رحبت بتوسيع «عملية أستانا» … موسكو تدعو إلى إنشاء آلية لإعداد مشروع الدستور السوري
| وكالات
جددت روسيا أمس التأكيد على أنها ليست بصدد فرض دستور على السوريين، ودعت إلى إنشاء آلية لإعداد مشروع للدستور.
وطرح الوفد الروسي أمام وفد الإرهابيين خلال اجتماع أستانا الشهر الماضي، مسودة دستور لسورية، تم وضعه من خبراء عرب وروس. وعلى الأثر، نظمت شخصيات من المعارضة في الخارج حملة ضد موسكو، واصفةً فيه المشروع بـ«دستور بريمر» في إشارة إلى بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق، بعد غزو العام 2003. ورفضت موسكو هذه الاتهامات بشدة، مشيرةً إلى أن الهدف من التقدم بالمشروع هو تحريك العملية السياسية في سورية.
وتطرق وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى هذا الشأن مجدداً أمس. وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيرته الفنزويلية ديلسي رودريغز، أن بلاده أعلنت لدى تقديم مقترحها الخاص بالدستور السوري، بشكل واضح لا لبس فيه، أنها لا تحاول فرض أي شيء، بل تحاول تفعيل الحوار في المجال المذكور، لافتاً إلى أن المقترح شجع النقاش حول الإصلاح الدستوري في سورية.
وشدد سفير روسيا لدى سورية ألكسندر كينشاك على النقطة التي أثارها رئيس الدبلوماسية الروسية، إذ أشار إلى أن مختلف المنظمات والتكتلات السياسية في سورية بدأت طرح اقتراحاتها بنشاط بعد قيام موسكو بعرض اقتراحاتها الخاصة بوضع دستور سوري جديد في أستانا، وأعاد التأكيد على أن الاقتراحات الروسية تحاول فقط تحريك الحوار بهذا الشأن. ودعا كينشاك في حديث مع إحدى وكالات الأنباء الروسية، نقله موقع «روسيا اليوم»، إلى إنشاء آلية لجمع كل الاقتراحات الخاصة بالدستور ولإعداد مشروع للدستور الجديد على أساس هذه الاقتراحات.
من جهة أخرى، أبدت روسيا رغبتها بتوسيع آلية أستانا لتشمل كلاً من الأردن والولايات المتحدة من دون أن تتطرق إلى السعودية أو قطر أو مصر. وأشار لافروف، حسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، إلى اجتماع الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سورية بالعاصمة الكازاخية على مستوى الخبراء، واعتبره «خطوة تمهيدية تهدف إلى تفعيل الحوار بين السوريين، بما في ذلك وضع دستور سوري جديد». وذكر أن الاجتماع مكرس لتأمين عمل المجموعة المشتركة للدول الضامنة والتي تم تشكيلها من أجل مراقبة تنفيذ كل الأطراف نظام الهدنة. وأعرب عن ترحيب روسيا بانضمام جماعات مسلحة جديدة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً في هذا الصدد، إلى أن الأردن اتفق مع عدد من وحدات «الجبهة الجنوبية»، على انضمامها إلى اتفاق وقف إطلاق النار. ولفت إلى أن موسكو سترحب بمشاركة الأردن بنشاط في تسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى إنشاء مركز معلومات روسي أردني قبل عامين في العاصمة الأردنية عمان من أجل تنسيق الخطوات الرامية إلى المساهمة في تسوية الأزمة السورية. وبدوره، أعرب كينشاك عن أمله في إشراك الولايات المتحدة في عملية أستانا بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة. واكتفت روسيا، إيران وتركيا، الضامنة لعملية أستانا، بدعوة الولايات المتحدة إلى حضور المحادثات بصفة «مراقب». واعتبر مسؤولون إيرانيون ذلك تلبية لمطلب بلادهم. إلا أن الدبلوماسي الروسي عزا المستوى غير العالي لتمثيل الولايات المتحدة في المحادثات إلى تزامن عقده مع «مرحلة انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة». ومضى السفير الروسي، قائلاً: «ومهما كان، فإن روسيا ترحب بمشاركة الولايات المتحدة بأنشط شكل ممكن في عمليات مكافحة الإرهاب «على الأرض» وفي عملية التسوية السورية عموماً».
وبشأن المفاوضات السورية في جنيف، قال كينشاك إن وفد الحكومة السورية لن يعترض على مشاركة ممثلين عن المعارضة المسلحة في الاجتماع المقبل، مذكراً بأن ممثلي الجانبين قد اجتمعوا في أستانا حول طاولة واحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول تعزيز نظام الهدنة. وأضاف مؤكداً: «يجب مواصلة هذا الحوار».