سورية

«درع الفرات» تفتح جبهة جنوب غرب الباب.. وداعش يتحوط من «غضب الفرات» بالخنادق … واشنطن و«الوحدات» تنفيان استلام «حماية الشعب» مدرعات أميركية

| الوطن- وكالات

جاء نفي «وحدات حماية الشعب» الكردية تسلمها أسلحة نوعية من التحالف الدولي، مع تأكيد الولايات المتحدة أن المدرعات التي سلمتها لـ«قوات سورية الديمقراطية»، ذهبت فقط للمليشيات العربية المنخرطة تحت لواء القوات فقط، وليس للوحدات الكردية، على حين يبدو أنه طمأنة لأنقرة.
وأكد مسؤولون أميركيون أن المدرعات وناقلات الجند التي تم تسليمها لـ«الديمقراطية»، بناء على أمر سماح من الإدارة السابقة للقوات الأميركية على الأرض، وليس من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقبل يومين، أكد الناطق باسم «الديمقراطية» طلال سلو أن الولايات المتحدة قدمت دعماً إضافياً للقوات منذ تسلم الرئيس ترامب مهام منصبه قبل أكثر من عشرة أيام. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب الكردي»، ريدو خليل، قوله: «إننا في وحدات حماية الشعب نؤكد على عدم صحة هذه الأخبار ولم نتسلم من التحالف الدولي أي أسلحة نوعية في إطار حربنا على تنظيم داعش».
وبعد ساعات من إعلان سلو، أكد المتحدث العسكري الأميركي العقيد جون دوريان أن بلاده سلمت للمرة الأولى مدرعات من نوع «إس يو في»، إلى التشكيلات العربية في «الديمقراطية»، تنفيذاً لقرار اتخذته إدارة أوباما، مبيناً أن هذا التسليم جاء «استناداً إلى أذونات قائمة»، وليس بناء على إذن جديد من إدارة الرئيس دونالد ترامب، بخلاف ما أعلنته المتحدث باسم القوات.
وأوضح العديد من المسؤولين الأميركيين أن إدارة أوباما، قررت أن تترك للقادة العسكريين الأميركيين إمكان تسليم هذه المدرعات وأن هؤلاء استخدموا هذا الهامش. وتسليح «الديمقراطية» هو مسألة بالغة الحساسية بين واشنطن وأنقرة التي تعتبر «حماية الشعب» «منظمة إرهابية» كونها الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وفي عهد أوباما، حرصت واشنطن دائماً على التأكيد أنها تسلح المكون العربي لـ«الديمقراطية»، وليس المكون الكردي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» جيف ديفيس أن «لا تغيير في السياسة» الأميركية حتى الآن. وأضاف حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «لا نزال نسلح المكون العربي لقوات سورية الديمقراطية». وفي بيان له نقلته وكالة «رويترز»، أكد الميجر أدريان جيه. تي. رانكين جالوواي أن البنتاغون «لا توفر التدريب والدعم المادي إلا للتحالف العربي السوري».
وبدا أن سلو يدفع وراء صدام تركي أميركي في شمال سورية من خلال تصريحاته الاستفزازية لأنقرة، إذ أجاب على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، حول ما إذا كانت إدارة ترامب قد تحدثت بشكل رسمي مع «الديمقراطية» بخصوص إقامة المناطق الآمنة، قائلاً: «لم يتم الحديث رسمياً معنا حول هذا الأمر بعد»، وأضاف: «ولكن بالإعلام يتم الحديث عن ثلاث مناطق مقترحة لهذا الغرض: إحداهما في شمال سورية حيث مواقع «الاحتلال التركي»، والثانية بجنوب سورية بالقرب من الحدود الأردنية، والثالثة بمنطقة الجزيرة الممتدة من كوباني (عين العرب) حتى الحدود العراقية وهذه المنطقة واقعة تحت سيطرة الديمقراطية».
وأبدى استعداد القوات للتشارك في هذا المشروع، مشيراً إلى خبرته في هذا المجال. وقال: «ونحن لدينا تجارب سابقة وخبرات في توفير الأمن والأمان، وحالياً نقيم مخيمات للاجئين الفارين سواء من المعارك بسورية أو حتى للفارين من معارك الموصل».
وفيما يتعلق بالمناوشات التي تحدث بينهم وبين القوات التركية وتحديداً بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، قال سلو: «هي مستمرة وتقع من حين إلى آخر على الحدود بيننا وبينهم … يحاولون شدنا للصراع، وطالبناهم في آخر بيان لنا بضرورة الاحترام المتبادل والالتزام بحسن الجوار، ولكن مع الأسف لا يلتزمون ويعدوننا جماعة إرهابية». وكشف أن «الطرف الأميركي يضغط عليهم (الأتراك) حتى لا يتعدوا على مناطقنا وعلى قواتنا».
في غضون ذلك، فتحت القوات التركية والمليشيات السورية المتحالفة معها ضمن عملية «درع الفرات» جبهة جديدة في جنوب غرب مدنية الباب بريف حلب الشمالي. وسيطرت هذه القوات على قريتي أبو الزندين والغوز، إضافة إلى أوتستراد حلب الباب ومعمل الحديد جنوب غربي المدينة، لتحكم سيطرتها بذلك على المدخل الغربي للمدينة.
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في مليشيا «فيلق الشام» عمر الشمالي: إن الفصائل أصبحت «قاب قوسين أو أدنى» من السيطرة على كامل مدينة الباب، إذ أحكمت الحصار على المدينة من جهات الشمال والجنوب والغرب، بسيطرتها على القرى المذكورة.
وذكر الجيش التركي أمس أن قواته حيدت يوم الثلاثاء 14 مسلحاً من داعش، ودمر 163 هدفًا شمالي حلب.
وأكدت رئاسة الأركان التركية، أن عملية «درع الفرات» لا تزال متواصلة، للقضاء على كافة التهديدات الإرهابية بالمنطقة. وأشارت الرئاسة في بيان نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، إلى أن غارات نفذتها مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي أسفرت عن تدمير 23 هدفاً في مدينة الباب وقرية بزاعة، من بينها 21 مركز إيواء للعناصر، ومركز قيادة كان يتردد عليه الإرهابيون، إلى جانب سيارة مفخخة.
وبالانتقال شرقاً إلى عملية «غضب الفرات» التي تشنها «الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بهدف عزل داعش في الرقة، فقد بدأ التنظيم عمليات حفر لخنادق وأنفاق في ريفي الرقة الشمالي والغربي، وذلك لحماية معقله، على حين وصل قتلى وجرحى له إلى المدينة وريفها، وفق مصدر طبي.
وأوضحت «سمارت» نقلاً عن مصادر عسكرية لم تفصح عن اسمها، أن التنظيم استقدم آليات ثقيلة وعمال تابعين له وآخرين بمقابل 150 دولاراً أميركياً في الشهر، للحفر في قرى «أبو وحل» شرقي الرقة، وحزيمة، وبئر الجربوع» شماليها، و«العدنانية، والخاتونية، سلحبية الشرقية والغربية» غربيها، كما استقدم التنظيم سيارات محملة بمادة البترول لتعبئتها داخل أجسام إسمنتية معدة لغرض حرقها، وإخراج دخان كثيف للتغطية على الطائرات الحربية، وفق المصادر المحلية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن