المرأة العظيمة..
| د. اسكندر لوقا
تختلف النظرة إلى الحياة وما فيها بين شخص وآخر.. وربما كانت وجهة نظر صاحب تجربة في الحياة الأقرب إلى الأصح من سواه من هذه الناحية، لأن خوض تجربة ما يعني، بشكل أو بآخر، خوض امتحان له شروطه ويتطلب استعداداً من نوع خاص.
في سياق هذه الرؤية تصدر أحكام شتى حول مسائل عديدة في الحياة، بينها- على سبيل المثال- النظرة إلى المرأة في المجتمع بشكل عام وفي حياة الرجل بشكل خاص. ولابد حينئذ أن تتباين الأحكام في هذه المسألة من رجل إلى آخر كما من مجتمع إلى آخر، وذلك بسبب من تنوع التجارب والثقافات وسنوات العمر. وقد يكون للتقاليد والعادات المتوارثة في البيئة تأثيرها في نوع النظرة إلى المرأة، سلباً أم إيجاباً. ولكن، في كل الأحوال، لابد من الاعتراف بأن المسألة، تبقى بالدرجة الأولى، في إطار رؤية الفرد ذاتها للمرأة التي تعنيه، بالدرجة الأولى، زوجة كانت أم صديقة أم حبيبة.
وكما أشرت، تبقى المسألة، رهن النظرة إلى المرأة، في سياق العلاقة بينها وبين رجلها الذي يعنيها، فثمة نساء كن وراء شهرة أزواجهن وبينهن، على وجه التحديد، المرأة الأم، الإنسان التي تحتضن أبناءها وترعاهم في البيت، بموازاة المرأة التي تربي الجيل على مقاعد الدرس، وسواها من العاملات في الحقل الاجتماعي والإنساني بشكل عام.
المرأة الزوجة، ربما تحتاج إلى تقييم أبعد من مجرد تربية الجيل أو رعايته. إن دورها كرفيقة درب إلى جانب زوجها، له مكانة خاصة، أحياناً لا تخضع للتقييم وذلك من منطلق خصوصية العلاقات بين الأزواج خارج المبادئ الدارجة على نحو القول إن المرأة نصف المجتمع وسوى ذلك، لأن خصوصية الزواج تتخطى هذا القول، ولا يمكن أن تقاس بعدد سنوات الزواج أو المستوى المعيشي للزوجين أو بمكانة أحدهما التي تتحكم بصلب العلاقة بين الزوج الزوجة. إن هذه الإشكالية ستبقى قائمة ما دام ثمة رجل وامرأة على سطح الأرض، مع الأخذ بالحسبان أن المرأة ليست كزوجة فقط قادرة على أن تلعب الدور الأكثر تأثيراً في مجريات الحياة التي تجمعها مع الرجل.
في تقدير الفيلسوف والحكيم اليوناني الكلاسيكي سقراط (469- 399 ق.م)- على سبيل المثال- أن أعظم امرأة هي التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره وكيف نضحك ونحن نتألم.
ويبقى السؤال هنا: مثل هذه المرأة العظيمة أين وكيف نجدها؟ نعتقد أننا لم نفقد الأمل يوماً على الرغم من صعوبة البحث عنها في الظروف الصعبة..