سورية

داعش محاصر داخل المدينة.. و«المجلس التنسيقي التركي السعودي» يعقد أول اجتماعاته اليوم .. ما بعد «الباب» رهن بنتائج «أستانا»

| سامر ضاحي- وكالات

مع إكمال الجيش العربي السوري الطوق على تنظيم داعش الإرهابي وعزله في مدينة الباب خلال 21 يوماً، ومضى قرابة أربعة أشهر ونصف على عملية تشنها أنقرة دعماً لميليشيات مسلحة تحت مسمى عملية «درع الفرات» دون أن تتمكن بمفردها من تطويق الباب أو دحر التنظيم منها، يجري البحث عن السيناريوهات المحتملة بعد حصار المدينة.
وبإكمال الجيش السيطرة على الباب يستدل بالدليل القاطع الجدية الواضحة لدمشق في مكافحة التنظيم الإرهابي على عكس ما تروج له عملية «درع الفرات» والتي يبدو أن داعش هو عدوها الثاني على حين تضع القوات الكردية وعلى رأسها «وحدات حماية الشعب» على سلم أولويات أعدائها، وإلا كيف استطاعت طرد التنظيم من جرابلس خلال أيام وعجزت عن ذات الأمر في الباب خلال أشهر.
وبدا لافتاً أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أقر أمس بأنه و«مع دخول عمليات النظام العسكرية في ريف الباب الجنوبي يومها الـ20، استكملت قوات النظام (…) عملية إطباق الحصار على مدينة الباب ومحيطها» والتي تعتبر أكبر معاقل التنظيم المتبقية تحت سيطرته في ريف حلب. بعد التقدم إلى تل عويشية الذي يقع على بعد مئات الأمتار من الطريق الواصل بين منطقة الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي الرقة ودير الزور، عقب أقل من يوم على استعادة قرية عويشية أول أمس.
وأكد المرصد، أنه «بذلك تكون قوات النظام أطبقت الحصار على التنظيم في مدينة الباب وبلدات بزاعة وقباسين وتادف، بالتوازي مع عملية القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في «درع الفرات» في شرق بزاعة وجنوبها الشرقي والواقعة إلى الشرق من مدينة الباب».
وفي مقابل تقدم الجيش كان التنظيم يسترجع بعض المواقع داخل بلدة بزاغة شرقي الباب من «درع الفرات» حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل البلدة أمس وفق نشطاء معارضين أكدوا تشكيل ما يسمى «المجلس العسكري لبلدة بزاعة يضم عدة كتائب عسكرية (ميليشيات مسلحة) بريف حلب الشرقي».
من جهتها أعلنت أنقرة أمس تحييد 21 من التنظيم. وأكدت الأركان التركية في بيان لها أمس نقلته مواقع معارضة استهداف 256 هدفا للتنظيم بالمدافع والدبابات والقذائف الصاروخية، فضلاً عن قيام سلاح الجو بقصف 65 هدفا في مدينة الباب وبلدة بزاعة الأحد وتدمير 59 مبنى مبيت، و4 مقرات، وحاجزين إضافة إلى إصابة 8 عناصر من التنظيم بجروح، «من إجمالي من تم تحييدهم». بموازاة ذلك كان رئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكار يقوم بجولة تفقدية لليوم الثاني على التوالي شملت الوحدات العسكرية في كل من ولايتي غازي عنتاب وكيليس المتاخمتين للحدود السورية، يرافقه قائد القوات البرية صالح ذكي جولاك، وقائد القوات الجوية عابدين أونال.
ولعل تطورات «درع الفرات» وما يحصل في محيط الباب سيكون أبرز الملفات التي ستناقش على طاولة «المجلس التنسيقي التركي السعودي» الذي يعقد اجتماعه الأول اليوم وغداً في العاصمة أنقرة، بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره السعودي عادل الجبير، وذلك وفقاً لمعلومات صادرة عن وزارة الخارجية التركية، نقلها موقع «ترك برس» الذي أكد أن المجلس يهدف إلى التنسيق بين البلدين في مجالات عده أبرزها «الصناعات العسكرية والأمن». بالعودة إلى الوضع الميداني في الباب وبعدما بات مقاتلو داعش محاصرين فعلياً من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة الجنوب و«درع الفرات» من الشمال، فإن السؤال الأهم: ماذا بعد حصار المدينة؟ ويمكن التكهن بثلاث إجابات تتمحور الأولى حول ربط ما يحصل ميدانياً بما يحصل سياسياً لاسيما تزامن تقدم الجيش مع محادثات أستانا والتوافق التركي الروسي الإيراني.
أما الطرح الثاني فيمكن توقع منافسة بين الجيشين للسيطرة على الباب في ظل ابتعاد كل منهما عن إثارة الآخر، فالجيش السوري ليس بوارد فتح جبهة جديدة مع الأتراك وكذلك الأتراك لا يبدو أنهم متجهون نحو التصعيد مع دمشق، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الاحتمال الثالث بالركون إلى عامل الوقت حيث يبرز احتمال التنسيق بين الطرفين، مع إدراكهما بأن مواقف الإدارة الأميركية بهذا الخصوص قد تكون مفصلية وهما بانتظار انخراط الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أكثر في القضية السورية.
ومع السيناريوهات السابقة تبقى بارقة الأمل الوحيدة للمتابعين وهي حصار داعش والتقليل من خطر التنظيم وما عدا ذلك يمثل للغرب تفاصيل لا يرغب في الخوض بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن