طهران تؤكد أن البرنامج الصاروخي الإيراني شأن داخلي
وصفت طهران العقوبات الأميركية الجديدة ضدها بأنها إجراءات غير عادلة وخاطئة، مؤكدة الرد عليها بعقوبات جوابية والإصرار على اعتبار البرنامج الصاروخي الإيراني شأناً داخلياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية، الإثنين: إن العقوبات الإيرانية الجوابية ستفرض على شخصيات أميركية، تتهمها إيران بدعم تنظيمات إرهابية مثل داعش وكذلك إسرائيل.
وأوضح الدبلوماسي الإيراني أن عملية إعداد قائمة المستهدفين بالعقوبات دخلت مراحلها النهائية وسيتم الإعلان عنها قريبا.
ووصف التصريحات الأخيرة الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران بأنها عدائية وبمثابة تهديد، لكنها، في الوقت نفسه، متناقضة، وشدد على أن تلك التصريحات لا تعني شيئاً بالنسبة لإيران.
واعتبر أن أمام الإدارة الأميركية الكثير لتستقر بشكل كامل، وهي لم تستقر بعد. وذكر بأن العقود الثلاثة الماضية شهدت الكثير من هذه التصريحات والمواقف العدائية الأميركية، إلا أن مرور الزمن هو الذي سيحدد المسار.
وتابع قاسمي: إن كل ما له علاقة بالشؤون الصاروخية والداخلية لإيران مرتبط بالحكومة والشعب والسيادة الإيرانية، ولا حاجة للتشاور مع الآخرين حول هذا الأمر.
إلى ذلك أعلن مسؤولو المنظمة الإيرانية للطاقة النووية الإثنين أن إيران ستتسلم اليوم الشحنة الأخيرة من 149 طناً من اليورانيوم المركز أو الكعكة الصفراء الذي تسلمه روسيا في إطار الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.
وقال رئيس المنظمة علي أكبر صالحي لوكالة الأنباء الإيرانية «فارس»: إن «الشحنة الأولى من الكعكة الصفراء وصلت في 26 كانون الثاني بالطائرة وستصل الشحنة الأخيرة الثلاثاء».
وأضاف: إنه منذ دخول الاتفاق النووي مع القوى الكبرى حيز التنفيذ في كانون الثاني 2016 «استوردنا 210 أطنان من اليورانيوم المركز وأرسلنا مقابلها إلى الخارج يورانيوم مخصباً بنسبة 3.5 بالمئة» بموجب نص الاتفاق.
وأكد بهروز كمالوندي المتحدث باسم المنظمة أن هذه الشحنات تم تسلمها من روسيا.
وكانت إيران وقعت في تموز 2015 اتفاقاً نووياً مع دول مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) أنهى أزمة استمرت سنوات.
من جهة أخرى بحث رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مع رئيس المجلس الوطني في بيلاروس ميخائيل مياسنيكوفيتش أهم القضايا الدولية والإقليمية وآليات حل الأزمات العالقة في المنطقة وسبل التعامل معها وتطوير العلاقات بين الجانبين في المجال البرلماني.
وأكد لاريجاني خلال اللقاء في طهران أمس أن هناك هواجس مشتركة تجمع بين إيران وروسيا البيضاء حول خطر الإرهاب.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع مياسنيكوفيتش قال لاريجاني: «إن الجانبين بحثا أهمية مكافحة الإرهاب» مضيفاً: «لدى الطرفين هواجس مشتركة في هذا المجال».
وأشار إلى أنه تم التأكيد على التعاون البرلماني وضرورة استخدام إمكانيات البرلمانين في المحافل الدولية والإفادة من خبرات البلدين معلناً عن اتفاق بين الجانبين لزيادة حجم التعاون التجاري بين البلدين وقال: إن «طهران ومينسك تشجعان وتدعمان الاستثمارات في البلدين».
من جانبه أكد مياسنيكوفيتش أنه لا يوجد أي اختلاف في وجهات النظر في مجالات التعاون المشتركة وقال: «إن العلاقات بين الجانبين ستعزز بشكل كبير مستقبلاً».
ووقع لاريجاني ومياسنيكوفيتش على مذكرة تفاهم مشتركة للتعاون البرلماني وتم التأكيد في مذكرة التفاهم على دعم وتنمية التعاون البرلماني في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية والتعليمية والصحية والسياحية والثقافية.
وأكد الطرفان على تعاون اللجان التخصصية بين البرلمانين ومتابعة الاتفاقيات المبرمة وعلى التعاون الوثيق واتخاذ المواقف المشتركة في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.
بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس على علاقة الشراكة التي تجمع بين روسيا وإيران وتعاونهما في العديد من القضايا المهمة.
ونقلت وكالة «تاس» عن بيسكوف قوله للصحفيين: «تعرفون أن لدى روسيا علاقات شراكة طيبة مع إيران ونتعاون في عدد من القضايا.. ونحن نثمن علاقاتنا في المجال الاقتصادي والتجاري ونتطلع إلى تطويرها».
وشدد بيسكوف على أن روسيا لا تتفق مع توصيف الرئيس الأميركي لإيران «بالدولة الإرهابية» وقال: إن «موسكو لا تتفق مع هذا الافتراض» وهي تعتزم تعزيز علاقاتها مع طهران.
ورداً على سؤال عما إذا كان موقف الولايات المتحدة وروسيا تجاه إيران يعد عقبة أمام تطبيع العلاقات الثنائية أوضح بيسكوف «أنه ليس سرا أن مواقف موسكو وواشنطن حول العديد من القضايا السياسية الدولية والإقليمية متباعدة.. ورغم ذلك فإن هذا لا يمكن ولا يجب أن يشكل عقبة أمام بناء اتصالات عادية وعلاقات واقعية ذات منفعة متبادلة بين البلدين».
وكالات