حيدر: العودة تكذب ادعاءات التغيير الديمغرافي.. وإلى «السبينة» «خلال أيام» … نحو مئتي عائلة تتفقد منازلها في «الذيابية».. وحجم الخراب والدمار والسرقة يصدمها
| الوطن- وكالات
انطلق أمس مشروع رحلة عودة الأهالي إلى منازلهم في تجمع الذيابية للنازحين بريف دمشق الجنوبي، بعد إعادة ترميم البنى التحتية في البلدة وإيصال الخدمات لها، على حين اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أن العودة تكذب ادعاءات الخارج بأن الحكومة السورية تمارس تغييراً ديمغرافياً، ومؤكدا أن عودة الأهالي إلى بلدة السبينة ستكون «خلال أيام». وتفقدت مئات العائلات منازلها في تجمع الذيابية للنازحين وعادت إلى أماكن تهجيرها لكون المنازل تحتاج إلى عمليات ترميم كثيرة وكبيرة، بسبب حجم الخراب والدمار والسرقة الذي أصاب تلك العائلات بالصدمة.
تأتي عودة الأهالي إلى منازلهم في تجمع الذيابية للنازحين بعد معاناة مريرة من تهجير قسري إلى مناطق أخرى استمر أكثر من ثلاث سنوات جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على البلدة.
وذكرت «الوطن» الإثنين أن رحلة العودة إلى الذيابية يرجح أن تكون على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن عودة أهالي الشهداء والعسكريين، وفي الثانية الموظفين، وفي الثالثة المدنيين.
ودخلت أمس نحو مئتي عائلة من ذوي العسكريين والشهداء والجرحى إلى التجمع من دون أن تجلب معها حاجيات منزلية، واطلعت على واقع الحال الذي آلت إليه منازلها، بعد أن تم تسليمها بطاقات للدخول من قبل الجهات المعنية.
وشكل حجم الخراب والدمار الكبيرين والسرقة صدمة للعائلات، التي عادت اغلبها أدراجها إلى مناطق تهجيرها في البلدات والمناطق المجاورة، لكون بيوتها في التجمع تحتاج إلى عمليات ترميم كثيرة وكبيرة لتصبح صالحة للسكن. وتوقعت مصادر مراقبة، أن يعود إلى التجمع في مراحل العودة الثلاث ما يقارب من خمسة آلاف عائلة تضم نحو 25 ألف شخص، علما أن عدد سكان التجمع يبلغ نحو 40585 نسمة، وفق وكالة «سانا».
ولفت وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر في تصريح صحفي إلى أن عودة الأهالي التي بدأت أمس تأتي ضمن برنامج واضح ودقيق سيؤمن عودة آمنة وكريمة ولائقة للمواطنين، مبيناً أن «التأخير الذي حصل في عودة الأهالي إلى منازلهم في تجمع الذيابية كان لأسباب فنية ولوجستية».
وأشار، حسب «سانا» إلى أن عودة أهالي الذيابية تعد رسالة لكل مواطن سوري مفادها أن الدولة «جادة وحازمة في موضوع عودة جميع المواطنين إلى مناطقهم وهي رسالة إلى الخارج تكذب ادعاءاتهم وأكاذيبهم بأن الحكومة السورية تمارس تغييراً ديمغرافياً وتؤكد أيضاً أن مشروع المصالحة يسير بالتوازي مع إنجازات الجيش العربي السوري الذي لولاه ما تمت عودة الأهالي إلى المنطقة بعد أن طهرها من الإرهاب».
وحول تجمع بلدة السبينة أكد حيدر أن عودة الأهالي «ستكون خلال أيام بالطريقة نفسها وستتبعها عودة المواطنين إلى جميع المناطق دون استثناء وذلك ضمن خريطة الأولويات وفق معطيين يتمثل الأول بعودة الأمن والأمان إلى المنطقة المستهدفة حتى لا تكون ممراً أو مستقراً للإرهابيين والثاني تأمين مقومات الحياة اللائقة ولو بالحد الأدنى ضمن إمكانيات الدولة».
ولفت إلى أن المرسوم التشريعي الذي أصدره الرئيس بشار الأسد والقاضي بتمديد مرسوم العفو رقم 15 يؤكد أن الدولة الضامن الأساسي لكل السوريين الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن، مبيناً أن مراسيم العفو تتيح فرصة لن تتكرر وتفتح الأبواب لعودة جميع من ضل الطريق.
