رياضة

واقعية إفريقية

| خالد عرنوس

اختتمت ليلة أمس فعاليات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية وقد انحصر اللقب بين أبناء الكنانة المصريين وأسود الكاميرون غير المروضة وساعة قراءة هذه السطور ستكون الأفراح مستمرة إما في القاهرة وباقي مدن بلاد النيل أو في ياوندي وبقية مدن الكاميرون، وبقراءة بسيطة في تاريخ البطولة السمراء نجد أن النهائي معقول بل مثالي لبطولة عرفت تتويج المنتخبين في إحدى عشرة مناسبة من قبل.
ولن يرضى أحد فيما بعد أن يقال إن وصول المنتخبين أو أحدهما إلى النهائي كان مفاجئاً وخاصة إذا ما عرفنا أن ترشيحات المراقبين وضعتهما بين المنافسين على اللقب وإن لم يكن من خلال الصف الأول ففي المرتبة الثانية على الأكثر، ومرد ذلك أن الفريق الشقيق غائب عن الساحة في آخر ثلاث نسخ ورافقه الأخضر الكاميروني بعدم التأهل عن نسختين قبل أن يعود على استحياء في النسخة الفائتة وخرج من بابها الضيق بسقوطه من الدور الأول.
إلا أن ثقلهما على الساحة القارية وعراقتهما لم يبعدهما عن ميزان المرشحين، ويبدو أنه السبب الوحيد الذي يقبله العقلاء لوجودهما في لقاء التتويج لأنهما لم يقدما ما يشفع لهما ببلوغ النهائي طوال مراحل البطولة، فكان وصولهما النهائي بالحظ والتوفيق واللعب التجاري الكريه حتى إنهما لم يقدما عروضاً أو أداء رفيعاً ونخص هنا المنتخب المصري الذي أخفق بتقديم ولو شوطاً (عليه القيمة) فنياً؟!.
على العموم لم يكن الكرنفال الإفريقي (كرنفالاً) فلم يقدم أي متعة تذكر والأنكى أن المنتخبات الأكثر سيطرة على الكرة واستحواذاً لم يكتب لها الفوز ونخص هنا مباريات الإقصاء التي حرمت منتخبات مثل السنغال والمغرب وفيما بعد بوركينا فاسو وحتى الكونغو وأخيراً غانا من الفوز على الرغم من تفوق كل هؤلاء رقمياً عندما كتب عليهم وداع البطولة، ومن المصادفات العجيبة أن المصريين لم يسددوا سوى مرة واحدة بين خشبات مرمى بوركينا فاسو فكان الهدف الذي قادهم فيما بعد الى الفوز بـ(واقعية) المدرب كوبر و(بركات) الشيخ الحضري الذي كان سداً عالياً بحق ووحده استحق نجومية البطولة (على الأقل من الطرف العربي).
إذاً الكاميرون أو مصر بطل لإفريقيا من جديد بلا متعة وبطولة أكملت مسلسل الغرائب المعروف عن بطولات القارة السمراء ولا شيء يشفع لهما إلا أنهما صاحبا واقعية ستجعل من البطولات القادمة كرة قدم مقززة بعيدة عن الفن والمتعة.. مع أمنياتنا المسبقة بأن تكون الأفراح عمت القاهرة وبقية مدن مصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن