الغناء في سورية له شعور خاص ولي الشرف بالوقوف على مسرح دار الأوبرا … حازم شريف لـ«الوطن»: الأغنية السوريّة تستحق أن تمتلك موقعها اللائق
| عامر فؤاد عامر
رحلة مكلّلة بالانتصار كانت بدايته، فهو الحاصل على لقب آراب أيدل (Arab Idol)، بعد مشاركته في برنامجه المعروف، واستطاع في هذه الرحلة أن يأسر قلوب الملايين من المتابعين، فهو ابن حلب الشهباء التي صدّرت اللحن والصوت والكلمة والذوق للعالم كلّه، واليوم يصل حازم شريف الفنان الشاب لحالة التحدّي التي يرغب أن يعيشها في نذر نفسه للغة الفنّ، فيدرس أموره في كلّ خطواته الجديدة، من دون المجازفة بأي منها، على الرغم من الثقة التي حصدها من اهتمام ومحبّة الناس له، ومن مشاركاته التي تُحسب له في صفحة النجاحات؛ غناؤه لشارة مسلسل بانتظار الياسمين الذي حصل على ذهبية الإيمي أوورد ( Emmy Awards) العالميّة، وكذلك أغنيتان في مسلسل مدرسة الحبّ، والمشاركة في بطولة العمل المسرحي الغنائي الظلال في إمارة الشارقة، واليوم في صدد تحضير أغنية وطنيّة يهديها لبلده سورية قريباً إضافة لتحضيرات يكشف عنها في هذا الحوار.
امتلكت صوتاً جميلاً وحققت شهرة كبيرة، على مستوى الوطن العربي. إلى أين تطمح من جديد؟ وما مشاريعك القادمة؟
أطمح لمرحلة مستقبلية أفضل، ولنجومية كبيرة، إلى أن يكون لي اسم لامع في الوسط الفني الغنائي، فمثالي الذي اقتدي به هو الموسيقار ملحم بركات، وكذلك سلطان الطرب جورج، وأسماء أخرى كثيرة في البال لا يمكن ذكرها جميعها، فطموحي هذا هو ما يدفعني دوماً منذ كنت صغيراً، وقد حققت جزءاً صغيراً منه حالياً وأرجو أن أوفق في تحقيق ما أطمح إليه مستقبلاً.
تسعى الأغنية السوريّة إلى المحافظة على هويّتها، بماذا يفكر حازم شريف لدعمها؟ وهل ستقدم قريباً أغنية باللهجة السورية؟
أعرف الكثير من الملحنين السوريين، وتعاملت مع قسمٍ منهم، كالفنان نهاد نجار، الذي قدّم الكثير من الأغاني باللهجة السورية، بالتعاون مع الشاعر صفوح شغالة، على الرغم من أنني تعاملت معه بصدد أغنية لكنها كانت باللهجة اللبنانية، وأعتقد أن دعم الأغنية السوريّة واجب عليّ، ومطلوب مني هذا الموضوع فعلاً، وأنا كفنان سوري أحبّ أن أمتلك مجموعة كبيرة من الأغاني باللهجة السوريّة، فهذه الأغنية تستحق أن يكون لها استقلاليتها ومكانتها الخاصّة، ولها جمهورها وذواقوها، وقد قدّمت أغنية منذ مدّة بعنوان راجعلك سوريّة، وتندرج ضمن اللون الوطني، ولكن قريباً سيكون لي أغنية باللهجة السوريّة أحضر لها منذ أيام، إضافة إلى التحضير لأغنية وطنية فيها الكثير من معاني الفرح والسعادة والأمل والانتصار لهذا البلد الجميل وهي من كلمات الشاعر نزار فرنسيس.
كيف تمضي وقتك اليوم في صقل الموهبة؟ ولاسيما أن الغناء يحتاج إلى تدريب ومثابرة؟
أعيش حياتي بصورة طبيعيّة، ولا أتقيّد ضمن برنامج يومي، بل أطلق الأمور وأدعها على طبيعيتها، والتدريبات لصوتي تكون من خلال الحفلات، والبروفات مع الفرقة الموسيقيّة، ومن خلال وقوفي على المسرح، ومن خلال التسجيل في الاستديو، فهذا كلّه أعدّه تمريناً للصوت، وتدريباً للحنجرة.
شاركت في العمل المسرحي الغنائي «ظلال» في الإمارات. حدثنا عن هذه التجربة، وخاصّة أنها مزيج بين الغناء والتمثيل المسرحي؟
من بعد حصولي على لقب آراب أيدول (Arab Idol)، وصلتني دعوة من إمارة الشارقة وطلبوا مني أن أشارك في مجموعة من الأغاني التي جاءت من ألحان الفنان خالد الشيخ، ، وهي مسرحيّة غنائيّة من كلمات الشاعرة اللبنانيّة نادين الأسعد ومن إخراج منجد الشريف، وفعلاً سافرت إلى الإمارات وقابلتهم وسجلت الأغاني هناك، والأغاني هي عبارة عن أشعار أديتها بصوتي وكان التسجيل بين لبنان والإمارات، وقد قدّمت في مسرح المجاز مرتين في الشارقة، واعتبرها تجربة مهمّة لي في الوقوف على المسرح للتمثيل والغناء معاً فهناك قصّة تجسّد على المسرح من خلال الأغنية المؤداة ومن خلال الرقصات التي قدّمتها فرقة إنانا للمسرح الراقص، وكانت هذه التجربة إضافة جديدة لي. ومن الممكن أن يكون هناك عروض متكررة لهذه المسرحيّة، والتنسيق جار على ذلك وربما يكون ذلك في مصر قريباً، وفي سورية بعد مدّة.
هل تعتقد أن تجربة غناء شارة مسلسل درامي ضرورة مطلوبة لدى الفنان؟
ليس من الخطأ مشاركة المطرب خلال شهر رمضان في صوته من خلال أداء أغنية لمسلسل، فالناس كلها مشغولة بالدراما التي تعرض، وهذا أمر مهم للفنان في مواكبته لهذا الطقس، ومشاركتي في مسلسل بانتظار الياسمين للمخرج سمير حسين جاء في هذا الإطار في غناء شارة هذا المسلسل الذي حصد مكانته عالمياً وأبارك جهود جميع من عمل فيه، وكذلك في مسلسل مدرسة الحبّ للمخرج صفوان نعمو الذي غنيت فيه أغنيتين الأولى بعنوان «معقولة»، والثانية «بحبك أنا». من الجميل أن يدخل الفنان في هذه التجارب، واليوم يُعرض علي من جديد تجربة غناء جديدة في الدراما السورية، لكن لم أختر إلى اليوم ما يناسبني منها.
كيف تتعامل مع الإعلام السوري اليوم؟ وهل من خطة في ظهورك وفي الحفلات التي أقمتها مؤخراً؟
ظُلمت قليلاً في الإعلام السوري، فالفترة التي جاءت بعد حصولي على لقب أراب أيدول لم أتمكن خلالها من الحضور إلى سورية، على الرغم من حبّي لسورية، فهي الوطن الذي لا يمكن الابتعاد عنه، وكان ذلك لأسباب أتحفظ في التطرق إليها الآن، وقد تحدّثت حول بعض هذه الأسباب في حينها. لكن بعد عودتي لسورية لاحظت أن الإعلام في بلدنا نشيط، وشعرت بمحبّة القائمين عليه، واهتمام العاملين فيه بي، وأنا لا أرفض أي تعامل مع أي شخص يطلب مني تعاوناً ما، فهذا هو إعلام بلدي ولي الشرف أن أتعامل معه. ومنذ مدّة كان لي لقاء في تلفزيون سما إضافة لتصريحات متعددة مع تلفزيون سورية دراما والفضائيّة السوريّة، وأحضر للقاءاتٍ جديدة معهم.
كيف وجدت جمهورك في سورية بعد عودتك إليها بحفلتين؟
أجمل شعور هو أن أكون بين الناس في بلدي فهم من يحبّني وأشعر بشعور خاصّ معهم وهم من أوصلني لهذه المرحلة، وقد سافرت كثيراً لبلدان كثيرة في الفترة السابقة والتقيت جاليات سوريّة فيها، ولكن الوجود في سورية وعلى أرض الوطن يمنحني فرحاً أكبر وقد لمستُ ذلك في حفلة قدمتها في يعفور في رأس السنة وفي حفل دار الأوبرا لتكريم الموسيقار ملحم بركات، وأذكر أنه عندما تواصلت معي وزارة الثقافة بشأن هذه الحفلة وافقت فوراً ودون تردد فأنا أولاً أعشق هذا الصوت كثيراً، كما أن شرف المشاركة والوقوف على مسرح دار الأوبرا السورية هو أمر يعنيني كثيراً. وأريد شكر كلّ من دعمني وكل من ساهم في وصولي إلى هذه المرحلة.
ما الأصوات التي تستمع إليها اليوم، ولاسيما الأصوات التي عاشت في زمن الأغنية الجميل؟
استمع لعدّة أصوات فمن الأصوات القديمة استمع للموسيقار محمد عبد الوهاب وللفنان كارم محمود وكذلك إلى صوت الموسيقار ملحم بركات وسلطان الطرب جورج وسوف، والفنانين وائل كفوري ووائل جسار، فأنا عموماً أحبّ الأصوات التي تمتلك الشجن الشرقي.
حدّثنا عن مشاريعك الغنائيّة القادمة؟ وعلى وجه الخصوص مشروع ألبوم خاص بك؟
سيكون لي جولة في أوروبا لتقديم عدّة حفلات، وهناك حفلة قريبة في أربيل، وحفلة أخرى في أبو ظبي. بالنسبة لموضوع الألبوم صعب التحقيق حالياً لأنني أُنتج على حسابي الخاصّ ولا شركة إنتاج أتعامل معها حالياً، وهناك أغنية جديدة أحضر لها بلون جديد لم أغنه من قبل، وهي من النوع الرومانسي العاطفي وكلماتها حزينة فيها طابع من القسوة قليلاً. وسأسافر إلى بيروت لتسجيلها بعد عدّة أيام، ومن الممكن إطلاقها في يوم عيد الحبّ 14 شباط مع فيديو كليب يناسبها. إضافة للأغنية الوطنيّة ذات الكلمات الجميلة جداً من تأليف الشاعر نزار فرنسيس، وكنت أتمنى أن تكون من ألحان الراحل ملحم بركات لكن الحظ لم يحالفني. وعموماً هذه الأغنية سأصورها بكلّ تأكيد.