من جانبه أكد محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر، أن المواطنين العائدين سيجدون جميع الخدمات من مياه ونظافة ودواء وبنى تحتية لافتاً إلى وجود ورشات للصيانة على أتم الاستعداد لتلقي الشكاوى الطارئة للعمل على معالجتها بالسرعة القصوى. ولفت إلى أن عودة الأهالي ستكون بالتدريج بدءاً من أسر الشهداء والجرحى والعسكريين ومن ثم أسر العاملين في الدولة وصولاً إلى إعادة جميع المواطنين البالغ عددهم نحو 40 ألفاً.
وأشار عبد القادر إلى أنه بعد تطهير الذيابية من الإرهاب على أيدي رجال الجيش العربي السوري توجهت ورشات الصيانة التابعة لمحافظة القنيطرة إلى البلدة لتقديم الكشوف التقديرية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية للحي من شبكات صرف صحي وكهرباء ومياه إضافة إلى المدارس وغيرها.
بدوره، قال ممثل مركز التنسيق الروسي العقيد أيغور سيدروف: إن «ما نشاهده من الفرحة والبسمة المرسومة على وجوه الأطفال والكبار بالعودة إلى منازلهم هو أمر مهم في تحقيق الأمن والاستقرار في سورية وخطوات كبيرة على طريق المصالحات المتواصلة والتي تعني جميع المواطنين الذين يهمهم أن يحل السلام في بلدهم».
ودعا سيدروف المواطنين العائدين إلى المحافظة على الحياة الآمنة، متمنياً أن «يحل السلام وألا يكون هناك وقت للحرب أبداً وأن تستمر الفرحة على وجه المواطنين».
وأشار رئيس بلدية الذيابية عبد اللـه الأحمد إلى «أن عودة الأهالي ستتم عبر مراحل بواقع 3 أيام بين كل مرحلة وأخرى»، مبيناً أنه «تم تأهيل 70 بالمئة من الخدمات من مدارس ومركز صحي ومواصلات وكهرباء وغيرها وأن جميع إجراءات العودة ستكون ميسرة بالكامل حيث ستتم الموافقة على عودة أي عائلة تثبت ملكيتها لمنزلها سواء بفاتورة كهرباء أو عقد بيع مصدق أو عقد كاتب بالعدل».
وبيّن رئيس بلدية السبينة توفيق الموسى أن «البلدة على موعد قريب لعودة الأهالي إليها بعد أن تم تجهيز 70 بالمئة من البنى التحتية فيها من شبكة كهربائية وغيرها من الخدمات»، مشيراً إلى أنه «تم ترميم وإعادة تأهيل 7 مدارس تابعة لتربية محافظة القنيطرة ووضع 5 آبار في الخدمة لتغذية المنازل بالمياه وتنظيف الشوارع وترحيل الأنقاض».
وفي أواخر عام 2013 طرد الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية والمسلحة من عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيايبة والسبينة وحجيرة والبويضة، وتعمل الحكومة منذ ذلك الحين على إعادة الخدمات لتلك المناطق وترميم ما دمرته تلك المجموعات تمهيداً لإعادة الأهالي إليها.
وفي آب 2015 تمت إعادة الأهالي إلى الحسينية على ثلاث مراحل عاد بموجبها في المرحلتين الأولى والثانية أكثر من 5500 عائلة بمعدل 5 أفراد لكل عائلة أي نحو 25 ألف مواطن، علماً أنه كان يعيش في تلك المنطقة نحو 60 ألف نسمة قبل دخول المجموعات المسلحة إليها.
ويؤكد مراقبون أهمية «رجعة الأهالي إلى منازلهم ولو بتوفير الحدود الدنيا من الخدمات»، مشيرين إلى أن النازحين أرهقهم التشرد وغلاء الإيجارات وارتفاع الأسعار.
ويأمل أهالي المناطق المجاورة للذيابية والذين هجرتهم المجموعات المسلحة من منازلهم وتم طرد الإرهابيين من مناطقهم بأن تتواصل عمليات عودة الأهالي إلى تلك المناطق.