مخالفات الأبنية!!

| محمد أحمد خبازي

انتشرت في السنوات الأخيرة بمختلف المدن ومناطقها مخالفات الأبنية، التي استغلَّ مرتكبوها الوضع الأمني وانشغال الجهات المختصة بمكافحة الإرهاب والإرهابيين تارة، ومكانتهم التي اصطنعوها في الأزمة بحجة الدفاع عن الوطن، حتى أمست تلك المخالفات أشبه بالسرطان، ومثالاً ساطعاً وصارخاً على انتهاك القانون والتعدي على الأملاك العامة، وتحدي الجهات المعنية بتطبيق القانون.
فقد تورَّمت نفوس أصحاب المخالفات تورُّماً مقيتاً حتى إنهم اعتقدوا أنفسهم فوق القانون والبشر، ولا أحد يجرؤ على محاسبتهم أو هدم مخالفاتهم أو الاقتراب منها!!.
وبالتأكيد معهم حق، مادامت المخالفات لم تهدم في مهدها أثناء تشييدها، والبلديات اكتفت بتنظيم ضبوط وإرسال نسخ منها إلى لجان الهدم المركزية في المحافظات من باب رفع العتب كي ترفع عنها المسؤولية والمساءلة.
وما دامت لجان الهدم المركزية لم تبادر إلى معالجتها، إمَّا خوفاً من أصحابها وإمَّا لأن المخالفة أكبر منها!!.
وباعتقادنا المخالفات التي شيَّدها المخالفون من ذوي البدلات المرقَّطة ومدعي الدفاع عن الوطن هي من أكبر المخالفات وأكثرها اعتداءً على الوطن وقانونه!!.
وباعتقادنا ملف مخالفات البناء في المحافظات يحتاج إلى معالجة جذرية، ومحاسبة المخالفين الكبار قبل الصغار، حتى لا يعتقد أحد نفسه أكبر وأعلى من القانون، وفوق النظام العام، وحتى لا ينفد المخالفون الكبار بمخالفاتهم الكبيرة، ويشقى الصغار بمخالفاتهم الصغيرة.