلب بلاده تأشيرة دخول من المواطنين السوريين.
وأوضح السفير السوداني أن «عديد الجالية السورية المقيمة في السودان ما بين «250 و300 ألف نسمة.. عدد كبير منهم من رجال الأعمال ويمتلكون المصانع والمشاريع الكبيرة والتجارة المختلفة وغيرها من المجالات دون أي مشكلة»، مبيناً أن «السودان فتح المجال للسوريين وهي فرصة لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال منهم أن يستثمروا في بلادنا التي تتمتع بإمكانيات عالية تشكل مجالات واسعة للاستثمار».
وأضاف: «نحن على استعداد لإعداد لقاء بين رجال الأعمال في سورية والسودان وإقامة ورش عمل للطرفين لطرح آفاق جديدة للاستثمار كما أنه تتم دعوة الجهات المعنية في سورية للمشاركة في مختلف النشاطات الثقافية في السودان وهي فرصة لاستمرار التواصل الثقافي».
واعتبر السفير السوداني، أن الحرب على سورية كانت غايتها «تدمير كل دولة من الأمة العربية والإسلامية تكون في موقع المقاومة ولديها إمكانيات أن تقاوم العدو الأول وهو إسرائيل وهناك أيد كثيرة تسعى لتدمير هذه الإمكانات» مشيراً إلى أن السودان أيضاً لم يسلم من الحرب «حيث فصلوا جزءا منه وما زالوا يعملون في دارفور والنيل الأزرق ومناطق جبال النوبة لبتر أعضاء أخرى منه وكل ذلك خلفه أيد خبيثة وأجنبية كثيرة».
ورأى أن «سورية قادرة على تجاوز محنتها وخاصة بعد انتصارها في حلب حيث اختلفت المعادلة تماما وأصبحت الرؤية حتى من الداعمين للإرهاب تختلف تماما نظرا للصمود الذي قدمه السوريون شعبا وجيشا خلف قيادتهم».
وقال: إن «سورية عبر تاريخها مرت بمحن كثيرة.. ونحن متفائلون بأنها ستعود أقوى مما كانت عليه في مواجهة كل الذين يريدون تخريب البلد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن