يرجح أن تتضمن ثلاث مراحل والأولى للشهداء والعسكريين … رحلة العودة إلى «الذيابية» تنطلق اليوم
تبدأ اليوم المرحلة الأولى من مشروع رحلة العودة لأهالي بلدة الذيابية في ريف دمشق الجنوبي، بعد إعادة ترميم البنى التحتية في البلدة وإيصال الخدمات لها، وذلك عقب معاناة من تهجير قسري إلى مناطق أخرى استمر أكثر من ثلاث سنوات بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على البلدة.
وعلمت «الوطن»، أن رحلة العودة إلى الذيابية ستكون شبيهة برحلة عودة الأهالي إلى بلدة الحسينية بريف دمشق الجنوبي.
ويرجح أن تكون رحلة العودة على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن عودة أهالي الشهداء والعسكريين، وفي الثانية الموظفين، وفي الثالثة المدنيين. ومن غير الواضح المدة الزمنية التي ستستغرقها كل مرحلة وعدد الأسر الذي سيعود في كل مرحلة.
وفي أواخر العام 2013 طرد الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية والمسلحة من عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيابية والسبينة وحجيرة والبويضة، وتعمل الحكومة منذ ذلك الحين على إعادة الخدمات لتلك المناطق وترميم ما دمرته تلك المجموعات تمهيداً لإعادة الأهالي إليها.
وفي آب 2015 تمت إعادة الأهالي إلى الحسينية على ثلاث مراحل عاد بموجبها في المرحلتين الأولى والثانية أكثر من 5500 عائلة بمعدل 5 أفراد لكل عائلة أي نحو 25 ألف مواطن، علماً أنه كان يعيش في تلك المنطقة نحو 60 ألف نسمة قبل دخول المجموعات المسلحة إليها.
وقبل أكثر من أسبوعين أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أن الأشهر القادمة ستشهد وتيرة متسارعة في المصالحات المحلية وتحقيق إنجازات نوعية على هذا المسار، وأن «الأيام القادمة» سيتم خلالها البدء بمشروع عودة الأهالي المهجرين إلى بلدتي السبينة وحجيرة.
وتفقد حيدر ومحافظا ريف دمشق والقنيطرة علاء منير إبراهيم وأحمد شيخ عبد القادر في 25 الشهر الماضي واقع بلدتي الذيابية والسبينة وما تم تأهيله من بنى تحتية وخدمات فيهما تمهيدا لعودة الأهالي إلى البلدتين.
ويؤكد مراقبون أهمية «رجعة الأهالي ولو بتوفير الحدود الدنيا من الخدمات» إلى منازلهم، مشيرين إلى أن النازحين أرهقهم التشرد وغلاء الإيجارات وارتفاع الأسعار.
ويأمل أهالي المناطق المجاورة للذيابية والذين هجرتهم المجموعات المسلحة من منازلهم وتم طرد الإرهابيين من مناطقهم بأن تتواصل عمليات عودة الأهالي إلى تلك المناطق.
وفي منتصف أيار الماضي أعلن حيدر خلال اجتماعه مع لجان المصالحات الأهلية لمناطق السبينة وحجيرة والبويضة والذيابية أن «الركائز الأساسية» لمشروع عودة الأهالي إلى تلك المناطق «باتت ناضجة»، لافتاً إلى أهمية تفاعل اللجان الأهلية مع المواطنين ومتابعة قضاياهم مع الوزارة.
وأشار حيدر حينها، إلى وجود إحصاء لاحتمال عودة 30 ألف عائلة من سبينة و3 آلاف من البويضة وحوالي ألف في حجيرة ومثلها في الذيابية، لافتاً إلى أن قرار الدولة بعودة الأهالي لمناطقهم يطول المناطق التي باتت جاهزة.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، أكد رئيس لجنة المصالحة في سبينة حسن محمد أن قوائم العائلات التي سجلت للعودة إلى البلدة سلمت للجهات المختصة من حكومية وأمنية وبلغت 9136 عائلة تضم 41211 مواطناً.
والبلدة ذات موقع مهم جنوب دمشق. وكانت تضم نحو 2500 منشأة صناعية تشكل رافداً للاقتصاد الوطني.
ورأت مصادر مراقبة، أن عودة الأهالي إلى بلدة سبينة يمكن أن تأخذ وقتاً نظراً لأنها ملاصقة لمدينة الحجر الأسود من الجهة الشمالية والتي يسيطر عليها تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وفي تصريح سابق لـ»الوطن»، أوضح مستشار وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، أحمد منير إن مرحلة ما بعد عودة الأهالي إلى السبينة والذيابية ستكون عملية عودة الأهالي إلى بلدتي حجيرة والبويضة الملاصقتين لبلدة السبينة.
وأشار إلى أن عودة الأهالي إلى بلدة البويضة يساهم في دعم العاصمة بالمنتوجات الزراعية لأن البلدة تتضمن 10 آلاف هكتار أراض زراعية، الأمر الذي يمكن أن يخفف من سعر الخضراوات في العاصمة، عدا أن هناك أعداداً كبيرة من الماشية تربى في البلدة الأمر الذي يسهم في دعم العاصمة بالحليب ومشتقاته.
وفي تصريح نقلته وكالة «سانا»، أكد محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر إنجاز جميع الترتيبات وتأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية لعودة الأهالي الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية إلى منازلهم في تجمع الذيابية للنازحين.
ولفت إلى أنه «اعتبارا من يوم غد (الإثنين) سيتم البدء بإعادة نحو 25 ألف نسمة من أبناء محافظة القنيطرة القاطنين في تجمع الذيابية إلى منازلهم بعد الانتهاء من تجهيز البنى التحتية»، موضحاً أن عودة الأهالي ستتم بالتدريج وعلى مراحل حيث سيسمح بعودة أسر وذوي الشهداء والجرحى والعسكريين في المرحلة الأولى ومن ثم السماح بعودة الموظفين والعاملين في الدولة كمرحلة ثانية والمدنيين في المرحلة الثالثة».
وبين عبد القادر أن «الجهات الخدمية في المحافظة استكملت تجهيز المدخل الرئيسي للتجمع بجميع الأمور الإنشائية والبيتونية وإزالة الأنقاض والردميات وتنظيف الشوارع الرئيسية».
وأشار إلى أن المحافظة وضعت كل إمكانياتها من آليات وكوادر بشرية لتقديم الخدمات ضمن خطة العمل المقررة وأن كوادر البلدية أصبحوا على رأس عملهم لتقديم الخدمات للأهالي العائدين إلى منازلهم مؤكداً أن «المحافظة وبالتعاون والتنسيق مع محافظة ريف دمشق تعمل على تأمين المحروقات والخبز ووسائل النقل».
وأوضح، أن «قيمة الأضرار المادية بسبب الاعتداءات الإرهابية التي لحقت بالبنى التحتية من شبكات وآبار مياه الشرب والصرف الصحي والمدارس والصحة تقدر بنحو 1.2 مليار ليرة سورية إضافة إلى ملياري ليرة في الشبكة الكهربائية في تجمعات السبينة والذيابية ومفرق حجيرة بريف دمشق».
من جانبه أوضح مدير تربية القنيطرة فوزات الصالح أن ورشات الإصلاح انتهت من إعادة تأهيل 3 مدارس للتعليم الأساسي من الصف الأول وحتى الصف التاسع وهي مدارس الشهيد شحادة حسين الأولى والشهيد أحمد عامر والشهيد خليل يوسف وتجهيز الكادر التدريسي والإداري للشعب الصفية مع مراعاة توزعها الجغرافي حسب توزع العائلات العائدة، مؤكداً «استعداد مديرية التربية لافتتاح شعب مدرسية للمرحلة الثانوية فور استكمال عدد الطلاب اللازم».
من جانبه مدير شركة الصرف الصحي بالقنيطرة هشام الفندي بين أنه «تم الانتهاء من تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 25 كم من الشبكة الفرعية وتأهيل 500 غرفة تفتيش وصيانة محطة الضخ الرئيسية وذلك بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والمنظمات الدولية المانحة».
من جهته أشار مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب أمين الشمالي إلى «تجهيز 4 آبار لمياه الشرب بكل مستلزمات العمل من مجموعات توليد الكهرباء وتعزيل 4 آبار أخرى لتركيب التجهيزات اللازمة لها تباعا مع استكمال عودة المواطنين إلى أحيائهم».
ولفت مدير صحة القنيطرة عوض العلي إلى أنه «تم الانتهاء من تأهيل وصيانة مركز السل الصحي الموجود ضمن الطابق الأول في بناء البلدية ورفده بالكادر الطبي والتمريضي لتقديم الخدمات الصحية للمرضى»، مشيراً إلى «وجود 3 مراكز صحية في التجمع هي مركز السل ومركز الذيابية الصحي ومركز التوليد الطبيعي».
وذكرت «سانا»، أن عدد سكان تجمع الذيابية يبلغ نحو 40585 نسمة تم تهجيرهم على أيدي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة إلى تجمعات السيدة زينب والغزلانية ونجها وخربة الورد وخربة الشياب والعادلية والمطلة والكسوة وجرمانا ومخيم الوافدين وجديدة الفضل وعرطوز البلد وصحنايا وأشرفية صحنايا والباردة بريف دمشق إضافة إلى قسم كبير إلى أرض المحافظة.