«الديمقراطية» تتقدم في أرياف الرقة مقتربة من المدينة .. تركيا تتخوف من خروجها من مولد الرقة والباب «من دون حمص»

| وكالات
أمام مؤشرات تدل على احتمال خروج أنقرة من مولد الرقة والباب «من دون حمص»، اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعب ورقة «البيشمركة السورية» في شمال حلب، وتسريع الاتصال بنظيره الأميركي دونالد ترامب، في حين يستعد لزيارة موسكو أواسط الشهر المقبل.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أن أردوغان سيجري اتصالاً هاتفياً مع ترامب خلال الأيام المقبلة. ولم يكن الرئيس التركي بين قائمة الزعماء الدوليين والإقليميين الذين أجرى بهم الرئيس الأميركي اتصالات هاتفية فور تسلمه السلطة، على الرغم من إعلان الأخير عزمه إقامة مناطق آمنة للسوريين من أجل احتواء أزمة اللاجئين. وأثار وصول عربات عسكرية مدرعة وناقلات جند إلى «قوات سورية الديمقراطية» والذي تلاه إطلاق المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات» على تنظيم داعش في الرقة، مخاوف جدية لدى أنقرة من استبعادها عن طاولة ما بعد داعش في شرق سورية تماماً، كما تخشى من أن يؤدي تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه نحو مدينة الباب من انحسار دورها بريف حلب الشمالي في مرحلة ما بعد داعش، فضلاً عن أن وجود الجيش العربي السوري في مناطق تادف وعران سيقطع الطريق على الأتراك، الذين يريدون المشاركة في عملية الرقة عبر النزول من الباب شرقاً نحو الطبقة وسد الفرات. وعادت آمال أنقرة بالرئيس الأميركي وانتعشت، بعد تصريح لأحد مستشاري حملة ترامب لشؤون الشرق الأوسط أكد فيه أن الإدارة الجمهورية ستأخذ بالحسبان آراء أنقرة بالنسبة للأكراد في سورية. وعزا كابرييل صوما هذا الموقف إلى أن «تركيا حليفة لأميركا وعضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وأضف إلى ذلك وجود الروس في المنطقة، وتقاربهم مع روسيا».
ومن المقرر أن يزور أردوغان العاصمة الروسية موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين منتصف شهر آذار المقبل وذلك قبل نحو أسبوعين من زيارة نظيره الإيراني حسن روحاني.
إلى ذلك حركت أنقرة ورقة «البشمركة السورية» التابعة لـ«المجلس الوطني الكردي». وذكرت مصادر معارضة أن مسلحين من هذه القوات دخلت من إقليم «كردستان العراق»، إلى ريف حلب الشمالي، برفقة تعزيزات عسكرية تركية. إلا أن «المجلس الوطني الكردي» نفى ذلك.
ورجح نشطاء، حسب وكالة «سمارت» المعارضة، أن يكون هدف دخول مسلحي «البيشمركة السورية» هو محاربة «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، شمالي حلب.
وأكدت مواقع إعلامية معارضة أن تعزيزات تركية، شملت دبابات وناقلات جند ومدرعات أخرى، دخلت إلى الريف الشمالي لحلب، أول من أمس، وتمركزت في القواعد التركية الجديدة، جنوبي وغربي مدينة أعزاز. في غضون ذلك، انتكست حملة «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا مرة جديدة بعدما استعاد داعش السيطرة على قرية بزاعة.
وشنّ مسلحو داعش عجوماً معاكساً عنيفاً على مواقع المليشيات السورية المتحالفة مع الجيش التركي في بزاعة الواقعة شرقي مدينة الباب، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استهدف خلالها التنظيم تجمعاً للمسلحين في البلدة بعربة مفخخة، بحسب وكالة أعماق التابعة لداعش.
وأكدت الوكالة أن مسلحي التنظيم صدوا اقتحاماً للجيش التركي والمسلحين المتحالفين معه على بزاعة، وأعطبوا عربة (بي. إم. بي) للمسلحين في البلدة. وبدورها، نفذت طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت تركية أم تابعة للتحالف الدولي، غارات على مناطق في بزاعة.
وأكد الجيش التركي أن قواته قصفت أول من أمس 259 هدفاً لداعش الإرهابي ما أسفر عن تحييد 37 إرهابياً (33 قتيلاً و4 مصابين).
وأكد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، أن المدافع التركية قصفت 220 هدفاً لداعش، في حين شنت المقاتلات غارات على 39 هدفًا للتنظيم في منطقة الباب وبزاعة التابعة لها، ما أسفر عن تدمير مقرات وموقع، وسيارات مفخخة، وملاجئ، ومخازن أسلحة يستخدمها التنظيم.
وأكدت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء مقتل الوالي الداعشي للباب أبو خالد الأردني، في غارات نفذتها مقاتلات سلاح الجو في المدينة يوم الجمعة الماضي.
في ريف الرقة الشمالي الشرقي، سيطر عناصر «الديمقراطية» على قريتي الكالطة وبئر سعيد بعد اشتباكات الاشتباكات متفاوتة العنف مع مسلحي داعش. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فقد ترافقت الاشتباكات، مع قصف طائرات التحالف الدولي بمزيد من الضربات محاور الاشتباك.
من جهة أخرى، أفادت وكالة سمارت المعارضة نقلاً عن مصادر فضلت عدم كشف اسمها، أن «قوات سورية الديمقراطية» تقدمت نحو ثمانية كيلومترات جنوبي قرية مكمن ونحو كيلومترين قرب قرية خنيز في شمالي مدينة الرقة، باتجاه المدينة، بعد اشتباكات مستمرة مع التنظيم.
وحسب المرصد، فقد اقتربت قوات «الديمقراطية» من مدينة الرقة وباتت على بعد 23 كلم إلى الشمال من المدينة، ونحو 30 كلم من شمالها الغربي و32 كلم من غربها، وذلك في حين وصل عناصر القوات إلى الضفاف الشمالية لنهر الفرات، وباتوا على مسافة نحو 4 كلم عن سد الفرات الإستراتيجي.
في غضون ذلك، تمكنت «الديمقراطية» بدعم من طائرات التحالف الدولي من تحقيق تقدم والسيطرة على قرية و4 مزارع على الأقل في الريف الشمالي الشرقي لمدينة الرقة، ضمن المرحلة الثالثة لحملة «غضب الفرات».
على خط متصل، أكدت وكالة «سمارت»، أن مسلحي داعش أعدموا أربعة عناصر تابعين لـ«الديمقراطية» عند كنيسة «أم الشهداء» في مدينة الرقة، نحراً بالسكاكين. وأوضحت الوكالة أن اثنين من العناصر يتبعان لـ«قوات النخبة»، التي شكلها رئيس «تيار الغد السوري» أحمد الجربا، وهما من أبناء قبيلة شمر، حيث توجه بيان الإعدام الذي ألقاه أحد «شرعيي» التنظيم، بالتهديد له.