رياضة

بعد تأهلنا لنهائيات أمم آسيا بكرة السلة … ماذا نحن فاعلون وما مصير المنتخب؟

| مهند الحسني

عندما تنحصر أحلامنا وتحوم تطلعاتنا عند حدود فوز وحيد، ويكون الهدف من هذه المشاركة هو الفوز بمباراة واحدة بغض النظر عن التأهل للنهائيات فهذا يعني أننا نعاني كثيراً، وبأن سلتنا تعاني أمراضاً مزمنة، وبأن تأهلنا هذا لم يكن يخطر على البال ولا على الخاطر لكونه جاء نتاجاً لضربة حظ لا أكثر
وبصراحة لم يكن لاعبو منتخبنا الأول بكرة السلة يحلمون بأن يعودوا إلى أرض الوطن بأي من الميداليات البراقة، ولم يشطح بهم الخيال لأن يفكروا بالتأهل للنهائيات الآسيوية في ظل الظروف الاستعدادية البائسة والمتواضعة التي لم تتعد حدود مباراة ودية واحدة.

حقائق
لا نود أن نعتبر أي فوز لمنتخبنا نتيجة لسوء الطرف الآخر، وأي خسارة لمنتخبنا نتيجة لسوء عملنا فهذه معادلة قاسية بعض الشيء، وإذا ما نظرنا إلى مشاركة منتخبنا بعين القناعة الفنية في هذه البطولة فإننا غير مقتنعين بما قدمه لأننا ما زلنا نبحث عن حالة سلوية جديدة وواضحة في مقدماتها قوية في تفاصيلها سعيدة بنتائجها، اللعب مع منتخبين بوزن إيران ولبنان الذي حقق اللقب في هذه النسخة ليس سهلاً مهما احتل التفاؤل من مساحات انتظارنا لكن التسليم بتفوق هذه المنتخبات يدعونا للسكوت، وبما أننا نتحدث عن منتخبنا فمعنى هذا أن هناك ما يمكن أن يكون لنا في هذه البطولة أكثر من حجز بطاقة التأهل.
تبدو كل تفاصيل شريط خسارتنا المؤلمة أمام منتخب إيران صغيرة حيال الشكل المتواضع الذي ظهر عليه أفراد منتخبنا، فالخسارة كما اتفقنا واردة أمام منتخب يتفوق علينا بكل شيء، لكن هذا لا يعني أن نستسلم له وأمامه ولو لعبنا وخسرنا لقلنا (بسيطة)، لكن افتقد لاعبونا لأبسط بدهيات كرة السلة أمام إيران، وبدا المنتخب خارج التغطية نتيجة انقطاع خطوط الاتصال بينه وبين المدرب.
وفي لقائنا الافتتاحي أمام الأردن كان منتخبنا بصورة أفضل نظراً لتواضع أداء المنتخب الأردني الذي غاب عنه أفضل لاعبيه ونجومه، وأضاع منتخبنا فوزاً كان في متناول اليد لولا بعض الأخطاء التي أرجعها الكثير من الخبرات إلى التبديلات المتسرعة لمدرب المنتخب.
ولم نوفق أمام منتخب العراق رغم أن فسحة تفاؤلنا اتسعت قياساً إلى الحماسة التي ظهر بها لاعبو منتخبنا أمام الأردن، لكن قلة خبرة أغلبية لاعبي منتخبنا أعادتنا من جديد لحسابات كنا نظن بأنها باتت وراء ظهورنا، ليأتي اللقاء المنتظر أمام فلسطين والذي كان الفرصة الأخيرة لسلتنا، حيث دخله لاعبونا تحت شعار نكون أو لا نكون، وقد نجحوا في حسم النتيجة لمصلحتهم وضمان إحدى بطاقات التأهل للنهائيات.
وفي اللقاء الختامي الذي جمعنا مع صاحب اللقب المنتخب اللبناني، فاللقاء كان تحصيل حاصل لكلا المنتخبين، فالأشقاء ضمنوا اللقب، ومنتخبنا ضمن التأهل لذلك كان اللقاء عادياً والفوز بمتناول المنتخب اللبناني، فكانت النتيجة الرقمية ضمن التوقعات وبعيدة عن الفوارق الشاسعة والكبيرة.

حماسة ولكن
دعونا نعترف أن الحماس وحده لا يصنع منتخباً ولا يحقق انتصاراً، ودعونا نعترف أن خيباتنا السلوية هي حصيلة منطقية لما نزرعه، صحيح أننا هللنا لفوزنا على منتخب فلسطين واعتبرناه إنجازاً بحد ذاته، لكن الفوارق الفنية ما زالت شاسعة وكبيرة بيننا وبين باقي المنتخبات، واللعب بمستوى كهذا في النهائيات سيضعنا أمام كوارث لا تحمد عقباها، ويجب أن نعترف بأن سلتنا ستبقى عرجاء وعوجاء إذا ما استمررنا على النغمة ذاتها من ألحان النشاز، ودعونا نقلها بصراحة إن بقيت حجج الشح المادي وضعف الإمكانات وضيق ذات اليد حاضرة في مسيرة إعداد المنتخب للمرحلة المقبلة فحتماً ستكون نتائجنا محبطة وهزيلة ومؤلمة.

لهذه الأسباب
ترك غياب لاعب سلة الجيش والمنتخب طارق الجابي عن المنتخب رغم وجوده مع البعثة الكثير من إشارات الاستفهام والتساؤلات، والخبر اليقين أنه تم رفع اسمه اللاعب الجابي ضمن لائحة 24 لاعباً، لكنه لم يتمكن من الالتحاق بتدريبات المنتخب نظراً لإصابته بمرض (اليرقان) ما استدعى غيابه فترة دامت أكثر من عشرين يوماً تم خلالها رفع أسماء لائحة 12 لاعباً، وبعدها تماثل الجابي للشفاء وعاد للتحضيرات، وتم رفع اسمه من أمانة سر الاتحاد عبر الايميل الالكتروني، وغادر مع بعثة المنتخب وقد فوجئت البعثة قبل لقاء الأردن الافتتاحي بأنه لا يحق له المشاركة من اتحاد غرب آسيا بحجة أن الايميل لم يصل له، وبعد سلسلة من الأخذ والرد والقيل والقال لم تتمكن رئاسة البعثة من إقناع رئيس اللجنة المنظمة للبطولة بضرورة إشراك الجابي، وتم حرمان المنتخب من جهود لاعب يعد من أفضل اللاعبين في الفترة الحالية، وربما أضاف لمنتخبنا الكثير من الجهود في هذه البطولة.

خلاصة
لن نبالغ بالتفاؤل ولن نترك للتشاؤم مساحة في رؤيتنا لمنتخبنا الحالي، وحده التحليل الموضوعي العلمي سيثبت مكان وقوفنا الحقيقي والنقطة التي يمكن لنا الوصول إليها ومتطلبات إعداد منتخب يليق بسمعة السلة السورية، ولعل تأهلنا لهذا المحفل القاري المهم سيكون أحد الحلول العملية لضمان مسيرة إعداد منتخب وطني لائق، يبقى دور الاتحاد في الحفاظ على استقرار هذا المنتخب وتطوير اللاعبين الذين أظهروا تجاوباً والتزاماً في الفترة الحالية.

النتائج الرقمية
منتخبنا خسر أربع مباريات وفاز بواحدة كانت على المنتخب الفلسطيني بواقع (86-70) بينما خسر أمام الأردن (78-70) وأمام إيران (92-48) وأمام العراق (66-53) وأمام لبنان (78-64) وحل منتخبنا بالمركز الخامس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن