شؤون محلية

أطباق رمضانية متنوعة وتقنين بالكميات لزوم الحفاظ على العادات الرمضانية

 اللاذقية- نهى شيخ سليمان : 

من المعروف أن لشهر رمضان الكريم تميزه عن سواه من أشهر السنة في كل مجالات الحياة اليومية، وخاصة منها ما يتعلق بالعادات والطقوس والتقاليد المتعارف عليها، مع حصول تغيرات في الروتين اليومي تتوقف مع انتهاء الشهر لتعود إلى سابق عهدها، ومنها تنوع الطعام المترافق مع السهر إلى فترة انبلاج الضوء، فرغم الظروف المعيشية الصعبة نادراً ما توجد أسرة تكتفي بنوع واحد أو اثنين من الطعام على مائدتها الرمضانية، فتسعى لتعدد الأكلات مع الحرص على التقنين بالكميات والمحتويات، فمثلاً الطبخة التي تتطلب وجود فروج ضمنها يتم اختصار الكمية إلى نصف فروج لتتم الاستفادة منه في طبختين، والأكلة التي تتطلب وجود المكسرات بها، يكتفي عامة الناس بالقليل من الجوز أو اللوز، والبعض يستبدل بالمكسرات فتات الخبز المحمص في حال كانت الحاجة للتزيين على الوجه فقط، وخاصة بعد أن أصبح سعر الوقية الواحدة من المكسرات المذكورة يتجاوز 600-700 ليرة، فيما تم تناسي شيء من المكسرات يطلق عليه اسم الصنوبر لأن سعر الكغ الواحد منه بات يتجاوز 12 ألف ليرة سورية للنوعية الجيدة، فيما يمكن الحصول على بعض الأنواع القديمة منه التي تشرف على انتهاء صلاحيتها أو بالأحرى منتهية الصلاحية بعشرة آلاف ليرة سورية، وتغير العادات في طريقة الطبخ انعكس قليلاً على عادة تبادل المأكولات التي تعتبر تقليداً رمضانياً نظراً لما يسببه التبادل في هذه الحالة من حرج نتيجة التقنين المذكور، وما يميز الطبق الرمضاني للعام الحالي في اللاذقية الاعتماد على الأسماك رغم أن أسعارها ليست أفضل حالاً من غيرها، إلا أنه من الممكن الاعتماد على الأنواع الأقل سعراً والأكثر غنى بالفائدة كسمك السردين الذي يتراوح سعر الكغ الواحد منه بين 400- 600 ليرة بعد أن كان سابقا لا يتجاوز 75-100 ليرة سورية، إلا أنه ورغم الارتفاع الكبير بسعره يبقى أقل كلفة من أي طبخة أخرى لذوي الدخل المحدود بخلاف ميسوري الحال الذين يعتمدون على الأسماك المتوسطة أو الفخمة والتي يتراوح سعر الكغ الواحد منها بين 1500 – 4000 ليرة لزوم القلي الشوي وكذلك السمكة الحرة والطاجة والصيادية.
وتتساوى الموائد الرمضانية لدى جميع الأسر أياً كانت أوضاعها المادية بحضور بعض المأكولات من سلطات وفتوش وشوربة، والمشروبات الرمضانية كالتمر الهندي والعرق سوس، التي تتبعها فترة ما بعد الإفطار ولحين السحور من احتساء الشاي أو المتة وما إلى ذلك من مشروبات ترافقها الأرجيلة كنوع من التسلية بين أفراد الأسرة أو مع الضيوف من أقارب أو جيران.
وفي لقاءات لـ«الوطن» مع عدد من الأسر حول ما إذا كانوا يحافظون على عادة استمرارية تبادل المأكولات الرمضانية مع الجيران، أفاد الأغلبية أن هذه العادة ورغم أنها بالنسبة لهم مرتبطة بشكل وثيق مع شهر رمضان الكريم إلا أن الظروف المعيشية انعكست على استمراريتها كما كانت سابقاً، وذكرت إحداهن قائلة: بصراحة أشعر بإحراج عند إرسال أكلة للجيران غير مطبوخة بالشكل النظامي من حيث إغناؤها باللحمة أو الفروج كما يجب، الأمر الذي يجعلني أحجم عن تقديم بعض المأكولات، بينما الأكلة التي أتمكن من طبخها بشكل نظامي أشعر بسعادة حين تقديم كمية منها للجيران الذين تربطني معهم علاقة جيدة وهم محدودون، على حين قالت سيدة أخرى: أتمنى أن أوزع من طبختي على جميع جيراني كما كنت سابقاً، لكن إمكانياتي المادية لا تسمح لي بزيادة الطبخة عن حد الاكتفاء الذاتي للأسرة نتيجة ارتفاع الكلفة المعيشية وارتفاع أسعار كل المواد الغذائية وغير الغذائية..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن